سن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع الطعام والدعوة إليه في عدة مناسبات ..و هي ؟
أخبارنا المغربية
بسم الله الرحمن الرحيم
سن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع الطعام والدعوة إليه في عدة مناسبات وذلك ليتحلى المؤمن بصفة الكرم التي يحبها الله وتوسعة على الفقراء والمساكين وزيادة للمودة والمحبة بين المؤمنين ومواساة للمحزونين وأبرز هذه المناسبات ما يلي :
وليمة العرس أو النكاح :
وهى مستحبة لما رواه أنس رضي الله عنه قال {أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبِهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ «كَمْ سُقْتَ إِلَيْهَا» قَالَ زِنَةَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ»}[1] والهدف منها إضفاء البركة على هذا النكاح والشكر لله على نعمة الزواج
العقيقة :
وتستحب في اليوم السابع من الولادة فيقوم والد الطفل أو من يسدّ مسدّه بذبح شاة ويطعم من لحمها الفقراء والمساكين والجيران وغيرهم لقوله صلى الله عليه وسلم {كُلُّ غُلاَمٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُحْلَقُ وَيُسَمَّى}[2]
والذبيحة عن الولد فيها معنى القربان والشكران والصدقة وإظهار الشكر لله على هذه النعمة ويجوز تأخيرها عن اليوم السابع هذا ولا يجزئ في العقيقة إلا ما يجزئ في الأضحية والمستحب أن يفصل أعضاءها ولا يكسر عظمها لما روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت {السُّنَّةُ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ عَنِ الغُلاَمِ وَعَنِ الجَارِيَةِ شَاةٌ تُطْبَخُ جُدُولاً وَلاَ يُكْسَرُ عَظْمٌ وَيَأْكُلُ وَيُطْعِمُ وَيَتَصَدَّقُ} وذلك تفاؤلا بسلامة أعضاء المولود
يستحب أن يصنع الطعام ويحمل إلى أهل الميت وهو من السنة لما ورد أنه لما جاء نعى جعفر بن أبى طالب قال عليه السلام {إِنَّ آلَ جَعْفَرٍ شُغِلُوا بِمَيِّتِهِمْ عَنْ صُنْعِ طَعَامِهِمْ فَاحْمِلُوا إِلَيْهِمْ مَا يَأْكُلُونَ }[3]
الحج :
بعد عودته وقد استحسن له كثيرا من العلماء أن يصنع طعاما للفقراء بعدما يستقر في أهله شكرا لله على هذه النعمة الكبرى والمنة العظمى ولا مانع أن يطعم منه أهله ومعارفه
مائدة الإفطار في رمضان :
ويستحب للمسلم أن يصنع مائدة في رمضان ولو مرة في الشهر أو مرة في العمر يطعم منها الصائمون ليفوز بالأجر العظيم الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله {مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِماً كَانَ لَهِ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ يُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى هذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِماً عَلَى مُذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِماً سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ يَظْمَا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ}[4]
وبالجملة فإن المسلم كلما تفضل الله عليه بفضل في نفسه أو ولده أو ماله أو أهله شكر الله تعالى على ذلك بإطعام الفقراء وتوزيع الصدقات عليهم وذلك لقوله تعالي {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ{11} وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ{12} فَكُّ رَقَبَةٍ{13} أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ{14} يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ{15} أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ{16} ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ{17} أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ{18} البلد
[1] متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه [2] رواه أهل السنن كلهم عن سمرة رضي الله عنه [3] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما [4] رواه أصحاب السنن عن سلمان رضي الله عنه
من كتاب [مائدة المسلم بين الدين والعلم]