الاشتراكي حسن طارق : اصطفاف حزب الاستقلال كان حاسما في تدبير موازين القوى الوطنية وفي ترجيح خيارات الإصلاح
أخبارنا المغربية
عبدالاله بوسحابة : اخبارنا المغربية
في خضم الحديث عن التحالفات الممكنة في ظل الانتخابات التشريعية الأخيرة ، و كذا استعادة الثقة في علاقات وصفت من قبل بـ " المتشنجة " بين حزبي الاستقلال و الاتحاد الاشتراكي في مواجهتها لحزب العدالة والتنمية الحاكم ، بعد ولاية تشريعية شهدت تطاحنات و صراعات مستمرة وصلت حد تبادل السباب والتهم الخطيرة ، نشر القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي الاستاذ حسن طارق تدوينة على صفحته الخاصة بالفيسبوك ، عنونها بـ " عن عودة حزب الاستقلال " ، و التي هي تمهيدا و تبرير لكل ما قيل من قبل بعد تجاوز مرحلة الصراع بين الميزان و المصباح من أجل تدبير المرحلة المقبلة وفق تحالف يجمع المصباح و الميزان و الوردة ، لتفادي الاصطدام بالحمامة التي قد تشفل هذا التحالف و تجعل الميزان و الوردة خارجه باشارة واحدة.
طارق كتب : قد لا ننتبه لذلك ،لكن إحدى علامات المرحلة ،هو استعادة الشعب المغربي وقواه الديمقراطية لحزب الإستقلال، الباقي مجرد تفاصيل في مسار البناء الديمقراطي.
في كل لحظات التاريخ السياسي المغربي ،اصطفاف حزب الاستقلال كان حاسما في تدبير موازين القوى الوطنية ،وفي ترجيح خيارات الإصلاح.
راجعوا ظروف ولادة تأسيس الكتلة الوطنية و سياقات تشكيل الكتلة الديمقراطية .
في كلتا الحالتين كان اصطفاف الإستقلال إلى جانب الاتحاد، ليس فقط مجرد إعادة المشهد الحزبي إلى وضعه الطبيعي الأكثر أصلية و وضوحا ،ولم يكن مجرد انتصار للفرز السياسي المجتمعي على إرادة الخلط و تكنولوجيا صناعة السياسة في مختبرات السلطة.
بالأساس ،كان الاصطفاف تحييدا للحجة الأكبر السلطوية ،وهي تحاول تعطيل التحول الديمقراطي ،عبر الانفراد بمواجهة اليسار أعزلا في صيغة خصم أيديولوجي محاط بتهم التناقض مع ثوابت الدولة .
اليوم ،موقف الاستقلال ،وهو أكبر من مجرد قراءة النتائج الإنتخابية، أو من مجرد تقدير موقف بصدد تشكيل الحكومة ،يعيد المعنى للاصطفافات السياسية ،ولكنه كذلك يتفه أطروحة الفرز الأيديولوجي المصطنع لوهم الحداثة و مواجهة الإسلاميين ،ويحولها الى مجرد حجة مهلهلة لأنصار الارتداد السلطوي.
تموقع الإستقلال ،كقوة عريقة ،وطنية ،ومستقلة،إلى جانب الديمقراطية ،يؤدي دائما إلى إنقلاب السحر على التلاميذ السحرة ،حيث تنتقل العزلة من معسكر الديمقراطيين إلى معسكر القوة الثالثة .