المغرب يحظى بدعم البرازيل من أعلى مستويات الدولة

المغرب يحظى بدعم البرازيل من أعلى مستويات الدولة

أخبارنا المغربية - و م ع

كريم الناجي


أكد مسؤولو الحكومة البرازيلية دعمهم للمغرب في مختلف المجالات، وذلك خلال زيارة العمل التي قام بها مؤخرا وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد سعد الدين العثماني إلى البرازيل.

وتمحورت اللقاءات التي عقدها السيد العثماني في برازيليا مع نائب رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية ميشال تامر، ووزير الشؤون الخارجية لويس ألبرتو فيغيريدو، حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وضرورة إعطاء دفعة جديدة للاستثمارات البرازيلية والترويج للسياحة في المغرب.

وتم التشديد أيضا على ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين في المحافل الدولية ومتعددة الأطراف، والإشادة في هذا الصدد بالدعم المتبادل والمنتظم بين المغرب والبرازيل وتطابق وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن أجل تفعيل هذه الإرادة المشتركة للمضي قدما في تعزيز العلاقات الثنائية، اتفق الجانبان على عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة المغربية البرازيلية في برازيليا خلال الربع الأول من السنة المقبلة.

وعلى الرغم من أن العلاقات العريقة كانت ممتازة، منذ فترة طويلة، لاسيما في شقها السياسي، إلا أن المغرب والبرازيل دشنا منذ الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس سنة 2004، مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية التي شهدت منذئذ تحسنا متناميا.

وفي الواقع فإن تطابق وجهات النظر بين الجانبين ليس وليد اليوم، فالمغرب كما البرازيل يشاركان في المبادرات التي تجمع دول أمريكا الجنوبية مع الدول العربية (قمة أمريكا الجنوبية -البلدان العربية) والبلدان الأفريقية (أفريقيا وأمريكا الجنوبية).

وفي نظرتهما للعالم، يتقاسم البلدان الرغبة المشتركة في تعزيز التنمية المستدامة، مع حرص خاص على مكافحة الفقر وجميع أشكال الإقصاء الاجتماعي.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن البرازيليين يكنون احتراما خاصا للمغرب، الذي وصفه فيغيريدو ب"الصديق الكبير" لأنه كان أول بلد إفريقي يعترف بالاستقلال الوطني للبرازيل. فالبلدان يقيمان علاقات دبلوماسية متينة منذ سنة 1906.

وخلال زيارته، أجرى السيد العثماني مباحثات مثمرة مع رئيسي لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ، على التوالي نيلسون بيليغرينو وريكاردو فرازو، تمحورت على الخصوص حول تعزيز التعاون بين البلدين اللذين اتفقا على إحداث مجموعة الصداقة قريبا بين المغرب البرازيل في غرفتي البرلمان البرازيلي.

وفي أعقاب هذه المحادثات، وجهت الدعوة إلى السيد العثماني لحضور جلسة عامة لمجلس الشيوخ وذلك ترحيبا بزيارته إلى البرازيل بشكل رسمي ومن أعلى منصة البرلمان البرازيلي، وهو امتياز قلما يحظى به المسؤولون الأجانب.

وتعكس هذه الخطوة من دون شك، المكانة التي يحظى بها المغرب لدى ممثلي المجتمع البرازيلي الذين يخصون المملكة بتعاطف خاص، حيث سبق للبعض منهم أن زارها ويعرفها جيدا، بينما لم يخف البعض الآخر الرغبة في زيارة المغرب واكتشافه

وعلى الصعيد الاقتصادي، فالبرازيل، التي تعد سادس قوة اقتصادية في العالم، تمثل اليوم الشريك الأول للمغرب في أمريكا الجنوبية والزبون الثالث للمغرب في العالم، فيما يمثل المغرب الشريك الاقتصادي الخامس للبرازيل في إفريقيا والعالم العربي.

وتعرف المبادلات التجارية بين البلدين نموا متزايد سنة بعد أخرى حيث سجلت هذه المبادلات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2013 ارتفاعا بنسبة 8 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

أما في مجال السياحة، فيستقبل المغرب حوالي 15 ألف سائح برازيلي سنويا، وهو رقم من الممكن أن يرتفع بشكل ملموس مع إطلاق خط جوي مباشر بين البلدين، والذي من المتوقع أن يساهم في تعزيز المبادلات وتشجيع رجال الأعمال البرازيليين على للسفر إلى المغرب والاستثمار فيه.

وسيشرع العمل بهذا الخط الرابط بين الدارالبيضاء وساوباولو في 9 دجنبر المقبل بمعدل ثلاث رحلات أسبوعية (الثلاثاء والخميس والسبت) تؤمنها شركة الخطوط الملكية المغربية.

وتظل البرازيل سوقا رئيسية لتصدير للسياح، فخلال السنة الماضي قضى أزيد من 5ر5 مليون برازيلي عطلتهم في الخارج، مع تفضيل خاص للوجهات ذات البعد الثقافي، من بينها المغرب.

وعرفت وجهة المغرب تضاعفا في عدد السياح البرازيليين حيث أن 15 ألف برازيلي زاروا المغرب خلال سنة 2012 كما أن السنة الجارية بدأت بشكل إيجابي مع تسجيل ارتفاع بنحو 16 بالمائة خلال الربع الأول مقارنة مع نفس الفترة السنة المنصرمة.

كما أن التعاون القضائي بين البلدين كان ضمن جدول أعمال زيارة العمل التي قام بها السيد العثماني حيث وقع البلدان، من أجل تعزيز التعاون في هذا المجال، على اتفاقية للتعاون القضائي في المواد المدنية بموجبها يلتزم كل بلد بمنح مواطني البلد الآخر المساعدة القضائية التي تشمل قانون الأسرة والقانون التجاري وقانون الشغل.

وينص الاتفاق على أن يكون لمواطني البلدين حق الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم كما لو أنهم في بلدهما الأصلي، وكذا على حرية الولوج إلى المحاكم وفي مجال المساطر القضائية.

ويتم بموجب الاتفاقية أيضا إعفاء المواطنين المغاربة والبرازيليين في البلد المضيف، من كل ضمانة أو وديعة أيا كانت تسميتها إما بسبب وضعهم كأجانب، أو عدم وجود مقر للسكن أو للإقامة في البلاد.

ومن المؤكد أن الزيارة التي قام بها السيد العثماني إلى البرازيل في الفترة الممتدة من 17 إلى 19 من الشهر الجاري كانت ناجحة على جميع الأصعدة وتبشر بمستقبل مشرق بين البلدين اللذين يتقاسمان العديد من القيم المشتركة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة