لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
أخبارنا المغربية
لن تقوم الساعة حتى تعود ارض العرب مروجا وانهارا هذه علامة من علامات الساعة الصغرى التي أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بحدوثها في آخر الزمان، فالجزيرة العربية غالبيتها صحراء قاحلة الآن، ولكنها تعود كما كانت خضراء يانعة مليئة بالمياه نابضة بالحياة، وفي مقالنا التالي في موقع محتويات سوف نتعرف على تفاصيل هذه العلامة التي أخبر عنها النبي.
علامات الساعة كثيرة ومتعددة منها الصغرى التي حدث بعض منها ولا زال يحدث، ومنها العلامات الكبرى التي لم تبدأ بالحدوث بعد، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث شريف يبين أن من هذه العلامات هو عودة جزيرة العرب أنهارًا ومروج، ونص الحديث الوارد عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ المالُ ويَفِيضَ، حتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بزَكاةِ مالِهِ فلا يَجِدُ أحَدًا يَقْبَلُها منه، وحتَّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأَنْهارًا)[1]، والمقصود في كلمة المرج في الحديث الشريف هي: الأرض ذات المساحات الشاسعة كثيرة النباتات والأشجار، والتي تسرح فيها الدواب وتمرح لكثرة الخيرات فيها، وكذلك هي الأرض التي تكثر فيها المياه الصافية النقية، وأما طريقة عودة جزيرة العرب أنهارًا ومروج، فيكون من خلال شراء الأراضي فيها واستثمارها، وزراعتها بالأشجار والنباتات والزروع بكل أنواعها، وترك سكان الجزيرة العربية الارتحال والانتقال من مكان إلى آخر.[2]
هل كانت الجزيرة العربية مروجا وأنهارا؟
يعتبر مناخ الجزيرة العربيّة من المناخات الصحراوية الجافة القليلة الأمطار، وذلك لأنها تقع إلى الشمال من خط الاستواء، ولهذا السبب كانت المنطقة قليلة ونادرة الأمطار، وبالتالي فإنها خالية من الغطاء النباتي وأي مظهر من مظاهر الحياة سواءً النباتيّة أو الحيوانيّة، فلا نكاد نجد أي نوع من أنواع الحياة البريّة أو البحريّة أو النباتيّة في أراضي جزيرة العرب، وقد كان هذا المناخ هو الغالب عليها لفترات تاريخيّة قديمة جدًا، ونجد هذا التاريخ القاسي لأراضي الجزيرة العربية واضحًا جليًّا في القرآن الكريم، فبعد أن جاء موسى -عليه السلام- هاربًا من الظلم والجور لاجئًا إلى أراضي الجزيرة العربيّة، وصل إلى منطقة مدين، فوجد الناس يتزاحمون على عين ماء لكي يسقوا بهائهم ويأخذون حاجتهم من الماء، ولولا أنها كانت منطقة جافة لما تزاحم الناس على بئر الماء، كذلك وصفت منطقة الأحقاف بأنها عبارة عن جبال من الرمال في القرآن الكريم دلالة على شدّة الجفاف والقحل.[3]
كيف ستعود الجزيرة العربية مروجا وأنهار
لقد فسّر العلماء حديث عودة الجزيرة العربية لأنهارًا ومروج عدّة تفسيرات في كيفيّة هذه العودة، ففسر القرطبي ذلك: أن عودتها لأنهارًا ومروجًا سيكون بسبب تدخل الإنسان فيها، وقيامه بزراعتها بأنواع النباتات والأشجار والحبوب، وتحسين الأراضي فيها وتسميدها وجعلها صالحة للزراعة، فيشتغل الناس بالزراعة وإصلاح الأراضي للاستفادة من منتجاتها، ولكن فسّر علماء المناخ والجيولوجيا عودة الجزيرة العربيّة أنهارًا ومروجًا إلى ذوبان الجليد حيث قال هؤلاء: إن معالم الفترة الجليديّة بدأت بالتشكّل والظهور في الوقت الحالي حيث أن الاحتباس الحراري، سيؤدي إلى ذوبان الجليد، وبالتالي وصول الجليد إلى الجزيرة العربية على المدى الطويل، وهذه مجرد تفسيرات للعلماء والله تعالى أعلم.[4]
في الختام نكون قد تعرفنا على لن تقوم الساعة حتى تعود ارض العرب مروجا وانهارا حيث ورد هذا الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح يبيّن لنا علامة من علامات يوم القيامة ستظهر في الفترة القادمة، وقد فسّر العلماء عودة الجزيرة العربية أنهارًا ومروجًا إلى عدة تفسيرات.