أنكره جمع من العلماء.. هل المعراج حقيقة دينية أم خرافة تسللت إلى التراث الإسلامي؟
أخبارنا المغربية- المهدي الوافي
الموضوع حول معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر من أكثر الموضوعات التي أثيرت حولها تفسيرات متعددة واختلافات دينية. في الأحاديث النبوية والتراث الإسلامي، يذكر المعراج كرحلة غير عادية انتقل فيها النبي إلى السماوات العلى، لكن النقاش حول هذه الرحلة وأبعادها وتفاصيلها يطرح أسئلة عميقة عن التفسير الصحيح للنصوص المتعلقة بها، خاصة مع غياب آية قرآنية صريحة تؤكد حدوث المعراج.
المعراج والإسرائيليات والتأثيرات الثقافية القديمة
من المهم أن ننظر إلى تاريخ التفسير الديني وتداخل بعض التأثيرات الثقافية والأدبية الخارجية، المعروفة بالإسرائيليات، والتي دخلت إلى الفكر الإسلامي. "الإسرائيليات" تشير إلى روايات غير إسلامية - من الثقافة اليهودية والنصرانية وأحياناً من أساطير الشرق الأوسط القديم - التي شقت طريقها إلى تفسير القرآن والسيرة النبوية. بعض الروايات المتداولة عن المعراج تعود إلى تأثرات بأساطير دينية قديمة كانت تصف رحلات سماوية لأبطال مقدسين، مثل أساطير الرفعة إلى السماوات والمخلّصين السماويين.
وفي هذا السياق، يشير بعض الباحثين إلى تشابهات بين المعراج ومعتقدات حول صعود الآلهة والأنبياء عند الثقافات القديمة، مثل الحضارات البابلية والمصرية، حيث ظهرت معتقدات حول صعود الملوك والأبطال إلى السماوات، مما قد يكون ساهم في شكل أو في تفسير المعراج. هذه التشابهات فتحت الباب أمام نظريات شككت في أصول المعراج وتساءلت حول تأثير تلك الثقافات على تفاصيله.
عدم وجود آية صريحة حول المعراج في القرآن
في القرآن، نجد الإشارة إلى "الإسراء" في سورة الإسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (سورة الإسراء: 1).
لكن هذه الآية تتحدث عن "الإسراء"، أي الرحلة الليلية من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ولا تتطرق إلى المعراج، أي الصعود إلى السماوات. المعراج ورد في الأحاديث النبوية والتفاسير، ويؤخذ بأغلبه من الروايات المنقولة عن الصحابة والتابعين، مما يجعل المعراج قضية لا تستند إلى نص قرآني صريح، ويفتح الباب للنقاش حول إمكانية تأويله على أنه رؤيا أو تجربة روحية عوضاً عن رحلة مادية.
علماء مسلمون رفضوا المعراج
بعض العلماء والمفكرين المسلمين على مر العصور أخذوا موقفاً ناقداً من المعراج، مميزين بين الإسراء الوارد في القرآن والمعراج المتواجد في التراث الديني:
الإمام الشافعي: كان يرى أن المعراج يمكن فهمه كرؤيا أو تجربة معنوية للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس كرحلة جسدية إلى السماوات، خاصة في ظل غياب دليل قرآني واضح.
الإمام ابن تيمية: بينما اعترف بالإسراء، لم ينكر المعراج، لكنه رفض بعض التفاصيل التي وردت في روايات معينة، مشيراً إلى أنها تخضع لأصول مشبوهة أو لا تتفق مع جوهر الإسلام.
الدكتور محمد هداية: في العصر الحديث، يعتبر من الداعمين لفكرة أن المعراج قد يكون تجربة روحية أو رؤيا للنبي، ويرى أن إقحام المعراج كحدث جسدي يتناقض مع النص القرآني ومع المنطق الديني السليم، كما يشدد على أن غياب آية قرآنية تتحدث عن المعراج يعتبر دليلاً على هذا الطرح.
الدكتور أحمد الكبيسي: يُعتبر أيضاً من العلماء المعاصرين الذين أشاروا إلى بعض المبالغات في تصوير المعراج، مؤكداً على ضرورة العودة إلى النص القرآني كأساس، حيث لم يذكر القرآن رحلة سماوية جسدية بعد الإسراء.
محمد عبده: عالم ومصلح اجتماعي مصري، رفض التفسيرات الغيبية التي لا تستند إلى نصوص صريحة في القرآن، ومن بينها بعض تفاصيل المعراج، مشيراً إلى إمكانية فهم المعراج كحالة من الوحي الروحي.
المعراج بين التصديق والتأويل
يعتبر المعراج في التراث الإسلامي من الأمور التي تحاط بالإجلال، ويميل الجمهور إلى اعتباره رحلة خارقة تمت بإرادة الله عز وجل. لكن تباين آراء العلماء، خاصة حول تأويل المعراج، يشير إلى اختلاف في منهجية تفسير النصوص، بين مَن يؤمنون بحدوثه كرحلة مادية وبين مَن يرونه كتجربة روحية أضيفت تفاصيلها عبر العصور.
وتجدر الإشارة إلى من بين أهم أسباب اختلاق مثل هذه الخوارق هو عدم استيعاب العرب وقتها لكون معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فريدة من نوعها مقارنةً بالمعجزات الحسية التي قُدِّمت لأنبياء سابقين، مثل عصا موسى التي تحولت إلى ثعبان أو إحياء الموتى على يد عيسى عليه السلام، فقد جاءت معجزة الرسول العظمى في هيئة القرآن الكريم، الذي يتميز ببلاغته وإعجازه اللغوي والعلمي، وصلاحه المستمر لكل زمان ومكان.
هذه الخاصية جعلت من معجزته ذات طابع أبدي، تخاطب العقول بمحتواها وتفاصيلها، مما يرفعها عن النمط الحسي العابر للمعجزات السابقة، ويثبتها كرسالة خالدة متجددة، قابلة للتطبيق على مر العصور، ومستندة إلى الإقناع العقلي والتأمل الروحي.
معتصمم
مقال للتشكيك في الاسراء و المعراج
يا صاحب المقال اتق الله في نفسك ولا تتبع ممن سبقوك ودخلوا في حرب مع الله هدا المقال للتشكيك فقط ودكرك للقران بدون الكريم و النبي بدون الصلاة عليه ص هدا يدل على ان توجيهك ان الله غني عن العالمين فمن اراد نجاح الاخرة فهو على واذا الطريق الصحيح ومن اراد خسارة الاخرة فهو في حرب مع الله وانا كنت تامن بالراي و الراي الاخر انشر التعليق
Moh
[email protected]
اي علم لايترتب عليه عمل فهو بدون فائدة. اظن ان الهدف من هذا المقال هو بت الشك في النفوس .
حسن
المؤمن الصادق
معجزة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة ميز الله بها المؤمن الصادق عن المؤمن الكاذب المنافق...فقد صدق به المؤمنون بدون شك وأنكرها المنافقون دون أن يعيروا أي اهتمام للآيات والأحاديث الواردة بشأنها،حيث أشير إلى الإسراء في سورة الإسراء وأشير إلى المعراج في مطلع سورة النجم.
أبو إبراهيم
اتق الله يا صاحب المقال
وَقَالَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي ذِكْرِ الْمِعْرَاجِ: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النَّجْمِ: 13-18)
رشيد
القران والسنة
الفهم الصحيح للدين لا يكون إلا بالجمع بين القرآن والسنة النبوية. وعديد من الأمور لن تجدها في القرآن لكن جاء الأمر الإلهي من الله إلى رسو لكي يبلغها مباشرة إلى عباده والأمثلة على ذلك كثيرة فالصلوات الخمس لن تجد تفاصيلها في القرأن وكذلك الزكاة والحج والميراث......فهل صاحب المقال سينكر بالمقابل حقيقة هذه العبادات ام سيعتبرها من الخرافات
محمد
الحق
عنوان الكاتب فيه كفر.كيف .الاسراء والمعراج مدكور في القران .ومن شك في القران كفر .وان اتبعنا العلم فقط فكثير وكثير و زد الكثير ان نفهمه.