السباعي يفتح النار على الحكومة والاحزاب والجمعيات والقضاء

بني ملال : جمال مايس

في لقاء تواصلي لطارق السباعي رئيس الهيئة المغربية لحماية المال العام بالمغرب نظمته  الشبكة المغربية لحقوق الانسان يوم السبت الماضي بكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال في موضوع "اليات حماية المال العام "، فتح السباعي النار في كل الجهات و صب جام غضبه على ناهبي المال العام الذين سماهم بالبانضية،واكد على أنهم يشكلون أكبر خطر على المغرب ويهددون البلاد والعباد.

واعتبر السباعي أن المجتمع المدني هو أهم الية لحماية المال العام ومحاربة ناهبيه ، الى جانب الية الدستور الذي سماه بالدستور المنهوب لأنه تعرض لحذف بعض فقراته من طرف لجنة المنوني ، وهي الفقرات التي اعتبرتها هيئته من بين أهم المكتسبات .

ودعى السباعي المسؤولين للتصريح بممتلكاتهم  لأنهم مجبرين بذلك  وتأسف لأن هذا الاجراء لم يتم في ظل الحكومات السابقة وحتى في عهد حكومة بن كيران ، وقال :"حتى المقدم كايقول  ولكن راه خاص الوزراء والولاة والعمال وزيد وزيد هما اللي يصرحو بالممتلكات للعموم " ، واستثنى السباعي نادي قضاة المغرب باعتباره الوحيد الذي صرح بممتلكاته رغم أن القانون لا يلزمه بذاك التصريح علانية.

وأكد السباعي أن المفتشية العامة للمالية وللداخلية أعدت تقارير تصل الى حوالي 20 ألف تقرير موجودة في الرفوف ،ولم ترى طريقها الى المحاكم بسبب استغلال النفوذ والحزبية الضيقة وقال :" علاش الأحزاب تقبل في صفوفها المفسدين ومالين الشكارة" ، وفتح السباعي النار على القضاء عندما وصفه قائلا : "مع كامل الاسف لا نجد قضاء نزيها وهذه هي أم الكبائر أن يكون القضاء فاسدا ، ونحيي القضاء الاداري رغم أن قراراته تصطدم بعرقلة التنفيذ  ،أقول غياب الأمن يصنع الفوضى وغياب القضاء يصنع الثورة –وهي العبارة التي رددها السباعي كثيرا- ."

وهاجم السباعي رئيس الحكومة ووصفه بأنه غير قادر على محاربة الفساد رغم أن البرنامج الحكومي جاء بذلك  ،واستغرب لسياسة عفى الله عما سلف في اشارة الى العفو عن مهربي الأموال الى الخارج ،و أكد السباعي أن المغرب لم يتقدم بأي طلب باسترجاع الاموال المهربة ، وعلى العكس بنكيران خرج خرجته في البرلمان وقال للمغاربة علانية أنه يمتلك لائحة مهربي الأموال وتستر عنهم وهو ما دفع بالهيئة الوطنية لحماية المال العام بمتابعة رئيس الحكومة  للكشف عن هؤلاء ولماذا تستر عنهم.

ولم يستثني السباعي الجمعيات من الفساد نوأعطى امثلة لبعض الجمعيات التي يلعب رؤساؤها في اموال ضخمة واحداها في اكادير يلعب رئيسها في مبلغ يقدر بمليار و 900 مليون رغم انه لا يتوفر على حساب بنكي ، وضرب المثل ايضا باحدى الجمعيات بفاس التي قال عنها أنها استفاذت من 85 مليار حيث قدم لها شباط 50 و 35 أعطتها الدولة في ميزانية صادق عليها البرلمان.

مكتب علي الفهري نال نصيبه وحمله السباعي مسؤولية خصاص المكتب ل 500 مليار وقال : "وجدو روسكوم راه غادي يزيدو عليكم في الماء والكهرباء".

السباعي فتح النار على الجميع ولكن لم يكن يتوقع أن يفتح عليه الحضور النار في مداخلاتهم ،حيث انتقدوا الهيئة وحملوها عدم التواصل مع المواطنين بجهة تادلة أزيلال ، وفي مداخلة لأحد الاعلاميين قال " ، يجب ان تتحدثو لنا عن اليات نهب المال العام ،أما اليات حماية المال العام عرفناها ولا أحد قادر على حمايتها" ، متدخل اخر خرج ليها كود وقال للسباعي :" كايقولو لينا كنحاربو نهب المال العام وهما من التحت ماكاينغاضرب المال العام " ، متدخل اخر قال :" تقولون العيش الكريم ،حنا نريد الموت الكريم ." وهي المداخلات التي أحرجت السباعي.

المتدخلات بدورهن أحرجوا السباعي عندما سألوه عن مدى معرفته بالمغرب الغير النافع ،وسكان الجبال الذين حسب ما جاء على لسان رئيسة جمعية ان بعضهم لا يزالون يعتقدون أن الملك الراحل الحسن الثاني  حيا ، وقالت له :"عفوا كل ما قلته لا يمت للواقع بصلة ".

وهذا يدل على الهوة الكبيرة وفقدان الثقة بين المؤسسات التي تدافع عن حماية المال العام والمواطنين ، وهو ما جعل السباعي يعلن عن قرب تأسيس فرع لهيئته بجهة تادلة أزيلال من اجل المزيد من التواصل والنظر في ملفات الفساد  .