هل تَبحثُ "الجارة الشرقية" عن مَنفذٍ يُنقذها من عُزلتها السياسيّة بتحركاتِ رئيسِها إلى دُولٍ عَربيّةٍ؟
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربيّة- ياسين أوشن
تحركاتٌ ملفتةٌ للانتباه شَرَع عبد المجيد تبون، الرّئيسُ الجزائريُّ، في تَنظيمها منذ الأشهر المُوالية لقرار قطع الجارة الشرقيّة العلاقات الدبلوماسيّة مع المملكة المغربية لأسباب واهية وَفق مراقبين متتبعين للموضوع.
هذا وبدأت أول زيارة لتبون إلى تونس منتصف دجنبر المنصرم، لتليها زيارة إلى مصر شهر يناير الماضي، لتعقبها زيارة أخرى إلى قطر قبل أيام، ليحط الرحال، أمس الثلاثاء، في الكويت لأول مرة.
هذه التحركات تطرح أسئلة عن فحواها والغاية من ورائها، بعدما أحسّ جنرالات قصر المرادية أن حبل العزلة السياسة يلف عنقهم، وأن أجندتهم المفضوحة وخدعهم لم تعد تنطلي على أحد.
عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي، ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحلول الحضارات بالرباط، يرى أن "الجزائر ربما تسعى بهذه التحركات إلى تدارك الأخطاء السابقة المُتركبة، لاسيما في علاقتها بالمغرب الذي قررت التصعيد معه من جانبها فقط"، مضيفا أن "هذه التحركات تزامنت مع رغبتها في تنظيم القمة العربية التي تقرر تأجيلها إلى تاريخ لاحق".
وأردف البلعمشي، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "تصعيد 'الجارة الشرقية' ضد المغرب عامل من ضمن عوامل أخرى أدت إلى فشل تنظيم القمة في مارس المقبل"، مستدلا على ذلك بـ"كون جل الدول لم تأخذ بمحمل الجد اتهامات الجزائر تجاه المغرب، وإلا لنددت دول كثيرة بتلك الاتهامات المتعددة والباطلة الموجهة للرباط".
أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي أضاف أن "الرئيس الجزائري من خلال تحركاته يُحاول تقديم إشعاع لنظامه الذي يحتاج الكثير من العلاقات العامة"، موردا أن "تبون بهذه السفريات ربما يريد إيصال رسالة إلى أن تصريحات رمطان العمامرة وغيره حول قضية الصحراء المغربية لن تثار بأي شكل من الأشكال في حال نُظمت القمة العربية في الجزائر، حتى يحظى بثقة رؤساء وملوك الدول العربية".
وزاد رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحلول الحضارات بالرباط أن "الأحداث والوقائع بيّنت بما لا يدع مجالا للارتياب أننا أمام مدرستين دبلوماسيتين مختلفتين؛ المدرسة المغربية المعتمدة في العلاقات الثنائية مع الجزائر على ضبط النفس وعدم الانجرار وراء التصعيد، وفي الوقت نفسه تقوم باللازم حماية لمصالحها ووحدتها الترابية؛ ثم المدرسة الجزائرية التي تعد من الدول القلائل في العالم التي ليست قضيتها الوطنية من أولويات سياستها الخارجية".
وأوضح البلعمشي أن "الشغل الشاغل للجارة الشرقية في المحافل الدولية يكمن في قضية الصحراء المغربية؛ وهذا دليل قاطع على تدخل الجزائر في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية"، آملا أن "يكون تحرك الجزائر فيه شيء مما يمكنه أن يعيد الأمور إلى نصابها"، خالصا إلى أنه "لا مستقبل للجارة الشرقية دون المغرب، في حين أن المغرب بمقدوره أن يحقق مصالحه بدون الجزائر".