الوساطة الإفريقية والأزمة الروسية-الأوكرانية.. لعروسي لـ"أخبارنا": القارة السمراء تفتقد لوحدة القرار

سياسة

16/06/2023 17:29:00

أخبارنا المغربية

الوساطة الإفريقية والأزمة الروسية-الأوكرانية.. لعروسي لـ"أخبارنا": القارة السمراء تفتقد لوحدة القرار

أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن

شرعت دول القارة الإفريقية في اقتراح وساطتها لحل الأزمة الروسية-الأوكرانية، التي قاربت سنة ونصفا من الحرب والاقتتال بين جيشي البلدين.

ويسعى قادة دول "القارة السمراء" إلى تقريب وجهات النظر بين الروسي بوتين ونظيره الأوكراني زيلينسكي، عبر زيارة يقومون بها إلى البلدين ولقاء رئيسيهما، على أمل تجاوز الخلاف وعودة المياه إلى مجراها الاعتيادي.

المبادرة الإفريقية عينها يقودها رؤساء وقادة دول كل من مصر وجنوب إفريقيا وجزر القمر والسنغال وزامبيا وأوغندا.

محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، يرى أن "الوساطة تتطلب عددا من الشروط لدى الطرف المتدخل؛ ضمنها الوزن على المستوى الجيو-سياسي والدولي".

وتابع لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أن "هذه المبادرة الإفريقية، رغم جديتها ونجاعتها، لن تفلح في بلوغ مسعاها لتلطيف الأجواء بين موسكو وكييف"، لافتا إلى أن "افتقاد 'القارة السمراء' لدور أساسي على مستوى العلاقات الدولية يُضعف إمكانية القيام بالوساطة".

أستاذ العلاقات الدولية أضاف، في هذا الصدد، أن "التقاطبات والتحالفات التي تعيش على وقعها إفريقيا سوف لن يساعد على تحقيق الوساطة، لاسيما وأن هناك دولا اصطفت بشكل علني إلى جانب روسيا، وينظر إليها الغرب بعدم الرضا عن موقفها من الأزمة بين البلدين؛ ضمنها الجزائر وجنوب إفريقيا ومالي على وجه التحديد".

كما أردف الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن "الوساطة تحتاج إلى مقومات أساسية ضمنها قدرة الدول الراغبة في الوساطة على صناعة القرارات السياسية الدولية"، مشيرا إلى أن "إفريقيا لا تلعب هذا الدور بشكل كبير، عدا البلدان العضو المنتمية إلى منظمة البريكس".

لعروسي استطرد أن "هناك دولا تليق بها الوساطة نظرا إلى حجمها وقوة اقتصادها؛ من قبيل تركيا والصين والبرازيل والهند، والبلدان التي يُضرب لها الحساب في السياسات الدولية".

 ولم يفوت المصدر نفسه الفرصة دون أن يقول إن "هيمنة دول غربية على عدد من البلدان الإفريقية تحول دون تحقيق الوساطة في الأزمة الروسية-الأوكرانية، ولن تنجح في تقريب وجهات النظر بين زعيمي البلدين".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الحرب المتواصلة خلفت عددا من القتلى والجرحى منذ انطلاق أولى شراراتها، فضلا عن نزوح مواطني البلدين مع إلى بلدان أخرى آمنة، خوفا من الحرب وعواقبها الوخيمة على البشرية.

مجموع المشاهدات: 3788 |  مشاركة في:
        

عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟