كارثة بيئية في شرق المغرب
أصبحت مدن وقرى الشمال الشرقي من الجهة الشرقية للمملكة تعيش وضعا بيئيا خطيرا بسبب ما يخلفه الغرب الجزائري من تلوث على كل المستويات، وذلك أمام المسؤوليات التقصيرية التي تتحملها عدة أطراف منذ بداية زحف هذاالتلوث لبضع سنوات، ويتمثل هذاالوضع البيئي الذي وصف بالكارثة من طرف سكان وأعيان مدن: أحفير، السعيدية، والقرى المجاورة في حمولات واد البيوض المتمثلة في المياه النتنة، مياه الوادي الحار القادمة من منطقة بوكانون الجزائري والتي تصب مباشرة في وادي كيس، هذا الوادي الذي يخترق هذه المدينة بدورها، هذا بالإضافة الى المطارح الكبرى للنفايات والأزبال التي تراكمها السلطات الجزائرية بمنطقة عين السلوكيين على مستوى الحدود مع المغرب، حيث تظل بمخلفاتها المتطايرة والزاحفة على مدينة أحفير ناهيك عن الروائح الكريهة المتسربة الى وسط المدينة خلال كل ليل.. بالإضافة على كون هذه المطارح تتسبب في تسلل الكلاب الضالة والناموس الخطير.. وبالنسبة لوادي كيس أين يصب وادي البيوض القادم من الجزائر فتنطلق حمولته من المياه المتعفنة من قرب المركز الحدودي لأحفير، مواصلة طريقها داخل التراب المغربي، وصولا الى شرطة الحدود بالسعيدية قرب مرسى بنمهيدي "بورساي" الجزائرية، حيث يفرغ الواد المذكور حمولاته داخل مياه البحر بالشواطئ الجزائرية على بعد بضعة أمتار قليلة من المياه المغربية... وتكون الكارثة أقوى مما يتصورها المرء خلال موسم الاصطياف حين يستشعر المصطافون والسياح الأجانب هذاا لخطر البيئي الموبوء. في هذا الإطار قال أحد المهتمين بعالم البيئة إنه وفي حالة عدم التدخل العقلاني وفتح الحوار مع الجارة الجزائر في الموضوع، ستصبح السباحة في المنطقة الشرقية بشاطئ السعيدية خطرا على صحة المصطافين، بل وعلى كل الذين يمرون بجوار الشاطئ.. وللإشارة فقد سبق لجمعيات مغربية مختصة في عالم البيئة أن نادت بضرورة تدارك الأمر كما طرح الموضوع على أنظار المنتخبين ببلدية السعيدية مرارا.. لكن الأمور لازالت مستفحلة.. وهو ما يساهم كذلك في الانتشار الفظيع للناموس والبعوض والجرذان بأجواء السعيدية والقرى المجاورة. ويعتبر شاطئ السعيدية من أكبر وأطول الشواطئ المغربية، بل ويضاهي شواطئ عالمية من حيث رماله الذهبية وشساعة مساحته.. وأصبح اليوم يحجه خلال كل صيف أزيد من 500 ألف سائح وزائر بين المغاربة والأجانب وأبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج أي بمعدل حوالي مليوني مصطاف وزائر خلال بضعة شهور. أحفير: محمد بلبشير العلم
سليمان جعواني
ولماذا لم تذكر في مقالك هذا؛ حالة المدينتين المغربيتين مع سقوط أول قطرة غيث والحالة المتردية لأزقة وشوارع المدينتين وما تشهده من فيضانات طوال السنة تتساوى فيها مياه البرك والمستنقعات الآسنة بمياه البحر، فحقا انه عجيب أمر هؤلاء المسؤولين حين يلقون الشماعة التي يعلقون عليها إخفاقاتهم في تسيير وإدارة شؤون مدنهم للتستر عن الفساد المستشري داخل أروقة المجالس البلدية، فهل يعقل أن تكون شوارع وأزقة مدينة سياحية عالمية كالسعيدية بدون تعبيد ودون واد حار بل ودون حاويات للنفاية، أضن أيها الأخ الكريم أنك لست من أهل البلد وأنك بكل صراحة تلقي الكلام عن عواهنه لا غير، فهل تعلم كم تبقى الأزبال ملقاة بشوارع المدينتين دون مرور شاحنات جمع النفايات 34 أيام بل تتعداها إلى أسبوع أو يزيد، ؛ وإذا كنت بصحيح من أهل البلد فهل تتذكر كيف كانت أزقة وشوارع أحفير ومساحاتها الخضراء وبساتينها المترامية على أطرافها أيام السبعينات وحتى الثمانينات أيام كان قائد المقاطعة الحضرية يتتبع أثر شاحنات نقل النفايات، بحيث كان يتم زجر المتهاونين بشدة لمجرد سقوط حفنة من الأزبال وزد على ذلك ألم تتأهل مدينة أحفير بالخصوص أيامها مع الأربع أو الخمس مدن مغربية على المستوى الوطني بجمالها ونظافتها حتى كانت تنعت أيامها بالحي الأوربي منافسة في ذلك مدينة افران والحسيمة وغيرهما، فالسبب أخي العزيز ليس فقط النفايات والمياه الآسنة التي تصب في عين السلوقية أو وادي كيس، ولكن هناك جانب كبير من المسؤولية للجماعتين الحضريتين لأحفير والسعيدية في تردي الحالة البيئية للمدينتين لأن إحساس الواجب والانتماء منعدم عند هؤلاء وافهم يا الفاهم. سليمان جعواني