إلى السيدة حكيمة الحيطي: أن تصومي عن الكلام سيدتي خير لك ولنا

إلى السيدة حكيمة الحيطي: أن تصومي عن الكلام سيدتي خير لك ولنا

أخبارنا المغربية

 

بقلم : نور الدين الطويليع

فكرت الوزيرة حكيمة الحيطي وقدرت، ثم فكرت وقدرت، ثم لما لم تجد ما تبرر به خواءها اللغوي ودرجة صفرها في تمثل لغة الضاد في مؤتمرها الصحفي، اختارت الهروب إلى الأمام بوصف حالتها المرضية التي تصاحب تفوهها بالأبجدية العربية، مشتكية بهذا الصدد من الحمى و "السخانة" التي تصيبها كلما همت باستدعاء حروفها، وهذا ابتكار جديد عجز عنه كل أطباء الدنيا، وصار لزاما عليهم أن يأخذوا به، ويحذروا كل من تسول له نفسه الحديث باللغة العربية، من مغبة التعرض للإصابة بالحمى والسخانة و بوحمرون والعواية، والمينانجيت، مع الحرص على إرجاع الفضل لصاحبته وإثبات براءة اختراعها، وهم إن فعلوا وأخذوا بهذا الاختراع سيقدمون خدمة جليلة، ستخلص لا محالة مستشفياتنا من الاكتظاظ الذي يسببه حلول "كحل الراس" الناطق بالعربية ضيفا ثقيلا عليها، والذي صار لزاما عليه بدوره أن يتعلم لغة أكلوني البراغيث الحيطية حتى ينجو من هذه الأمراض، فيريح ويستريح.

بعيدا عن لغة الإيرونيا التي لم نتوسل بها إلا بعدما وصلنا إلى حالة العجز عن فهم واقع كائنات حكومية من طينة الحيطي، تأبى إلا أن تتفنن في رسم صورة سمجة ومبتذلة عن واقع سياسي بلغ الحضيض، تذكر المغاربة كلما مسهم طائف من النسيان أن واقعهم السياسي يبعث على القرف والغثيان، وأن فئة ممن تتحدث باسمهم وتدغدغ مشاعرهم في المواسم الانتخابية، وتنزل إلى أقصى القرى، وتصطنع شعبوية كاذبة، وتتحدث بلسانهم اللغوي، تعتبرهم مجرد حطب يوقد لينير لهذه الكائنات الطريق المعبدة نحو صرح المقاعد والمناصب، ثم يستحيلوا إلى رماد تذروه الرياح، ويعود المحمولون على صناديق الاقتراع إلى حياتهم الطبيعية سالمين غانمين بعد أن أبعدتهم عنها الضرورة الانتخابية.

حقيقة لم نعد ندري شيئا عن واقع حكومة لا يتردد رئيسها في الجزم بأنها حكومة توازن يصل انسجامها ربما حد التماهي بين أعضائها، في الوقت الذي خرجت علينا السيدة الحيطي بهذا التصريح، وقبلها السيد بلمختار بما يفيد بأنه "معندوش مع اللغة العربية"، وبالتزامن مع تأكيد حزب السيد رئيس الحكومة على مركزية اللغة العربية، ووجوب إيلائها المكانة التي تستحق باعتبارها لغة القرآن الكريم دين الدولة الرسمي، ولغة البلد الرسمية!!!، كيف يعقل أن يوضع على رأس وزارات أشخاص يخالفون الدستور، ويعبثون بأهم قيم وثوابت البلد، ويمارسون عدوانا سافرا على اللغة العربية، دون أن يحرك السيد رئيس الحكومة ساكنا، وكأن على رأسه الطير؟ وأي قيمة سيتشربها أبناؤنا وهم يسمعون مثل هذه الخرجات البئيسة؟، أليس من الواجب ألا يتم المرور على مثل هذه الوقائع مرور اللئام، وأن يفرض على كل من اقترف جنحة المس باللغة العربية أن يجمع حقائبه ويغادر الوزارة، وله أن يختار بعد ذلك بأن يجتاز البحر ليقطع صلته بهذه اللغة التي تجلب له "السخانة"، ويعيش مرتاحا إلى جانب من درسوه وتربى على أيديهم من أتباع لغة "موليير"، حتى يتمتع بالصحة والعافية، ويكون بمنأى عن ارتفاع درجة الحرارة التي نعلم أنها تسبب الهذيان" و "الدخول  والخروج في الهضرة"، وتجعل صاحبها في وضعية فاقد الوعي الذي لا يدري ما يفعل، فلربما، والحالة هذه ستخاطبنا السيدة الحيطي من وراء البحار بعد انتهاء ولاية الحكومة بأنها كانت في حالة حمى دائمة، بسبب اللغة العربية التي كانت تخترق سمعها أينما حلت وارتحلت، وأنه نتيجة ذلك لم تقدم شيئا ولم تؤخر.

عودا على بدء أقول لك سيدتي، لا تحجبي الشمس بالغربال، فحالك يشخصه المثل القائل: "الإنسان عدو ما يجهل، ومن جهل شيئا عاداه"، كنت أود أن تدثري  ضعفك بفضيلة الصمت، وألا تحولي الأمر إلى هجوم استخفافي ارتد عليك، وجعل رواد القلعة الفيسبوكية يتندرون بكلامك، في صورة ستجعل الشعوب الأخرى تضحك من جهل واحدة وضعت في الخطوط الأمامية لتدبير الشأن الحكومي بالمغرب، وأنا هنا لا ألومك ولا أعاتبك، ولكن أتأسف حسرة وشفقة على أنك لم تنهلي من معين اللغة العربية الذي لا ينضب، ولم تتذوقي لذتها ومتعتها وأنت تقرئين الجاحظ، والثعالبي والأصمعي، والمتنبي، وامرؤ القيس، والآمدي، والجرجاني، وابن خلدون، وابن منظور، وابن فارس، والخليل، وطه حسين، والرافعي، وغيرهم كثير من فطاحل اللغة العربية الذين ضاع من عمرك بجهلك لهم الشيء الكثير.

وأذكرك هنا بما وقع لمرتكب هنة في اللغة العربية، ولا مجال للمقارنة بينك وبينه في تمكنه من لغة الضاد، أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إذ إنه لما تلقى رسالة من واليه على الشام أبي موسى الأشعري، مذيل رأسها بعبارة " من أبو موسى الأشعري" كتب ردا استعجاليا إليه، يأمره من خلاله بجلد كاتبه، لأنه أخل بقاعدة الأسماء الخامسة، ورفع ما يجب أن يكون مجرورا، لأنه كان يعي بحصافته وذكائه أن من يفرط في لغته ومن يسيء إليها  قادر على أن يسيء لأمته ومجتمعه.

اسمحي لي أخيرا، سيدتي،  إن لم أشرح لك قاعدة الأسماء الخمسة، وبم ترفع  وتنصب وتجر، حتى تستوعبي خطأ كاتب أبي موسى الأشعري، فأنا أدرك ضيق ذات ذهنك في فهم قواعد لغة تجلب لك الحمى، لكنني سأحيلك على رئيس حكومتك ليشرحها لك، فغالب الظن أنه ما زال يتذكر مثل هذه القواعد التي نهلها في جلسات حركته، وربما تكون البداية لتتلقي دروس دعم اللغة العربية، ويزول سبب عدائك لها.

 

عدد التعليقات (8 تعليق)

1

Fatima

Atitiha

Ila mchate hakima hta krate had makal ana mat akda rada rani orniya dyal ach dani wlach mchite o kamlou man andkoum

2015/06/06 - 06:49
2

الحسين

السخانة لخاصك

2015/06/06 - 07:01
3

حسن

جيد

مسكينة إنها تقصد اللسان الدارج....من في المغرب يتحدث اللغة العربية الفصحى إنها لغة صعبة المراس لا يتقنها الا من شرب قواعدها وتلذذ بجمالها أحبك يا لغتي ؛يجب ان نعرف ان الكاره للعربية كاره للاسلام خارج عن الملة الاسلامية يكفينا فخرا انها لغة القرآن الكريم ولغة اهل الجنة ...الفرنسية التي تتبجحين بها تساوي0 أنت نتاج مجتمع فاشل ....تستحقين النفي وشتى أنواع الاهانة...نعيب زماننا والعيب فينا...

2015/06/06 - 07:10
4

دريس

ماشي عيب

ماشي عيب إلى دارت سويعات في دروس التقوية في تعليم اللغة العربية هاهاهاها

2015/06/06 - 08:03
5

استربادي/ .11/1/1944

اكلوني البراغيث وكتاب سيبويه

ان تجربة ثريا جبران ..وبنخلدون لن تتكرر..نحن ندافع عن اصهارنا ولن نتخلى عنهم...يكفينا اننا اطفال ثورة الملك والشعب المجيدة واثرنا جامعة محمد الخامس على كل جامعات الدنيا ...ولكم واسع النظر ...والسلام...

2015/06/06 - 08:52
6

حميدات سعيد

المفرنسون

منذ ستين سنة والطبقة المستلبة المفرنسة روحا وعقلية تسيطر على جميع نواحي الحياة بالمغرب ،خرجت فرنسا بجيشها لكن تركت جيشا اخر من العملاء يجثموت عَلى صدور المغاربة مدعمين من طرف السلطة التي تكرس الطبقية فالولاء لفرنسا هو باب تبوء المناصب مما خلق نوع من العنصرية والاحباط لدى المواطن العادي غير المفرنس .فصارت توجد طبقتين في المغرب متباعدتان المفرنسة تحكم وتسيطر وتعيش روحيا بعيدة عن المغرب والأخرى البسيطة غير المفرنسة ليس لها اي شيء .مما ساهم في تصدع المجتمع وتأخره وفشل جميع السياسات المتبعة .

2015/06/06 - 08:55
7

soukaina

je vous déteste

la fièvre est l'une des effets secondaire de Botox madame et non pas de la langue arabe

2015/06/06 - 10:25
8

salima rahal

hayte te

non non la question c'est que lorsqu'on parle arabe la phonetique parfois exige la bouche pleine alors hayte avec ses levres n'arrivera jamais elle a du botocos et peut etre meme sa perruque enfin ellle a tout refait et prudence oblige qui szit elle peut tout perdre en seance tenante devant tout le monde hmmmmm. l'arabe fait vibrer tout

2015/06/06 - 02:06
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة