الشباب في برامج الأحزاب السياسية: التزامات خجولة أمام قوة صاعدة
قليلة هي برامج الأحزاب السياسة التي فصلت في قضية الشباب باعطائها التزامات واضحة لفائدة هذه الفئة العمرية، في الوقت الذي اكتفت فيه أحزاب أخرى، بذكر اجراءات متواضعة ومحدودة لا ترقى إلى مستوى مطالب الشباب الذي يعد العنوان الأبرز للمرحلة القادمة، فهل هذا يعني أن الأحزاب السياسية تنظر إلى الشباب بمنظار التشغيل فقط، وتغيب عنها جوانب أخرى مهمة بالنسبة لهم.
حزب التقدم والاشتراكية
يضع حزب التقدم والاشتراكية قضية الشباب ضمن أولوياته الكبرى، وبهذا خصص للشباب عنوانا خاصا ببرنامجه الانتخابي الذي يخوض به اليوم ، الحملة الانتخابية استعدادا للانتخابات التشريعية ليوم الجمعة المقبل، وقد جاءت التزامات التي اتخذها حزب الكتاب على عاتقه لفائدة هذه الشريحة المجتمعية تحت عنوان بارز«سياسة جريئة ونشيطة للإدماج الاجتماعي والتضامن»، وبالتالي فرفاق نبيل بنعبد الله يرون أنه لابد من تثمين الشباب وحماية الطفولة وإنعاش الرياضة، وذلك عبر تأمين الفضاءات والتجهيزات المخصصة للشباب، ومن بين الاجراءات العملية التي يتبنها الحزب كذلك الرفع من عدد دور الشباب إلى 750 بدل 436 حاليا، بالاضافة إلى العمل من أجل تيسير ولوج الشباب إلى الثقافة والإبداع وخاصة في مجالات الموسيقى والفنون التشكيلية والرياضة والرقص ومختلف التعبيرات الجسدية، ومن جههة أخرى يتعهد برنامج الحزب تطوير الرياضة الجماهيرية على مستوى الأحياء والمؤسسات المدرسية والجامعية، مع تشديده الكبير على إلزامية المراجعة العميقة لحكامة القطاع الرياضي على أسس الديموقراطية والجهوية والتخطيط والشراكة مع الجمعيات والأندية والرفع التدريجي لميزانية القطاع إلى 2 في المائة من الميزانية العامة، وفي أخير يؤكد الحزب على نهج سياسة واضحة وطموحة في مجال النخبة والمنافسة عبر وضع هياكل التميز وتطوير نظام رياضة -دراسة
حزب الحركة الشعبية
حزب الحركة الشعبية الذي لم يمنعه التزامه مع التحالف من أجل الديموقراطية الذي يجمعه به اطار برنامجي مشترك تتلاقي حوله ثمانية قوى سياسية يعتبر بمثابة برنامج مشترك بينهم ، من يعمد خبراء حزب السنبلة على الاعتكاف من أجل تحضير برنامج انتخابي خاص بحزب السنبلة وهو البرنامج الذي نزل به الحزب إلى حلبة التنافس الانتخابي.
إشكالية الشباب ومدى استجابة وتقديم البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية حلولا لها، كانت حاضرة لدى واضعي برنامج حزب المججوبي أحرضان أثناء الصياغة، وإن كان هذا الحضور قد ارتبط لديهم بعلاقة الشباب مع ميادين أخرى ، وبخاصة الشغل الذي يعد الهاجش الأكبر الذي تسعي الأحزاب السياسية الاستجابة له، فحزب الحركة الشعبية يتعهد في برنامجه الانتخابي بوضع وحدات التكوين حسب الطالب قصد الإدماج المهني للشباب، مع العمل على تشجيع مؤسسات الاقتصاد الاجتماعي من تعاونيات وجمعيات بهدف بناء وإنشاء شراكات متينة بين هذه التنظيمات وباقي النسيج الاقتصادي من أجل تشجيع المزيد من الشباب لتكوين نفسه للحصول على أول تجربة مهنية.
ومن جهة أخرى يضع الحزب ضمن استراتيجيته الانمائية لصالح الشباب تنفيد برنامج تطوعي لفائدة الشباب في إطار ميثاق وطني وإقليمي للاستثمار، وذلك بإعادة التفكير في برنامج مقاولتي والتركيز على جهوية قوية، مع تبسيط المساطر و إيلاء اهتمام خاص لفترة ما بعد خلق المقاولة.
حزب العدالة والتنمية
يدرج حزب العدالة التنمية معادلة الشباب ضمن حساباته الحالية، ويعتبرها في برنامجه الانتخابي إحدى لبنات بناء مجتمع متماسك ومتضامن ومزدهر قوامه شباب رائد ، ولهذا الغرض يتعهد حزب المصباح في برنامجه الانتخابي بإحداث بنيات التحديث والتأطير الموجهة إلى الشباب وتوفير شروط نهضة رياضية من خلال الرفع من مستوي تأطير الشباب، ويقترح رفاق بنكيران للنهوض بأوضاع الشباب كفئة عمرية هامة ضمن النسيج الاجتماعي اعتماد استراتيجية وطنية مندمجة للشباب، وذلك بدعم حركة الشبيبة المدرسية والنشاط الطلابي، وكذا دعم الجمعيات الشبايبة والحركة الكشفية فى قاعدة عقود برامج، مع مواصلة العناية بالمتفوقين والموهوبين الشباب في مخلتف الميادين ، وتنظيم المهرجانات الموضوعاتية للإبداع الشبابي
تحديث عملية التخييم
ولم تقتصر مقاربة حزب العدالة والتنمية للنهوض بأوضاع الشباب على المجال الرياضي أو الابداع، وإنما طالب كذلك حتى المجال السياسي، وذلك من خلال دعم وتطور مشاركة الشباب في تدبير الشأن العام من خلال الانخراط في الحياة السياسية عبر الانخراط في الاستحقاقات الانتخابية من تولي المناصب التي تعني بالتدبير المحلي والوطني. أما على المستوى الرياضي الذي يعد الفضاء الكيبر التي يحفظ الشباب من الكثير من الانزلاقات ، فقد حزب العدالة والتنمية في برنامجه إلى ضرورة إرساء سياسة رياضية وطنية تستجيب لحاجيات المجتمع، عبر إصلاح المنظومة القانونية للرياضة وتصحيح اختلالات منطق الاستثمار في المركبات الرياضية الضخمة عوض التجهيزات الرياضية
حزب الاستقلال
وإذا كانت بعض الأحزاب السياسية، قد ربطت الاهتمام بالشباب من خلال ربط قضيته بالرياضة أو بالشغل، فإن حزب الاستقلال قد تبنى في نرنامجه الانتخابي استراتيجية أخرى في تعاطيه مع اشكالية الشباب والمشاكل التي تتخبط فيها هذه الفئة الحيوية من المجتمع، فرفاق عباس الفاسي أثناء تداولهم لموضوع الشباب ركزوا على جانب التكوين واعتبروا أنه القناة التي تعطي في النهاية ذلك الشاب الناحج الذي ينشده المجتمع، ولتحقيق هذا الطموح إقترح حزب الاستقلال وضع تدابير قانونية جديدة لتيسير الولوج إلى التكوين المهني بالنسبة للشباب الذين انقطعوا عن الدراسة في سن مبكر، أو الذين لم تسعفهم ظروفهم الاجتماعية والأسرية من التعلم أو من الحصول علي أي تأهيل مهنى، علي أن يراعي هذا التكوين المهن والحرف التي يحتاج إليها سوق الشغل، وذلك حتي لا يعودن من جديد إلى البطالة والتهميش الاجتماعي، وموازاة مع التكوين يدعو الحزب كذلك إلى فتح مسالك دراسية موازية للشباب موازية للتعليم النظامي كالمدارس الرياضية، مدارس التكوين الموسيقي والفني من أجل فتح أفاق جديدة أمام الشباب، وتهييئه بشكل أفضل، قد الانخراط في سوق الشغل، كما لم يغيب القطاع الرياضي عن بال واضعي برنامج حزب الاستقلال باعتبار هذا القطاع، المجال الذي يستهوي الغالبية الكبرى من الشباب ، وذلك من خلال دعوتهم إلى تقوية البنيات التحتية الرياضية، بالعمل على تتمة أشغال بناء المركبات الرياضية كالملعب الكبير لأكادير، والاسراع بإعطاء الانطلاقة لأشغال بناء الملعب الكبير للدار البيضاء، وأخيرا العمل كذلك على تأهيل دور الشباب من حيث البنية التحتية بالتجهيزات والتأطير ،مع مضاعفة عدد المراكز السوسيورياضية
حزب الاتحاد الاشتراكي
وإذا كان حزب الاستقلال قد قارب اشكالية الشباب بمنظار التكوين، فإن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، قد وضع من خلال برنامجه الانتخابي الشباب في صلب استراتيجيته التي اقترحها في مجال التشغيل وخاصة الشباب مابين 15 و 35 سنة الذي يعد في نظر الحزب بمثابة رهان محوري لاختيارات السياسة الحكومة في السنوات المقبلة
وعلى العموم، فإن برنامج حزب الوردة على مستوى الشباب لم يعط تفاصيل كثيرة واكتفي فقط بجعل اشكالية البطالة هي الهاجس الأكبر الذي بجثم على طموحات هذا الفئة العمرية، وبالتالي فواضعوا البرنامج يرون أن حل معضلة البطالة التي يعاني منها الشباب وخصوصا الشباب من حاملي الشهادات، تبقى مرتبطة بمدى القدرة الفعلية علي تقوية الاقتصاد والرفع الملموس من وتيرة النمو المحددة في التوجهات الاستراتيجية لهذا البرنامج، إذن فمعالجة هذه الآفة، في نظر الاشتراكيين، تفرض بموازاة ذلك بلورة وتفعيل سياسات عمومية إرادية لانعاش تشغيل الشباب من أجل استرجاعهم للثقة في المجتمع ،وذلك من خلال مبادرات منسقة وإجراءات هادفة إلى إعطاء دينامية جديدة لسوق الشغل، ولتفعيل هذه المبادرات ، يقترح حزب المهدي بنبركة بإقرارصيغة جديدة لنظام خدمة وطنية في مرافق الوظيفة العمومية يتم توسيعه ليشمل جميع الجماعات المحلية والمؤسسات العمومية لصالح الشباب، يهدف إلى سد الخصاص والعجز في التأطير لبعض القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة ومحاربة الأمية والمرافق موضوع اتفاقيات شراكة بين الدولة والمؤسسات العمومية في مجال ادماج الشباب حاملي الشهادات المعطلين.
الاتحاد الدستوري
يغلب على برنامج حزب الاتحاد الدستوري الطابع الليبرالي الذي يعطي الأولوية القصوى لكل ماهو اقتصادي له علاقة بخلق الأجواء المناسبة لتنافسية الاقتصاد وتطوير المقاولة عن طريق حرية المبادرة، وبالتالي، فإن قضية الشباب لم تأخد أي مكان لها في هندسة البرنامج الانتخابي لحزب المعطي بوعببد، الذي لم يتضمن أية إجراءات عملية واضحة لصالح فئة الشباب خصوصا على مستوى توفير البنيات الرياضية والثقافية، إلا أنه من خلال الاجراءات التي التزم بها الحزب على مستوى التشغيل بتوفيره ل 200 منصب شغل سنوي ارتباطا بمعدل نمو ما بين 6 و 7 في المائة ، فإنه يكون قد حلول للمعضلة الأولى التي يعاني منها الشباب وهي البطالة التي ترتفع نسبها كل سنة وخصوصا وسط الشباب حاملي الشهادات.
ويتضمن البرنامج الانتخابي لحزب الحصان على التزامات طموحة بالنسبة للشباب المقاول ،وذلك من خلال تأكيدة أكثر من مرة على تحسين تنافسية الاقتصاد بتوفير شروط هذه التنافسية بتقديم علی تشجيع المبادرة الفردية ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطة التي يديرها الشباب.
الأصالة والمعاصرة
حزب الأصالة والمعاصرة في برنامجه الانتخابي الذي يتقاسمه مع عدد من الأحزاب السياسية التي تشكل التحالف من أجل الديموقراطية، لم يتحدث بشكل مباشر عن قضية الشباب ، أي أن البرنامج الذي تبناه الحزب ودخل به غمار الحملة الانتخابية استعدادا للاستحقاقات التشريعية التي ستجري يوم الجمعة المقبل، لم يتضمن إجراءات واضحة لفائدة الشباب والتنصيص عليها بشكك واضح في فقرات البرنامج ، بحيث يكاد يخلو من أية كلمة تستهدف هذه الفئة التي يراهن عليها في الفترات المقبلة لبناء المغرب الحديث، لكن رغم عدم ذكر فئة الشباب في أي عنوان من عناوين البرنامج ، فإن اجراءات أخرى يفهم من خلالها أن الحزب لم يقص هذه الفئة وإنما يضعها ضمن استراتيجية التنموية من خلال التركيز على بناء اقتصاد مزدهر خلاق لمناصب شغل جديدة، وهذا ما ذهب إليه رفاق محمد الشيخ بيد الله الأمين العام للحزب من خلال التزامهم بتوفير 200 منصب شغل سنويا، وهذا ما يعني أن فئة الشباب حضرت كهاجس لدى واضعي البرنامج الانتخابي لحزب الأصالة و المعاصرة من خلال العمل على محاربة البطالة التي يرزح تحت وطأتها الشباب.
التجمع الوطني للأحرار
ما ينطبق على حزب الأصالة والمعاصرة ينطلي كذلك على حزب التجمع الوطني للأحرار التي اختار أن يكون برنامجه الانتخابي نسخة طبقا للأصل للبرنامج المشترك للتحالف من أجل الديموقرطية، الذي هو في نفس الوقت البرنامج الانتخابي للأصالة والمعاصرة.
وإذا كان البرنامج الانتخابي لحزب صلاح الدين مزوار لم يتضمن تفاصيل واضحة تشرح كيفية تعاطي الحزب مع قضايا الشباب، في المجال الرياضي بالعمل على توفير البنيات التحتية كبناء الملاعب الكبيرة، أو الزيادة في الدعم المخصص للرياضة على المستوى الوطني والمحلي كذلك من خلال النهوض بها الأحياء والمناطق الفقيرة وتشجيع الشباب على الابداع ، فإن تيمة الشباب كانت حاضرة بقوق بالنسبة لحزب التجمع في مجالي التشغيل وكذلك في ما يتعلق بالولوج إلى الخدمات الاجتماعية من صحة وتعليم وسكن ، وهو ما يعني أن هذه الفئة الاجتماعية لم تكن غائبة بالمطلق عن انشغالات مسؤولي الحزب
الاحداث المغربية