قضية محضر 20 يوليوز وتنزيل الفصل 120 من الدستور

قضية محضر 20 يوليوز وتنزيل الفصل 120 من الدستور

أخبارنا المغربية

إحسان الزكري

خلال جلسة الأسئلة الشفهية التي احتضنها مجلس المستشارين يوم الثلاثاء 29 أبريل 2014 صرح السيد الرميد في معرض  إجابته عن سؤال لفريق الأصالة والمعاصرة أن "الحكم الصادر في قضية محضر 20 يوليوز إذا أصبح نهائيا ستسارع الحكومة إلى تنفيذه"، ثم استطرد السيد الوزير   قائلا  "نحن معتزون بأداء مؤسساتنا وملتزمون بتنفيذ مقتضيات دستورنا، وستكون الحكومة بذلك قد نالت فضيلتين، فضيلة تنفيذ حكم قضائي، وفضيلة وضع حد للتوظيف المباشر إلا من خلال آلية المباراة وبوابة القضاء".

ويستشف من تصريح  السيد الرميد أن الحكومة عازمة على تنفيذ الحكم النهائي الذي سيصدر بخصوص قضية محضر 20 يوليو. ولا شك أن تصريح السيد الرميد يشكل تأكيدا و تعزيزا  لما سبق وأن  صرح به السيد    بنكيران وغيره من وزرائه  الذين أكدوا أن الحكومة ستنفذ الحكم النهائي المتعلق بملف محضر 20 يوليوز. نحن  إذن أمام التزام واضح وصريح من طرف أعضاء  حكومة  بنكيران ، التزام يقرون من  خلاله  أمام نواب الأمة كما أمام الرأي العام بأنهم سينفذون الحكم النهائي الذي سيصدر في قضية محضر 20 يوليوز.  لكن  التشكيك في مصداقية  تلك التصريحات يبقى قائما  لدى المعنيين بالمحضر المذكور كما لدى العديد من المتتبعين . ولعل ما يبرر بقاء ذلك التشكيك هو أنه عند النبش في الأرشيف الإعلامي المكتوب والمسموع والمرئي ، سنجده بالطبع حافلا  بالعديد التصريحات  التي كان أعضاء حكومة بنكيران قد أطلقوها  في العديد من خرجاتهم الإعلامية عند بداية تدبيرهم للشأن العام ، وهي  التصريحات التي كانوا قد أكدوا من خلالها التزامهم بتنفيذ مقتضيات محضر 20 يوليوز الذي وقعته حكومة عباس الفاسي. إلا أنهم تنكروا لذلك الإلتزام لتدخل بعد ذلك قضية المحضريين إلى ردهات المحكمة الإدارية حيث أصدرت المحكمة الإدارية بالرباط خلال شهر ماي من العام المنصرم حكما ابتدائيا قضى بقانونية محضر 20 يوليوز وبإلزام الدولة في شخص السيد رئيس الحكومة بتسوية الوضعية المادية والإدارية للمعطلين المحضريين. لكن بدلا من أن يفي  السيد رئيس الحكومة بتعهده بتنفيذ محضر 20 يوليوز في حال إقرار المحكمة لقانونيته  فإنه لجأ إلى استئناف الحكم لتبقى أطوار هذه القضية ممتدة حتى إشعار غير معلوم ولتتلاشى بعد ذلك ثقة المعطلين المحضريين في كل تصريحاته وتصريحات أعضاء حكومته .

وحري بالذكر أن الدستور المغربي كرس الحق في المحاكمة العادلة خلال مهلة معقولة ، إذ نجد  أن الفصل 120  ينص على أنه " لكل شخص الحق في محاكمة عادلة وفي حكم يصدر داخل أجل معقول" . لكن الإشكال الذي يثار عند استقراء مضمون هذا الفصل  يكمن في تقدير الأجل المعقول لإصدار الحكم ، وهو التقدير الذي قد  يستند  إلى مسوغات واعتبارات تتفاوت من قضية إلى أخرى بحسب درجة صعوبة النزاع . لكن في كل الأحوال يمكن الجزم بأن كل تأخير في إصدار الأحكام القضائية قد يفضي إلى ما يمكن اعتباره عدم إحقاق الحق لاسيما إذا ترتبت عن  ذلك  التأخير أضرار في حق أحد الطرفين المتقاضيين ، كما هو الحال بالنسبة لمعطلي  محضر 20 يوليوز  الذين أكمل ملفهم  قرابة سنة وهو راقد في رفوف محكمة الإستئناف الإدارية بالرباط ، ما جعل  التساؤل حول معقولية هذه المدة من عدم معقوليتها  الأكثر حضورا في هذا الشأن خاصة في صفوف الأطر المحضرية  التي تعتبر المتضررة من طول أمد هذه القضية  نظرا للأضرار المادية والمعنوية التي لحقتها  ــ وما تزال ــ  بسبب طول انتظار الحسم  في قضيتها .


عدد التعليقات (8 تعليق)

1

مواطن

حتى ولوحكمت المحكمة لصالح أطر محضر 20 يوليوز فإن بنكيران لن ينفذ الحكم

2014/05/06 - 09:31
2

miloud

des gens incompétent et qui ne veulent que profiter du systéme, je trouve que c'est tout à fai normal de passer un concours avant d'intégrer n'importe quel poste de responsabilité pour de meilleur résultat,

2014/05/06 - 09:41
3

معطل

ن التوظيف من باب البرلمان ظلم وجور في حق باقي المعطلينإن التوظيف من باب البرلمان ظلم وجور في حق باقي المعطلين

2014/05/06 - 09:45
4

يوسف

لا توجد أي دولة تحترم نفسها تقوم بتوظيف مباشر دون امتحان و دون التحقق فعلا من كفاءة الشغيلة... الدولة يجب أن تكون مثلها مثل الشركات الخاصة، يجب أن تستقطب المستخدمين على أساس كفاءتهم أولا

2014/05/06 - 10:11
5

قاسم

وحسب ما جاء على لسان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، "فإن للمحكمة منطقها بعد حكم المحكمة الإدارية هناك الاستئناف ومن بعده النقض والإبرام وسنرى الحكم بما سيستقر"، يقول بنكيران الذي أضاف "أن القضاء سيفصل في النهاية وإن لم أطبقه أنا وجاء الحكم بعد نهاية ولايتي فإن رئيس الحكومة المقبل سيطبقه".

2014/05/06 - 10:24
6

بركان

الحكومة مع التوظيف حسب الإمكانيات المتاحة ولكن مع شرط أساسي هو تكافؤ الفرص بين كافة الشباب والاحتياجات الخاصة بكل قطاع. نعلم جيدا من كان يستغل التشغيل المباشر لمحاباة حزبية أو عائلية أو بمحسوبية وزبونية. دراسة بسيطة للموظفين الذين تم توظيفهم بشكل مباشر في العقد الأخير ليتبين من استفاد من الريع التوظيفي. ألم يحن الوقت لتطهير الوطن من الانزلاقات والانحرافات التي تكرست في الأدهان؟ لم نسمع أي رد فعل من أعضاء وشبيبة حزب العدالة والتنمية لكي يستفيدوا هم أولا من التوظيف المباشر كما كانت تفعل الأحزاب الأخرى جميعها لما كانت مسؤولة. ألا يكفي هذا لنعترف بالمنطق الجديد الذي وجب تثمينه من الجميع وهو المساواة والعدالة والوضوح مع جميع أبناء هذا الوطن؟

2014/05/06 - 10:27
7

layla

Benkirane

wllah mansme7 lbenkirane la denya wala akhira deya3ni fe 7yati we ghedda net7asbo 3and ALLAH

2014/05/06 - 08:11
8

الله ينعل لي ما يحشم الناس لي تيقولو الحق ما تيعشبوكمش بأي حق يوضفوهم بلا ما يدوزو المباريات فين هو تكافئ الفرص حتى أنا غادي ندير محضر 20 جمادى الأولى ونوض لهيلالا باش يوضفوني فوزارة التكنولوجيا والإختراع العلمي مع العلم أنا عندي باكالوريا تربية بدنية والجامعة درت تخصص في الأدب الفرنسي!!! كل واحد يعري على دراعو ويدوز المباريات كيف تيديرو ولاد المغرب لي بحالي جرينا وجارينا من مبارات لمبارات ومن مدينة لمدينة وجمعنا لكيلويات ديال لوراق وفي الأخيرجاوشي وحدين كلاوها باردة كيف بغاو يديرو هاد خياتي باش من حق!!!؟؟؟

2014/05/07 - 09:28
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة