دراسة: انخفاض بنسبة 22 في المائة في التساقطات المطرية والثلجية بمحور الريف والأطلس المتوسط منذ السبعينيات
أخبارنا المغربية - و م ع
كشفت دراسة بحثية تم إنجازها مؤخرا وقدمت خلال ملتقى دولي حول المناخ نظم نهاية الأسبوع بفاس أن محور الريف والأطلس المتوسط عرف منذ عقد السبعينيات انخفاضا في نسبة التساقطات المطرية والثلجية بلغت نسبته 22 في المائة.
وقال السيد محمد حنشان الذي أنجز هذه الدراسة التي أطلقها "مختبر البحث حول الدينامية والفضاء والتراث والتنمية المستدامة" التابع للكلية متعددة التخصصات بتازة (جامعة فاس) إن محور الريف والأطلس المتوسط عرف تغيرات مناخية مهمة على مستوى التساقطات المطرية والثلجية مع ارتفاع حدة سنوات الجفاف والتقلبات المناخية من سنة لأخرى وذلك منذ عقد السبعينيات.
وأكد الباحث حنشان خلال الملتقى الدولي حول موضوع "التغيرات المناخية ومستقبل الجبل في شمال إفريقيا" الذي نظمته جمعية سكان جبال العالم - فرع المغرب أن هذه التغيرات المناخية تسببت في ارتفاع حدة السنوات الاستثنائية سواء منها الجافة أو المطيرة خاصة في العقدين الأخيرين وذلك بعدة مناطق كالريف وهضبة سايس والأطلس المتوسط الشرقي.
وكشفت الدراسة التي ارتكزت على مقاربة تحليلية للمناخ بالمناطق المستهدفة أن منطقة الأطلس الكبير الشرقي التي ظلت بمنآى عن هذه التغيرات المناخية عرفت مع حلول سنة 2006 بداية مؤشرات ارتفاع المعدل السنوي لنسبة التساقطات المطرية بينما عرفت المناطق الصحراوية التي تقع في أقصى الجنوب الشرقي خاصة بالجبال والمناطق شبة الجافة تراجعا وإن كان متأخرا في حدة توالي السنوات الاستثنائية سواء من حيث نسبة الجفاف أو نسبة هطول الأمطار خاصة مع نهاية عقد الثمانينيات.
وأوضح الباحث حنشان المسؤول عن فريق البحث في علوم الأرض والكوارث الطبيعية والتهيئة المجالية أن الدراسات المناخية التي أنجزت في المغرب كشفت جميعها تحولا نحو الارتفاع العام في درجات الحرارة بمجموع التراب الوطني وذلك منذ أواسط عقد السبعينيات والذي تراوحت نسبته حسب المناطق ما بين 1 و 3 في المائة.
وأكد الباحث حنشان المسؤول عن قسم الجغرافية بالكلية المتعددة التخصصات على ضرورة تكثيف عمليات دراسة ومراقبة المناخ خاصة بالمناطق الجبلية التي تعتري عملية إدماجها في التوقعات المناخية المستقبلية صعوبات علمية وعملية .
وقال إن الدراسة كشفت اعتمادا على قاعدة المعطيات الخاصة بالتوقعات المناخية التي تم تجميعها على فترة تمتد لأزيد من 30 سنة ارتفاع المعدل السنوي سواء بالنسبة لحدة الجفاف أو بالنسبة للسنوات الاستثنائية في التساقطات المطرية مع اتجاه نحو الارتفاع في موجات البرد والصقيع وكذا في درجات الحرارة .
ودعا إلى ضرورة اعتماد سياسة ترابية ومجالية ترتكز على استراتيجية للتنمية المحلية تأخذ بعين الاعتبار النتائج العلمية التي خلصت إليها الدراسات التي تم إنجازها حول التغيرات المناخية وذلك من اجل المساهمة في التقليص من التأثيرات السلبية لهذه التغيرات والتقلبات على الإنسان وعلى المحيط.
يشار إلى أن الملتقى الدولي حول "التغيرات المناخية ومستقبل الجبل في شمال إفريقيا" الذي نظم بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي وجهة فاس مكناس استهدف بحث مختلف التصورات الكفيلة بتحقيق التنمية ومواجهة الإكراهات والاختلالات التي لحقت بالمناطق الجبلية جراء التغيرات المناخية والاستغلال غير العقلاني للموارد الطبيعية وتفاقم الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لساكنة هذه المناطق.
ويندرج هذا اللقاء الذي نظم بتعاون مع وكالة الحوض المائي لسبو وجمعية أساتذة علوم الحياة والأرض في إطار الاجراءات التي تم اتخاذها في المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية (كاب 21) الذي عقد مؤخرا بباريس من أجل الحد من انبعاثات الغازات السامة في أفق 2030 وتعويض الدول والشعوب المتضررة من الاحتباس الحراري الذي تسببه البلدان الأكثر تلويثا للبيئة .
وتميز هذا اللقاء الذي شارك فيه عدد من الباحثين والخبراء من بلدان متعددة بإطلاق مشروع " طريق مراكش " الذي سيعرف تنظيم لقاءات لمناقشة المشاكل التي تعانيها ساكنة المناطق الجبلية عبر العالم.