الأكاديمي محمد بودن: الجزائر تُعاني متلازمةً مرضيّةً تُجاه المملكة.. وقرارها يَقطع الأرحام ويُعاكس حلم الشعوب المغاربية
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية- ياسين أوشن
لم يكتفِ جنرالات النظام العسكري بالجزائر بمهاجمة المغرب في أكثر من مناسبة؛ بل أعلنوا، على لسان وزير الخارجية رمطان العمامرة، أنهم قطعوا علاقاتهم الدبلوماسية مع المملكة ابتداء من أمس الثلاثاء، رغم الروابط التاريخية والدينية واللغوية التي تجمع البلدين والشعبين.
هذا القرار سلّط عليه محللون سياسيون وأكاديميون الضوء بمجرد إعلانه، قصد تقديم قراءاتهم لما يحمله من دلالات وتداعيات على البلدين والشعبين كل من وجهة نظره، كما حال محمد بودن، الأكاديمي والمحلل السياسي، الذي تفاعل مع الموضوع قائلا إن "القرار الذي اتخذته الجزائر، القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، لا يمكن التعامل معه سوى بابتسامة عريضة، رغم أنه لا يخدم الشعوب المغاربية التي لها طموح في بناء اتحاد وتكتل مغاربيين".
وزاد بودن، أثناء حلوله ضيفا على قناة روسيا اليوم RT، أن "العلاقات بين الرباط والجزائر لم تكن منذ مدة. وعليه يمكن القول إن هذا القرار مجرد مستجد كارتوني يتم النفخ فيه وكأنه فتح مبين، حيث إن العلاقات بين البلدين كانت مجمدة على أكثر من مستوى. وبالتالي فإن هذا القرار يتعارض مع الطموح المغاربي ويعاكس إرادة الشعوب. كما أنه يقطع الأرحام ولا ينسجم مع الدعوات الأخيرة لمحمد السادس المتمثلة في اليد الممدودة للمملكة".
وبهذا القرار، يردف الأكاديمي والمحلل السياسي، "تكون الجارة الشرقية قد دقّت إسفينا كبيرا في مسيرة العلاقات بين الشعبين"، متسائلا في السياق نفسه: "لماذا لم تستحضر الجزائر دعم المغرب لها من أجل نيل استقلالها؟ ولماذا لم يتحدث وزير الخارجية الجزائري عن جريمة طرد 45 ألف مغربي في عيد الأضحى سنة 1975 وتجريدهم من كل ممتلكاتهم؟".
بودن أردف أن "هناك ترديدا لبعض الأسطوانات المشروخة بدون تقديم دليل وحجة. كما أن هناك محاولة من الجارة الشرقية لجعل المغرب فاعلا غير صانع للسلام في المنطقة. زد على هذا أن هناك متلازمة مرضية من قبل الجزائر تجاه المغرب ليست في مصلحة أحد في المنطقة. وعليه، فإن الجزائر تود أن تجعل المغرب بلدا عدوا لأغراض ضيقة".
وبخصوص مستقبل العلاقات بين البلدين؛ أوضح المحلل السياسي أن "المغرب دائما ما يدعم الفكر الهادف والنقاش البناء، لكن للأسف هناك محاولات لجعل هذه العلاقات من الماضي. ورغم ذلك، فإن المغرب ينبض بالحياة ويعيش بشكل طبيعي، ولا ينتظر أن يحصل على الهواء والأوكسجين من الجزائر".
تَجدر الإشارة إلى أن هذا القرار أُعلن عنه خلال مؤتمر صحافي نظمه وزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة بالعاصمة الجزائر مساء أمس الثلاثاء، إذ أوضح فيه أن "قرار قطع العلاقات لن يضر بالمواطنين الجزائريين والمغاربة المقيمين في البلدين".