من القيم المفقودة حاليا : حسن الخلق
من القيم المفقودة حاليا : حسن الخلق
أخبارنا المغربية
ذ. عبد الغني العمراني الزريفي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد فإن حسن الخلق عبادة عظيمة يغفل عنها بعض الناس والله أمر به ورغب فيه فقال سبحانه ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا). وأثنى على أهله فقال( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
وبعث رسوله صلى الله عليه وسلم بإتمامها فقال صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك فقال "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن" رواه الترمذي وحسنه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم غاية في حسن الخلق. قال أنس "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا" متفق عليه. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا" متفق عليه. وقالت عائشة واصفة رسول الله "كان خلقه القرآن" يعني كان يتمثل أخلاق القرآن الفاضلة وقد أثنى عليه الله سبحانه بقوله ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) وقد وصفه الله بالتوراة بأخلاق حسنة فعن عطاء رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً )وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري
وحسن الخلق هو بذل المعروف وكف الأذى. فجماع حسن الخلق في أمرين عظيمين: بذل الخير وكف الشر ، فبذل الخير يدخل فيه الصدق والأمانة وحسن الجوار وصلة الرحم وحسن العهد والوفاء والمكافأة على المعروف وغير ذلك من خصال الخير. وكف الشر يدخل فيه احتمال الأذى وكظم الغيظ والصبر على المكروه والعفو عند المغفرة ومقابلة الإساءة بالإحسان وغير ذلك.قال عبد الله بن المبارك في تفسير حسن الخلق قال : بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى .
وبين صلى الله عليه وسلم فضل محاسن الأخلاق في غير ما قول فقال صلى الله عليه وسلم " إن من خياركم أحسنكم أخلاقا " متفق عليه وقال عليه الصلاة والسلام " ما من شيء أثقل في ميزان المومن يوم القيامة من حسن الخلق وإن الله يبغض الفاحش البذيء " رواه الترمذي والبذيء هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا " أكمل المومنين إيمانا أحسنهم خلقا , وخياركم خياركم لنسائهم " رواه الترمذي
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن المومن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " رواه أبو داود
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء , وإن كان محقا , وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب , وإن كان مازحا , وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه " حديث صحيح , رواه أبو داود بإسناد صحيح . ((الزعيم )) : الضامن .
وعن جابر رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أحبكم إلي , وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة , أحاسنكم أخلاقا , وإن أبغضكم إلي , وأبعدكم مني يوم القيامة , الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " قالوا : يا رسول قد علمنا (( الثرثارون والمتشدقون )) فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون . رواه الترمذي
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يحسن أخلاقنا ويوفقنا لكل ما يحبه ويرضاه وأن يهدي بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى ويجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم إنه الولي والقادر عليه
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ابوامحمد امين/وادي زم
انما الاامم الااخلااق ما بقيت. نعم،ان خلق الاانسان في االتعامل مع الناس ياتي تبعا لخلقه مع ربه،فالمتادب مع خالقه لاا يستطيع الاا ان يكون متخلقا مع خلق الله.ان اخلااق الاانسان عنوان لخيريته وافضليته مصداقا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:- ان من خياركم،احسنكم اخلااقا...