أوراش كبرى بالدار البيضاء لإعطائها جاذبية اقتصادية وسياحية قوية

أوراش كبرى بالدار البيضاء لإعطائها جاذبية اقتصادية وسياحية قوية

أخبارنا المغربية


 تسعى مدينة الدار البيضاء٬ من خلال الأوراش الكبرى المفتوحة في عدة مناطق منها٬ إلى رفع تحدي التنمية الاقتصادية والاجتماعية٬ والحفاظ بصفة خاصة على استمرارية جاذبيتها الاقتصادية.

ولا يتعلق الأمر بمجرد تجميل مفتعل للمدينة من أجل أن تكتسب صورة جديدة٬ وإنما هي أيضا عملية "تصحيح" حقيقية لوضع حد "للتراخي" الذي عرفته العاصمة الاقتصادية منذ سنوات على مستوى المشاريع المهيكلة٬ بحيث تخضع المدينة برمتها لأشغال موسعة لتفادي عمليات تجميل مناسباتية.

وكان تشغيل الخط الأول للترامواي قبل انقضاء هذه السنة قد منح المدينة وجها جديدا وأكثر ملاءمة٬ وقد عزز هذا المشروع البنيات التحتية للعاصمة الاقتصادية لمنح شروط عيش أفضل لساكنتها.

وسيحرر هذا الخط٬ الذي يعد عنصرا أساسيا لشبكة النقل الجماعية المستقبلية٬ حركية البيضويين من خلال عبوره من شرق المدينة إلى غربها على مسافة 31 كلم مقتفيا مسارا "استراتيجيا" يربط الأحياء ذات الكثافة السكانية بوسط المدينة٬ مما سيساهم في إعطاء دينامية لوسط المدينة وفضاء الأعمال بها.

وقد تم إجراء عمليات تهيئة حضرية للتجديد والتجميل من خلال غرس عدد من أشجار النخيل٬ وإعادة تهيئة الأرصفة والممرات وتجديد الإنارة وغرس 400 شجرة٬ مما جعل صورة المدينة تعرف تحولا مهما٬ وهوية بصرية موحدة من دون تمييز بين الأحياء٬ الأمر الذي أحدث تناسقا واندماجا بين مختلف أجزاء المدينة.

وتعتزم العاصمة الاقتصادية إنجاز شبكة للنقل (171 كلم) من خلال إنجاز ثلاثة خطوط أخرى للترامواي بهدف تغطية المناطق الحضرية الآهلة٬ كما سيتم تمكين المدينة خلال 2013 من مخطط لتنظيم الجولان عبر إعطاء الأفضلية للنقل الجماعي مع الأخذ بعين الاعتبار لمخطط التنقلات الحضرية.

وقد أصبح الترامواي وسيلة تنقل لا غنى عنها لدورها في الربط بين المنشآت الكبرى للمدينة كمحطات القطار٬ ومنطقة الأعمال٬ والمستشفيات٬ والتكنوبارك٬ فضلا عن كونه يعبر حي مطار أنفا القديم حيث تجري الأشغال بوتيرة متسارعة لإنجاز مركز مالي سيمثل قاعدة للمهن المرتبطة بالبنوك والمال٬ مما سيفتح آفاقا جديدة للأسواق الصاعدة بالمنطقة٬ فضلا عن أن هذا القطب الجهوي سيمكن من خلق قيمة قدرها ما بين 7 و12 مليار درهم والرفع بحوالي 2 في المائة من الناتج المحلي الخام.

وفي الواجهة البحرية٬ لا تتوقف الآليات عن العمل على مساحة 26 هكتارا تتواجد 10 هكتارات منها في البحر لإنشاء مركب من أربعة أقطاب تحيط بها فضاءات لتجوال الراجلين٬ مما سيمكن ليس فقط من تناغم الدار البيضاء مع المحيط٬ وإنما أيضا خلق مدينة مستدامة.

وتعد "مارينا الدار البيضاء"٬ وهو قطب متعدد الوظائف (فنادق٬ محلات تجارية٬ منشآت للترفيه والخدمات والتنشيط٬ إقامات فاخرة٬ مكاتب٬ وقصر مؤتمرات) على طول 5ر1 كلم ومساحة إجمالية قدرها أزيد من 476 ألف متر مربع٬ عملية تهيئة من شأنها أن تموقع الدار البيضاء ضمن العواصم الاقتصادية والسياحية الكبرى في العالم.

وقد بدأت أولى البنايات الكبرى تأخذ شكلها على الأرض في هذا الفضاء الذي كان "مهملا" في السابق٬ والذي سيتم تحويله إلى منطقة حية وحديثة بين الورش البحري للميناء ومسجد الحسن الثاني.

ولا شك أن هذه الدينامية التي تعرفها المدينة أخذت تتأكد٬ بحيث سجل حجم الاستثمارات في الأشهر الستة الأولى من 2012 ما يناهز 5ر4 مليار درهم٬ منها 5ر2 مليار درهم في قطاع الصناعة٬ كما يواصل المستثمرون العمل في القطاعات الإلكترونية وصناعة معدات الطيران على غرار شركة "بومبارديي" الكندية.

كما تم خلال نفس الفترة إحداث 3911 مقاولة عبر شبابيك المركز الجهوي للاستثمار لجهة الدار البيضاء الكبرى٬ مسجلة بذلك ارتفاعا بأزيد من 18 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية.

وتعرف الدار البيضاء مشاريع عديدة أخرى لتسهيل عمليات الانسياب والحركية عبر مختلف محاورها كإنجاز القناطر وتثليت الطريق السيار الحضري على مسافة 5ر20 كلم ومكافحة التلوث بالساحل الشرقي.

و.م.ع/أخبارنا المغربية


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات