مخيمات تندوف ....الرق والاستعباد على مرأى ومسمع الأمم المتحدة

مخيمات تندوف ....الرق والاستعباد على مرأى ومسمع الأمم المتحدة

أخبارنا المغربية ــ و م ع

أخبارنا المغربية 

في الوقت الذي تطالب فيه شعوب العالم بحقوق من الجيل الثالث باعتبار أن الحقوق التقليدية صارت مكسبا، لا زال سكان مخيمات تندوف بالتراب الجزائري محرومين حتى من الحق في الحياة في أدنى مستوياته...الحق في الحرية بعيدا عن مظاهر الرق والاستعباد وكل الممارسات الحاطة من الكرامة. 

فالواقع المعاش بهذه المخيمات مليء بقصص تحكي عن واقع الرق والعبودية والاختطاف والقمع الذي يعيش تحت سقفه محتجزو المخيمات بكل شرائحهم ومن مختلف الفئات العمرية بمن فيهم الأطفال الأبرياء والشيوخ في تجاهل صارخ لكل المواثيق والاعلانات الدولية المرتبطة بحقوق الانسان وبالحق في حياة كريمة.

وتنتصب أمام الأمم المتحدة وقائع دامغة وصادمة، لعل أبرزها تلك التي تطرق اليها الفيلم الوثائقي "المسلوب" من إخراج الأسترالية من أصل بوليفي فيوليتا آيالا والأسترالي دان فولشو، والذي يستعرض على مدى 78 دقيقة قصصا مؤلمة لممارسة الرق والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية بهذه المخيمات.

ويتضمن الوثائقي مقابلات مع صحراويين ذوي بشرة سمراء والذين يكشفون بدورهم عن شهادات مؤثرة حول العيش تحت العبودية المعاصرة في القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى عرضه قصصا عن الانقسامات العرقية والطبقية داخل مجتمع يضم قبائل عربية صحراوية وأخرى من أصول إفريقية من جنوب الصحراء.

ويعد هذا الفيلم جزء من إبداعات عديدة وثقت لمعاناة السكان المحتجزين ومن أشهرها الرواية الإسبانية "بيسوس دي أرينا" (قبل الرمال) والتي تحكي الظروف المعيشية القاسية والممارسات اللا إنسانية والعبودية التي تفرضها قيادة "البوليساريو"على ساكنة مخيمات تندوف.

وإلى جانب هذه الأعمال الأجنبية التي حرك أصحابها وازع الدفاع عن حقوق الإنسان ومؤازرة المستعبدين في زمن الحرية والكرامة ، فإن ما تطرق اليه المخرج لحسن البهروتي في فيلمه "هوية جبهة" يعزز هذه الحقائق بحيث يميط ،في جزء منه ، اللثام عن الجرائم التي ارتكبت بحق العديد من الصحراويين من قبل قيادة البوليساريو وبدعم وحماية من الجزائر الراعية لهذا الكيان المجرد من كل شيء والمسلح فقط بوسائل التعذيب والقمع وانتهاك حقوق الإنسان.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء عبر محمد سالم الشرقاوي رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون سمارة عن أسفه لاستمرار المظاهر الحاطة من الكرامة والمنتهكة لحقوق الإنسان، مشددا على ضرورة تحرير الساكنة من قبضة قيادة البوليساريو ومن ظروف العيش المزرية.

وأكد أن ما يساعد على انتشار مثل هذه الممارسات هو أن المخيمات محاصرة ومغلوقة في وجه آليات رصد انتهاكات حقوق الإنسان وفي وجه المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام .

وأشاد بالمقابل بكون الأجهزة الحقوقية والمجتمع المدني بالأقاليم الجنوبية للمملكة بإمكانهم القيام بمهامهم وإعداد تقارير تسلط الضوء على وضعية حقوق الإنسان بهذه المناطق.

يشار الى أن اللجان الجهوية لحقوق الإنسان تنظر في جميع الحالات المحلية والجهوية لخرق حقوق الإنسان وتقوم ببحثها ومعالجتها وإعداد توصيات بشأنها. 

كما تقوم اللجان الجهوية بتنفيذ برامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومشاريعه المتعلقة بمجال النهوض بحقوق الإنسان بتعاون مع كافة الفاعلين المعنيين على صعيد الجهة.

وفي الوقت الذي تلجأ فيه البوليساريو وراعيتها الجزائر الى شماعة حقوق الإنسان للتشويش على المغرب، فإنهما يضربان حصارا محكما على مخيمات تندوف التي تبقى مغلقة في وجه المنظمات الحقوقية الدولية المعنية بحقوق الإنسان مما يشجع على ارتكاب المزيد من الخروقات وانتشار ممارسات العبودية والرق وكل المظاهر التي تعود الى قانون الغاب.


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

maghrebi

pankimon

A pankimin hadi machiftihachi bi dik el 3aynin de grana li 3andik chifti gir el laghrebi fi ardo ou howa mosta3mir. Eh ya amin 3am de ajir zamen enta afchal amin 3am 3rfo el alam Sir lah etb3ik el bla

2016/03/20 - 10:00
2

لماذا لا تستغل هذه الوثائق لفضح البوليزاريو وحاضنتها الجزائر على وسائل اﻹعلام والمنضمات العالمية؟!!! إنه لمن المؤسف أن نرى أن أعداءنا استطاعوا في كثير من اﻷحيان أن يشوهوا صورة المغرب ولو بالكذب ونرى دبلماسيتنا عاجزة عن فضحهم رغم ما بيدها من شهادات ووثائق وحجج دامغة وتكتفي بالدفاع ولا تهجم بطريقة ممنهجة ومدروسة ! ولهذا يجب مقاربة جديدة في تدبير قضيتنا بإعطائها لخلية خاصة تشمل إخواننا الصحراوين الذين كانوا أعضاء في البوليزاريو فهم يعرفون أكثر نقط ضعف اﻹنفصاليين وثغراتهم !

2016/03/20 - 10:33
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة