هذه 3 عوامل تَستبعد تغيير البرازيل موقفها من الصحراء المغربية بوصول "سيلفا" إلى الرئاسة
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
حملت رياح الانتخابات "لويس إيناسيو لولا دا سيلفا" إلى الرئاسة البرازيلية، بعدما تفوق على خلفه "جايير بولسونارو" أواخر شهر أكتوبر المنصرم.
وبمجرد بلوغ "سيلفا" سدة الحكم في البرازيل؛ عاد موقف هذه الأخيرة من قضية الصحراء المغربية إلى واجهة النقاش السياسي، خشية أن يشهد موقفها تغييرا من قضية المغاربة الأولى.
محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن "وصول "سيلفا" إلى الحكم في البرازيل لن يكون له أثر كبير على السياسة الخارجية للبرازيل من قضية الصحراء المغربية".
وكشف لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "اليمين المحافظ في البرازيل يتشبث دائما بالقضايا التي تتوافق مع مصالح البلد ومنهجية العلاقات الدولية".
أستاذ العلاقات الدولية لفت إلى أن "اليمين يتماشى مع القضايا الوطنية أكثر من الأحزاب التي تدعم الحركات التحرريات والتيارات الانفصالية"، مشيرا إلى أن موقف البلاد من الصحراء المغربية بمثابة "قرار مؤسسات دستورية".
وزاد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن "مجلس الشيوخ في البرازيل يدعو إلى ضرورة الانفتاح على المغرب، فضلا عن دعم مبادرة الحكم الذاتي من أجل حل قضية الصحراء المغربية داخل أروقة الأمم المتحدة".
وللاستدلال على هذا الطرح؛ عدّد لعروسي 3 عوامل تستبعد أن يكون هناك تغيير في موقف البرازيل من قضية الصحراء المغربية.
الأول، وفق المصدر نفسه، يكمن في "استمرارية نهج السياسة الخارجية غير المتحول في البرازيل؛ إذ إن تغيير الرئاسة لن يبدل من قواعد اللعب في السياسة الخارجية، التي تتماشى مع مصالح الدولة العميقة في البرازيل".
الثاني، يوضح أستاذ العلاقات الدولية، يتجلى في أن "البرازيل لن تخرج عن مواقف الدول الإقليمية، علاوة على أن العلاقة الجيدة للمغرب مع دول أمريكو-لاتينية سوف لن تشجع البرازيل على تغيير موقفها من قضية المغاربة الأولى".
الثالث، حسب الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يكمن في "تضخيم المصالح المغربية البرازيلية؛ إذ إن البرازيل شريك أساسي للمغرب في أمريكا اللاتينية"، مردفا أن تعزيز الشراكات بين البلدين سيبقي المواقف البرازيلية على حالها"، خالصا إلى أن "المغرب يجب أن يلتقط الإشارة ويدعم العلاقات الثنائية بين البلدين".
تجدر الإشارة إلى أن الملك محمدا السادس بعث برقية تهنئة إلى "لويس ايناسيو لولا داسيلفا"، بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية الفدرالية للبرازيل"، معربا "عن أطيب متمنياته بموفور الصحة والهناء للرئيس لولا دا سيلفا، وعن أحر تهانئه له على تجديد الشعب البرازيلي الصديق ثقته في شخصه، راجيا له كامل التوفيق في تحقيق ما يصبو إليه من مزيد الرخاء والازدهار".
يُذكر، أيضا، أن البرازيل غيّرت موقفها من قضية الصحراء المغربية، بعدما أيدت مقترح الحكم الذاتي، عقب المصادقة، بأغلبية ساحقة، على ملتمس يروم دعم المبادرة المغربية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية الدائم لعقود من الزمان، تتويجا لتطور العلاقات الثنائية التي تجمع الرباط وبرازيليا.