هل يكون عيد العرش لهذه السنة المنعطف الحقيقي للتغيير؟

هل يكون عيد العرش لهذه السنة المنعطف الحقيقي للتغيير؟

أخبارنا المغربية

 

بقلم : زهير بوزكري*

يعتبر عيد العرش من أهم المناسبات الوطنية التي تحتفي بها مختلف مكونات المملكة المغربية، ملك وشعب ومؤسسات الدولة بكافة مستوياتها وأنواعها، والتي تجسد مناسبة لتجديد روابط البيعة المتبادلة التي تجمع العرش بالشعب.

إلا أن ما تمت ملاحظته بكل جلاء لعموم المغاربة، أن الذكرى 18 امتازت بنوع من الخصوصية والاستثناء أفرزت أبعاد بالغة الدلالة.

فكما هو متعارف عليه منذ تولي الملك محمد السادس الحكم ، يقوم جلالته بإلقاء خطاب موجه إلى الأمة، يوم 30 يوليوز من كل سنة، حيث يعطي فيه جردا للأحداث و المشاريع المنجزة تتخلله عدة أوامر ملكية ورؤى مستقبلية للسياسة الداخلية والخارجية للدولة، استنادا إلى مقتضيات الفصل 52 من دستور 2011، والذي لا يمكن أن يكون مضمونه موضوع أي نقاش، حيث يكون الخطاب ملزما للأمة و للسلطات.

إلا أن الذكرى 18 خالفت المعهود بعد بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، الذي أعلنت فيه عن تاريخ الخطاب السابق لموعده بيوم واحد، حيث مهد نسبيا لاستنباط مضمون الخطاب الملكي، ودفع بجل المغاربة إلى التساؤل عن موقف جلالة الملك من كيفية تدبير شؤون الدولة وعن موقفه من الأوضاع التي تعيشها بعض أقاليم المملكة وعلى رأسها إقليم الحسيمة، وهذا ما تبين بعد الخطاب من جهة، وبعد حفل الولاء من جهة أخرى.

فمن منكم لم يتساءل حول مضمون الخطاب الممكن أن يلقيه جلالة الملك بعد الإعلان عن تغيير الموعد المعهود؟ 

مما لا شك فيه أن الجميع كان ينتظر ساعة الحسم والحزم، وهذا راجع بالأساس إلى رغبة المغاربة في الاطمئنان على شؤونهم وقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، باعتبار الملك رئيس الدولة ورمز وحدة الأمة الذي يسهر على صيانة حقوق وحريات المواطنين، وهذا ما أكده جلالته من خلال الخطاب الصريح والواضح، الذي لا يحتاج إلى التحليل أو التفسير، حيث كانت الرسائل مباشرة ومبنية على أسس واقعية وموضوعية، يمكن إجمالها في النقط التالية:

يتجلى هدف المشاريع التنموية والإصلاحات السياسية والمؤسساتية، في خدمة المواطنين المغاربة كافة بدون استثناء جغرافي أو اجتماعي.

وجود مفارقة صارخة بين المصداقية الدولية التي يحظى بها المغرب والحصيلة الواقعية.

إن برامج التنمية البشرية والترابية، التي لها تأثير مباشر على تحسين ظروف عيش المواطنين لا تشرف. 

وجود مفارقات مؤسفة ومخجلة، بين القطاعين الخاص والعام، من حيث النجاعة والتنافسية، نموذج التسيير، الحكامة، المردودية، الكفاءة، الطموح، روح المسؤولية... وغيرها من العناصر التي تعتبر من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب.

التطور السياسي والتنموي، لا ينعكس بالإيجاب على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين، مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة.

انعدام ثقة الملك في عدد من المسؤولين السياسيين وانعدام قناعته بالطريقة التي تمارس بها السياسة، تؤيد عزوف الشباب عن الممارسة السياسية وتؤكد على الرغبة في إصلاح المشهد السياسي.

المعنى الحقيقي للمسؤولية، هو الإنصات إلى انشغالات المواطنين.

يجب أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه.

إقرار مرحلة جديدة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة.

إصرار جلالة الملك على ضرورة التفعيل الكامل والسليم للدستور، وتأكيده على أن الأمر يتعلق بمسؤولية جماعية تهم كل الفاعلين.

إن تراجع الأحزاب السياسية وممثليها، عن القيام بدورها، عن قصد وسبق إصرار أحيانا، وبسبب انعدام المصداقية والغيرة الوطنية أحيانا أخرى قد زاد من تأزم الأوضاع.

قضية الوحدة الترابية والصحراء المغربية لا نقاش فيها، وستظل في صدارة الأسبقيات.

العمل على تحقيق مسيرة التنمية البشرية والاجتماعية والمساواة والعدالة الاجتماعية، التي تهم جميع المغاربة.

وتعتبر أهم التحديات والرهانات التي ذكرها جلالة الملك، والواجب تجاوزها للمضي قدما نحو مغرب أفضل:

أنه يجب تغيير العقليات أولا.

يجب أن تتوفر الإدارة المغربية على أفضل الأطر والكفاءات.

اختيار الأحزاب السياسية لأحسن النخب المؤهلة لتدبير الشان العام.

يجب التحلي بروح المسؤولية، والالتزام الوطني، من أجل تحقيق العيش الكريم لجميع المغاربة.

كما عرف جلالة الملك التشاؤم بأنه انعدام الإرادة، وغياب الآفاق والنظرة الحقيقية للواقع، وهذا ما نتمنى أن يستوعبه الجميع من أجل تغيير الأوضاع والمساهمة في خدمة مصلحة الوطن والمواطن، وتأييد الإرادة الملكية القوية والصادقة في بناء مغرب أفضل.

فالمغرب والحمد لله استطاع عبر تاريخه العريق تجاوز مختلف الصعاب بفضل التلاحم القوي بين العرش والشعب.

وكما كان لافتا للانتباه خلال حفل الولاء الذي أقيم مساء أمس الإثنين بساحة المشور السعيد بتطوان، غياب البرلمانيين، حيث لم توجه لهم الدعوة لحضور مراسيم حفل الولاء وفق ما جرت به العادات والتقاليد المرعية في مثل هذه المناسبات، علما أن الولاة و العمال هم من يعدون لائحة من لهم الحق في حضور حفل الولاء، ويأتي هذا بعد استثناء الوزراء من حفل الاستقبال الرسمي بمناسبة عيد العرش الذي أقامه الملك يوم الأحد بقصر مرشان بطنجة، إذ اقتصر الحضور الوزاري على تواجد رئيس الحكومة فقط، وهذا ما يؤكد على أن الغضبة الملكية على عدد من المسؤولين الذين فشلوا في تدبير مهامهم لخدمة مصلحة الوطن، لن تنتهي إلا بعد يقينه بأن حاجيات المواطنين قد قضيت وأن مطالبه قد تحققت.

وهذا لن يتأتى إلا بعد الإجابة الواقعية على هذه التساؤلات الجوهرية:

هل ستتجاوب الأحزاب السياسية مع الخطاب الملكي من أجل اتخاذ التدابير اللازمة لتفعيل ما ناد به جلالة الملك لإصلاح المشهد السياسي؟ وهل سيتم فعلا محاسبة كل من ثبتت مسؤوليته في اختلاس الأموال العامة والتهرب الضريبي أو عرقلة مصلحة المواطنين؟ وإلى أي حد يمكن تطوير عمل الإدارات العمومية والارتقاء بمستواها؟ وهل يوجد من يستطيع أن يقدم استقالته من منصبه لأنه غير جدير بتحمل المسؤولية؟

 

باحث بسلك الدكتوراه في القانون العام

عدد التعليقات (8 تعليق)

1

amin

Le roi jouset un film hindi

2017/08/01 - 06:27
2

Nadia

Degagisme

Seul le peuple peut les pousser dehors et par les urnes ! Avec des Élections anticipées , on ferait un bon nettoyage à chaud !

2017/08/01 - 07:39
3

الخطاب شيء، والواقع سيء، على جميع المستويات دون استثناء.لهذا يجب ان نحضر الدستور والقانون ونعمل به،ولا سنفقد المصداقية.هل في الدستور فيه فصل يقول،السكوت وستر الفساد .

2017/08/01 - 09:05
4

عبد الفتاح

اللهم

نتمنى ان يكون ذلك فاتح خير على هذا الشعب المغبون المقهور يارب ويصبح بحال الدول السعيدة والمتقدمة اللهم افتح على هذاالبلد بمفاتيح الخير والسعادة والسلام والكرامة والهداية على يد هذا الملك البار واعنه على الصلاح والاصلاح...امين

2017/08/01 - 09:15
5

مغربي

خطابات جلالة الملك مع تقديرنا له أضبحت مستهلكة ومملة ...لقد سئمنا والله سئمنا ومللنا ..الشعب لم يستفد أي شيء من معظم جولات جلالته في ربوع هذا الوطن الحبيب الغني برجالاته ونسائه الغنيب بثرواته الباطنية المعدنية والبترولية والثروة السمكية .وموقع المغرب الاستراتيجي لم يستفد المواطن من هذه المقدرات بعكس الطبقة الغنية التي آزدادت ثراءا فاحشا والمشكل أن الفقراء آزدادوا فقرا وتهميشا وظلما وحكرة ....

2017/08/01 - 10:16
6

مغربي

أنا صاحب التعليق رقم 5 أليوم أعترف وأقر بأن جريدتكم جريدة حرة وذات مصداقية ...لديكم نهج صحفي مستقل ...بهذه الصحافة يمكن أن نبني دولة حرة ومتطورة لان الصحافة الحرة هي التي طورت البلدان المتقدمة هي التي سجنت الرؤساء والوزراء والبرلمانيين والقضاة وجرت أمراء إلى المحاكمة فالصحافة الحرة لا تحاكم المسؤول من ملك أو أمير أو وزير أو برلماني أو موظف لشخصه ولكن تحاكمه لمسؤوليته وتقصيره وفسادة في المسؤولية التي تحملها ...لأن الشعب فوق السلطة لأن السلطة جاءت من أجل مصلحة الشعب وليس الشعب هو من عليه أن يخدم السلطة مصداقا لقوله تعالى ".كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " والمسؤولية مرتبطة بالمحاسبة محاسبة كل مسؤول مهما على شأنه حتى وإن كان الملك ...

2017/08/02 - 08:30
7

المغربي

الحلم

المغاربة جالسين كيحلموا بالتغيير بالدولة الديمقراطية والمدينة الفاضلة ويقولون اللهم ارزقنا فالسماء لا تمطر فضة او ذهبا يل اعقلها وتوكل على الله وقل اعملوا.... لا احد يستطيع ان يغير المغرب فحتى الملك لانه مقيد بالدستور ‘‘‘‘يسود ولا يحكم ‘‘‘‘‘فالدولة العميقة هي التي تحكم الا اذا الشعب يوما اراد الحياة فسيحكم نفسه بنفسه

2017/08/04 - 11:45
8

الشاعر

عيد

عيد باية حال عدت ياعيد؟#بما مضى ام لامر ما فيك تجديد

2017/08/04 - 01:55
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات