هل فعلا الاحساس بااقتراب الموت صحيح؟
أخبارنا المغربية
هو سؤال مهم يتبادر إلى ذهن الكثير من الناس، وربما هو شعور قوي يشعر به بعض الأشخاص في فترة من فترات حياتهم، فهل الإحساس بالموت هو إحساس صادق وصحيح،؟
والجواب : لا غير صحيح فلا أحد يمكن أن يعرف أجله ووقت موته، وكل ما يقال حول شعور لبعض بموته، هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فالأعمار بيد الله تعالى وحده، والآجال بيده سبحانه وتعالى، والخوف من الموت لا يقدّم في عمر الإنسان ولا ينقصه ولا ثانية واحدة، والموت آتٍ لا شك فيه، وهذه سنة الله تعالى في الكون، فحتى الأنبياء والرسل ماتوا، هذه حقيقة يجب أن نستذكرها ونستوعبها جيدًا، والخوف من الموت، والإحساس بقرب الأجل هو شيء إيجابي يدفع الإنسان إلى عمل الصالحات والأمور الحسنة، ويدفعه إلى تذكّر الآخرة وحياة البرزخ والحساب، ولكن في نفس الوقت يجب على الإنسان أن يكون في حياته، ولا ينتظر الموت أو قرب الأجل حتى يعمل الخير والأعمال الصالحة،فالموت آتٍ لا محالة، ولا داعي لانتظاره، وشغل النفس بهذه الأحاسيس التي تجهد النفس والروح.[1]
علاج الخوف من الموت
يمكن علاج الخوف من الموت عن طريق تناول دواء مضاد للخوف، وهناك عدد الأدوية الجيدة والمناسبة التي تعالج هذه الحالة، ومنها عقار أنفرانيل، وهو علاج يتم تناوله بجرعة 25 مليجرام في الليل، مع الإستمرار على الجرعة لمدة شهر كامل، بعد ذلك يتم رفع الجرعة إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تحويلها إلى 25 مليجرام ليلاً لمدة 3 أشهر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء، وهذا النوع من الدواء هو دواء بسيط وغبر مكلف من الناحية الماديّة، وله بعض الآثار الجانبيّة البسيطة والتي تكون في أيام العلاج الأولى فقط ثم تختفي، ومن الأمور التي تساعد على التخفيف من هذه المشكلة زيارة الأرحام، فهي تجلب السكينة والطمأنينة للنفس والروح، ممارسة الرياضة لتفريغ الطاقة السلبيّة في الجسم، زيارة المساجد والإلتزام بالصلاة، وقراءة القرآن الكريم، هذا كله يشكل دعمًا نفسيًا كبيرًا ويزيل الوساوس والقلق.[2]
ما هي الحكمة من الموت
هناك عدد من الحكم التي لأجلها جعل الله تعالى بعد الحياة موت، والحكم هي:[3]
في الموت تتجلى قدرة الله الخالصة، وحكمته العظيمة في تصريف أطوار الخلق، فهو الذي أنشأ الإنسان من العدم، ثم أوجده طورًا من بعد طور، وخلقًا من بعد خلق حتى صار بشرًا سويًا يعقل ويسمع ويتحرك ويتزواوج ويتناسل، ثم من بعد ذلك يميته الله تعالى، فتنتهي حياته وجميع قدراته التي أعطاها الله له.
أن الله تعالى خلق الموت والحياة ايتلاءًا واختبارًا لعباده، لكي يعلم من يطيعه ممن يعصيه.
بالموت تصل نفس الإنسان إلى اليقين، وتتعرّف على حقيقتها، من حيث أنها مخلوقة للخالق تعالى، وأنها مخلوقة لغاية وهدف.
لم يخلق الله تعالى البشر في الدنيا على خِلقة قابلة للديمومة، بل جعلهم خلائف في الأرض، فلو أبقاهم لفاتت المصلحة والحكمة الربانيّة في جعلهم خلائف.
في الموت حِكم عظيمة لا تأتي للناس إلا به، فلولا الموت لما هنأ للناس العيش، ولا طابت لهم الأرض، ولا وسعت لهم الأرزاق، ولضاقت عليهم المساكن والمدن والطرقات وجميع الأماكن.
الموت يخلّص المؤمن من نكد الحياة التي ملئت بالمكاره، وحُفّت بالآلام الظاهرة والباطنة، لينتقل الإنسان إلى ظلال وارفة، ونعيم لا ينفذ بجوار ربه.
مجرد رأي لاغير
لاتعليق
الدواء لايعالج الخوف ،بل التحلي بالايمان بالله تعالى هو العلاج الطبيعي والحقيقي لتهدئة النفوس كما جاء في قوله تعالى الا بذكر الله تطمئن القلوب.