عندما تسقط ورقة التوت عن عورة "البوليساريو " بليما البيروفية
أخبارنا المغربية - و م ع
بقلم هشام الأكحل
ضربة موجعة تلك التي تلقتها "جمهورية الوهم" ومن يقف وراءها في الترويج لأكاذيب وادعاءات ومزاعم لم تعد تقنع أحدا، وصفعة جديدة للأطروحة الانفصالية، هذه المرة من العاصمة البيروفية ليما، حيث فضحت سلطات هذا البلد الجنوب أمريكي مزاعم واحدة من انفصاليي "البوليساريو" الذين يتجولون بين عواصم العالم بجوزات سفر دول أخرى منتحلين لصفات دبلوماسية.
أشعة الشمس الساطعة لا يمكن إخفاؤها بالغربال، كذلك هو الحال بالنسبة للحقيقة، فمهما حاول انفصاليو البوليساريو اخفاءها سواء بالتنكر في زي دبلوماسي مزعوم أو سفير مزور أو من خلال جنسية أجنبية، إلا وتنكشف لتفضح كل مخادع محتال، رغم إتقانه لفن الأكاذيب والادعاءات، خاصة ببعض بلدان أمريكا اللاتينية.
آخر فصول المسرحية/الفضيحة يعود إلى 9 شتنبر الجاري عندما حلت الانفصالية المدعوة خديجتو المختار بمطار ليما الدولي وهي تنوي دخول البلد، الذي زارته في الفترة ما بين 10 يونيو و 18 غشت الماضيين كسائحة، لكنها خلال هذه الزيارة لبست "جبة دبلوماسية" على غير المقاس وقامت بعدد من الأنشطة ذات الطابع السياسي، وانتحلت صفة سفيرة "الجمهورية الصحراوية" الوهمية التي علقت البيرو علاقاتها الدبلوماسية معها، وقامت بسلوكات تنتهك الشروط المنصوص عليها في القانون وفي نظام الهجرة.
ولم يكن ليخفى على سلطات البيرو ما قامت به هذه الانفصالية، التي وجدت نفسها وقد أدرجتها الهيأة الوطنية للهجرة ضمن قائمة الأشخاص الممنوعين من دخول التراب البيروفي، لانتحالها صفة سفيرة دون الحصول على أي اعتماد دبلوماسي وقيامها بأنشطة سياسية مخالفة لقوانين الهجرة المعمول بها، بل وتعدت ذلك إلى التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد من خلال إطلاق تصريحات أثارت استياء عميقا واستهجنتها الأوساط السياسية والاكاديمية والإعلامية وكذا المجتمع المدني.
وفي أعقاب ذلك، ووفقا لمصالح الهجرة البيروفية، فإن الانفصالية "اختارت المكوث طواعية وبشكل غير قانوني بأحد مكاتب مصالح الهجرة بمطار ليما، كما رفضت إمكانية ترحيلها جوا ومجانا، ولم تقبل لاحقا بإمكانية السماح لها بالدخول إلى البلاد شريطة الالتزام الصريح بالقيام بما يدخل في خانة الأنشطة السياحية فقط"، وتابعت مسلسل الادعاءات الواهية بشأن اعتقالها استجداء لتعاطف بعض ممن مازالت تنطلي عليهم الحيل والأكاذيب.
لكن الرد كان قويا وجاء على لسان وزير الداخلية البيروفي كارلوس باسومبريو، الذي أكد بلغة صريحة لا تحتمل أي تأويل، أن المدعوة خديجتو المختار، التي تزعم أنها ممثلة للكيان الوهمي، "ليس معترفا بها وليست مدعوة من قبل وزارة خارجية البيرو".
ويأتي توضيح كارلوس باسومبريو في أعقاب إصدار مصالح الهجرة البيروفية، التابعة لوزارة الداخلية، بيانا نشرته على موقعها الإلكتروني كذبت فيه الادعاءات الواهية لانفصالية "البوليساريو" بشأن اعتقالها، مشيرة إلى أن هذه المواطنة الإسبانية، "لم تمنحها السلطات البيروفية أي تأشيرة دبلوماسية ولم تحصل على أية امتيازات أو حصانة"، كممثلة لـ"البوليساريو" بليما، خلافا لادعاءاتها الواهية.
وشددت مصالح الهجرة أنها تصرفت في إطار الاحترام التام للدستور والقوانين الجاري بها العمل إزاء هذه المواطنة الإسبانية، التي لا تتوفر على أي موعد بعقد اجتماع مع المكتب الوزاري للشؤون الخارجية أو رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بالكونغوس البيروفي.
كما سبق لوزارة الخارجية البيروفية أن فضحت المزاعم الواهية للانفصالية، ليتأكد أن المدعوة خديجتو المختار، المنتحلة لصفة دبلوماسية، ليست في نهاية المطاف، سوى سائحة أجنبية في وضعية غير قانونية نظرا لمخالفتها لقوانين الهجرة المعمول بها في البلد الجنوب أمريكي.
وفي تعليقه على ذلك، قال الخبير الأرجنتيني في الشؤون السياسية والدبلوماسية، خوان كروث كاستينيراس، إنه وبحكم مقامه في ليما لسنوات، يمكنه أن يؤكد أن السلطات البيروفية تعتمد قوانين صارمة في مجال الهجرة وبالتالي "فلا يمكن لأي شخص دخل البلاد لأغراض سياحية انتحال صفة دبلوماسي والقيام بأنشطة سياسية، كما هو الحال بالنسبة للمدعوة خديجاتو المختار، التي عملت على إحراج سلطات هذا البلد وخلق مشاكل هي في غنى عنها".
وقال كاستينيراس، صاحب مؤلف "المالوين من خلال أبطالها" (2017)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المسامير باتت تدق تباعا في نعش أطروحة الانفصال خاصة بأمريكا اللاتينية التي كانت "البوليساريو" تعتبرها إلى وقت قريب ملاذا آمنا، غير أنه تبين الآن أنه لم يعد هناك من تنطلي عليه الحيل التضليلية المغرضة ولعب دور الضحية.
وخلص إلى أن الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، وأن هناك اقتناعا راسخا بمشروعية الموقف المغربي ووجاهة مقترح الحكم الذاتي بالصحراء، يوازيه بالمقابل رفض لقيام "كيان" وهمي لا يتوفر على الشروط الدنيا لبناء دولة، في منطقة أضحت اليوم مرتعا خصبا للجماعات الإرهابية.