أهمية الوقت و تنظيمه

ذ. عبد الغني العمراني الزريفي

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين
إن ما يدل على قيمة الوقت وأهميته هو أن الله أقسم به في أكثر من آية ونجد من ذلك قوله تعالى " والعصر إن الانسان لفي خسر ...." وقوله عز وجل أيضا " والليل إذا يغشى " وقوله سبحانه وتعالى " والفجر وليال عشر " وقوله أيضا " والضحى والليل إذا سجى "
ونجد من السنة المطهرة التي تدل على أهمية الوقت الحديث الذي رواه الحاكم والبيهقي وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك " ومن الأحاديث التي تدل على أهمية الوقت أيضا قوله صلى الله عليه وسلم " لا تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه " ومن الأحاديث التي تدل على استهتار كثير من الناس بنعمة الوقت ما رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " فمن وظف صحته في طاعة الله أو في عمل للدين أو الدنيا فهو المغبوط أي أنه هو السعيد ومن لم يوظف صحته ووقته في طاعة الله أو في عمل للدين أو لدنيا فهو المغبون أي هو الخسران
والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا استغلال أوقاتنا حتى ولو قامت الساعة قال عليه الصلاة والسلام " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل "
وقد ورد في الأثر عن الحسن البصري رحمة الله عليه قال " ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن ادم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة "
فعلى المسلم أن يستغل أوقاته ويستثمرها في طاعة الله عز وجل قبل أن تدركه الموت ويتمنى الرجوع إلى الدنيا لكي يعمل صالحا قال تعالى " حتى إذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون "
وقال عز وجل أيضا " والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير"
وفي الختام نسأل الله أن يوفقنا لاستثمار أوقاتنا في طاعته وأن يدخلنا الجنة برحمته إنه الولي والقادر عليه