الإعلام الألماني يقدم تغطية تحليلية لحراك الريف، وهذا ما قاله عن مستقبل الاحتجاجات؟

الإعلام الألماني يقدم تغطية تحليلية لحراك الريف، وهذا ما قاله عن مستقبل الاحتجاجات؟

dw

 

بعد ستة شهور من التجاهل الإعلامي، برزت في الآونة الأخيرة الاحتجاجات الشعبية المتركزة في مدينة الحسيمة بمنطقة الريف شمال المغرب، والتي اندرجت تحت عبارة "حراك الريف". حركة الاحتجاجات هذه، السلمية في غالبها، ووجهت بحملة سياسية وإعلامية شرسة استهدفت الضرب في أسسها ومطالبها – بدءأ بتخوين المشاركين وانتهاءاً باعتقال متزعمها ناصر الزفزافي.

محاذير أمام "حراك الريف" والدولة المغربية

بعد اعتقال الزفزافي، حملت نوال بنعيسى الراية وقادت الاحتجاجات، إلا أنها كتبت مؤخراً على حسابها في "فيسبوك" بأن الشرطة طلبت حضورها للتحقيق عبر بلاغ لمنزل والديها.

يرى مراقبون بأن التضييق على قيادات "حراك الريف" ما هي إلا محاولة من السلطات المغربية للسيطرة على هذه الاحتجاجات، لاسيما وأنها بدأت بالامتداد إلى مدن أخرى سواء تضامنا أو تشاركا مع الحسيمة في مطالبها بعدالة اجتماعية وتنمية ومحاربة للفساد الحكومي.

وفي حوار مع DW عربية، يرى الباحث المغربي في علم الاجتماع، الدكتور علي شعباني، أن "استمرارية الحراك لا ترتبط بضرورة وجود قيادات بارزة، والدليل ظهور عنصر نسوي هي نوال بنعيسى ... أخذت المشعل، وربما سيظهر قادة آخرون".

إلى أين يتجه الحراك؟

الشعارات المرفوعة في التظاهرت متنوعة وكثيرة وتثير مخاوف بعض المغاربة، لاسيما وأن المنطقة ذات جذور عرقية أمازيغية وتراثية ضاربة في القدم، وأن محاولة الزعيم التاريخي عبد الكريم الخطابي إقامة "جمهورية الريف" في ثلاثينيات القرن الماضي، ما تزال حاضرة في عقول وقلوب الكثيرين ممن خرجوا للتظاهر ضد سياسات الدولة المهمشة لمنطقتهم.

إلا أن المحتجين أكدوا مراراً على عدم اتخاذ مسيراتهم طابعاً معادياً لوحدة المغرب ورفضوا كل الاتهامات القائلة بسعيهم للانفصال عنه، ما يجعل الحكم على مآلات هذه الحركة أمراً صعباً في ظل تشدد الجبهات.

في هذا السياق، يعتبر الباحث والدكتور علي شعباني أن هذا الحراك يمكن "أن يتجه إلى نقطة واحدة فقط، هي إعادة خلق ثورة جديدة في التنظيم السياسي عن طريق السلطة العليا المتمثلة في الملك"، ربما بما يشبه ما أعقب احتجاجات "حركة 20 فيبراير" عام 2011، عندما أعلن عاهل المغرب الملك محمد السادس في التاسع من مارس آذار 2011 عن إصلاحات اجتماعية كبيرة وإعادة صياغة الدستور وانتخابات ديمقراطية نزيهة أفرزت حكومة تعكس اختيار الشعب.

من يقود المتظاهرين؟

لكن لا يتضح في زخم المسيرات والنشاطات التي يقوم بها "حراك الريف" أي دور لقيادة مركزية أو هيئة تنظيمية عليا يمكن أن يعوّل عليها إذا ما حان موعد التفاوض على مطالب سكان الحسيمة – أمر يتفق معه الباحث المغربي علي شعباني: "المنظمون والمشاركون أنفسهم في هذه الحركة لا يستطيعون كشف خططهم. لكن ناصر الزفزافي كشف عن أنهم يهيئون لحراك أقوى في العشرين من يوليوز، عندما يعود أبناء الريف المتواجدون في الدول الأوروبية لقضاء إجازتهم الصيفية بالمغرب".

التعويل على قادم أكبر مجهول أو الإبقاء على الزخم على ما هو عليه – كلها أمور ما تزال مرهونة برد فعل الحكومة المغربية. من رد الفعل هذا لم يتضح بعد إلى ما يرمي المغرب في تعامله مع "حراك الريف"، وما هي الأهداف التي يسعى للتوصل إليها حيالهم.

يمكن تلخيص رد فعل الحكومة المغربية في جانبين، أمني واقتصادي اجتماعي. اذ قدمت حكومة سعد الدين العثماني حزمة من البرامج الاجتماعية والاستثمارات للمنطقة، لكنها لم تتمكن من إحتواء الإحتجاجات.

وظهرت على السطح ما يطلق عليه في المغرب بـ"المقاربة الأمنية"، وذلك عبر محاولة عزل المناطق التي تشهد احتجاجات والتضييق على أبرز الناشطين فيها، بالإضافة إلى الإيعاز – على ما يبدو– بشن حملة إعلامية على الحراك تتهمه بحزمة كبيرة من الاتهامات، ما بين التشيّع والتبعية لأجندة أجنبية أو محاولة الانفصال عن المغرب.

المفتاح في يد الملك؟

لكن العلاقة ما بين المحتجين والحكومة وممثليها ما تزال متوترة، في ظل رفض المحتجين المستمر للجلوس إلى طاولة واحدة مع ممثلي الحكومة، داعين بدلاً من ذلك إلى الحوار مع الملك مباشرة.

الباحث في العلوم الاجتماعي علي شعباني يؤكد ذلك لـDW عربية، إذ يقول: "الشعب المغربي فقد الثقة في المؤسسة السياسية. لذلك يبقى مخاطب واحد في يده حل هذه المشكلة، ألا وهو الملك، وبأن يقوم بإجراء مماثل وأكثر تقدماً من ثورة 2011، وإلا سينجرف هذا الحراك إلى منحنى خطير".

هذا "المنحنى الخطير" قد يصل له الحراك أسرع مما يتوقعه المراقبون، لاسيما في ظل بروز مسيرات مضادة في عدد من المدن سجلت فيها إعتداءات جسدية على متظاهري"الحراك" وحاولت تفريقهم، ما يشي بتصاعد العنف مستقبلاً إذا لم تتخذ السلطات المغربية إجراءات حاسمة للتصدي لمحاولات اللجوء إلى العنف.

في نهاية الأمر، تبقى الكرة في ملعب الحكومة، بحسب علي شعباني "لأن مسألة توقف الحراك هي بأيدي الملك أولاً، ولكن (بشرط إظهار) نوايا حسنة وتجاوز تراكم الأخطاء وعدم الاعتماد على المقاربة الأمنية". في المقابل، يدعو الباحث المغربي محتجي "حراك الريف" إلى الإبقاء على الطابع السلمي للاحتجاجات وتفادي الاستفزاز والعشوائية في التنظيم.

بالاتفاق مع dw


عدد التعليقات (13 تعليق)

1

ahmed

الراية اولا

يمكن التفاوض مع هولاء الناس عندما يحملون الراية الوطنية عوض رفع راية معادية للوحدة . والبحث جاري مع المتزعمين للحراك واذا تبين ان هناك ارتباط بايادي واجندة حارجية فسيكون شان اخر .

2017/06/02 - 08:17
2

انا

المغرب

مرحبا يا عم انا مش عايز حاجه من هنا لقراءة الموضوع الأصلي والتعليق عليه. وزير الداخلية السابق. و لا ايه يا عم انت فين يا ابني انت مش محتاج حاجة من حوائج الدنيا والآخرة. بس ما في الأمر الذي يعني لو كان هناك رجل الأعمال نجيب محفوظ من خلال الفترة الماضية من خلال هذه المرحلة التي كانت موجودة على كل شيء في الحياة السياسية في جامعة قطر و لا طال الزمن ما في الأمر هو انا مش فاهم ايه والله انا كنت عاوز حاجه في البلد الذي كان في الأرض من ذا الوقت نفسه على خير ان كان في واحد صاحبي و شكرا

2017/06/02 - 08:22
3

أنوار

الحذر ثم الحذر

ما قاله الزفزافي أن المطالب اجتماعية، تجعلنا لانثق في هذا الكلام، انظروا هل تجاوب مع أية مبادرة من أي كان؟ فالرجل في كل مرة كان يرفع خطابا جديدا، فكيف لنا وتحن من أبناء هذا الشعب بأن نثق في كلامه، ستؤكد الأيام أن الرجل قد يخدم أجندة خارجية، والدليل هو لماذا تحدث عن 20 يوليوز وكأنه يريد تمرير كذبة على أن المنطقة مضظهدة لكسب مزيد من العطف، حيث يعول على تدويل القضية، فالحذر ثم الحذر.

2017/06/02 - 08:24
4

علي

20 يولويز

ربما اختار وقفة احتجاجية تاريخية لان كل اهل في 20 يولويز الجالية المقيمين بالخارج سيكونون حاضرين لان اغلبية ساكنة الريف تقيم في الديار الاوربية و السبب الذي جعلة الساكنة تغادر ارض الوطن لان يتاوجد لا مدارس لا معامل لا مستشفيات والسبب ان المنطقة نعاني حصار منذ الاستقلال.

2017/06/02 - 09:56
5

اسد الاطلس

امر خطير

المطالب الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية مجرد يافطة للاحتجاج.. و اية استجابة لهذه المطالب مهما كانت سوف لن يتم القبول بها ..النية مبيتة و الخطر داهم و الصيف قادم.. فالحزم ثم الحزم و الردع لكل من سولت له نفسه الخروج عن القانون او الخروج عن الاجماع و الثوابث... و الا سياتي يوم تبكون فيه كالنساء على وطن لم تحافظو عليه كالرجال.. اما حقوق الانسان و المواثيق و الاعراف و الخزعبلات و هلم جرا فهي امور لا تبني الدول القوية... اقنعوا ترامب بعدم الانسحاب من. اتفاق كوب22؟؟..القوانين الوطنية هي التي يجب ان تسري بكل صرامة ليعرف الجميع اين تنتهي حقوقه و تبدأ واجباته.

2017/06/02 - 10:00
6

ماشي هو هذا المشكل

الله يجيب لي يفهم

اسبانيا يو جد بها 17 جهة وكل جهة لديها حكم ذاتي. واقوى الجهات ال 17 هي تقليم كطالونية واقليم الباسك. اللذين يطالبان بالانفصال. وفي المظاهرات كل جهة من الجهات تحمل علمها الخاص. ولعل اقليم كطالونية هو الاكثر تشددا في مسألة حمل العلم الكطالوني ويرفض تماما العلم الاسباني.لكن هذا لم يمنع الحكومة الاسبانية المركزية من السيطرة على الوضع وذلك لان الدولة تكون قوية بمؤسساتها وادارتها النزيهة ولاتلتفت الى حيثيات مثل حمل علم الجهة التي تنتمي اليها هذه المنطقة او تلك. القانون يعاقب على اهانة العلم الاسباني في المظاهرات،اما ان تحمل علم الحهة التي تنتمي اليها فهذا شانك،لان في النهاية علم اقليم الباسك او اقليم كطالوتية فهو جزء من الفدرالية الاسبانية وان الحكومة المركزية الاسبانية هي مجبرة على حماية الجهات ال 17. فاين هو المشكل؟

2017/06/02 - 10:47
7

عبدالاله

الفتنه اشد من ألقتل

تحيه لكل مغربي اصيل مايقع فالريف حاليا لايبشر بخير هنالك من ركب على مطيت المطالب الأجتماعيه لتمربر اجندات ترمي الى زعزعث استقرارالبلاد فحذاري يا مغاربه قبل ان تصبحون عالقين على حدود دول اخرى طالبين اللجوء وقد كنتم اسيادا في دياركم حينها ابحثو عن محركي الزفزافي سيركعونكم ويهينونكم حينها ستعرفون ان ظلم الف سنه افضل من فتنة. يوم واحد

2017/06/02 - 12:31
8

عثمان

لاحولة ولا قوة إلا بالله

في الوقت الدي يجب على الجميع الاتحاد من اجل الحفاظ على الاسلام والمة الاسلامية تتجهون إلا تشتيتها الاعداء يتربصون بنا لتشتتينا للقضاء على الاسلام شاهدوا وخدوا العبرة لما وقع في اليمن والعراق وسوريا وتونس يجب الحدر ثم الحدر لان العداء يمتلكون من الوسائل التطورة ويستغلون جهل بعض الفئات ما يجعلنا اداة متحكم فيها بكل سهولة انا لا اعارض المطالبة بحقوقكم ولاكن بطرق انسانية و حضارية مثلا انا شخصيا معجبتنيش الحكومة فاطعت الا نتخابات كون مدينة الحسيمة قاطعت الانتخابات غادي يكون واحد التجاوب معاكم ومع المطالب ديالكم بطريقة سلمية وحضارية+ السردين غالي منشريهش نخليه ليهم يخناز عندهوم كاين طرق كثيرة باش نوصلوا الراي والافكار ديالنا بكل سهولة وسلمية سمحولي ننتطرق لموضوع القوات العمومية ماشي حرام على هداك لي ضرب رجل الامن تسببلوا فشلل نصفي شوف على ذنب خديتي فرقبتك وثبثات مقاطع الفيديو رشق القوات العمومية بالحجارة والله يوفق الجميع لما فيه خير هده البلاد

2017/06/02 - 12:47
9

المغتربة

شعب وملك واحد

صحيح ومتفقة تماما مع ان الحل يكمن في كلمة صاحب الجلالة التي ينتظرها الشعب المغربي الصبور.بتعطش. الملك محمد ابن الحسن له قاعدة شعبية قوية واستطاع أن يكسب حب وثقة المغاربة وخاصة بعد الربيع العربي. فنحن ننتظرأن يقول كلمته ونسأل الله له التوفيق والسداد .فالأمر في غاية التعقد مشكل الصحراء وإخواننا الجزائريين من جهة وانتفاضة الريف والقوى السياسية التي لا تعرف سوى النهب زعما الله يحسن عاونو مسكين.

2017/06/02 - 12:52
10

مواطن مقهور

سببان رئيسيان هما جوهر المشاكل في المغرب

ماحدث ميحدث الآن في المغرب من توثرات داخلية ، مما سيفتح الباب أمام تخلات خارجية ،لاقدر الله، يمكن إرجاعها -من بين عدة أسباب- إلى عاملين اثنين مهمين: التحكم ،وصندوق النقد الدولي. التحكم نتج عنه فراغ مؤسساتي مهول ؛ فالمسؤولون في الحكومة ،أو الأحزاب،أو النقابات ،أو المجتمع المدني ، كُممت أفواههم ،إما خوفاً أو تملقا،أو تآمراً حتى بدا واضحاً للمواطن أنْ لامُخاطب في المغرب، يمكن اللجوء إليه،عدا الملك أو حاشيته. العامل الثاني :المؤسسات المانحة ،وخاصة صندوق النقد الدولي، هو الذي فرض على الحكومة الإصلاحات اللاشعبية التي أدت ،وستؤدي، إلى مزيد من الشروخ بين المواطنين والحكومة على اعتبار أن من سيؤدي الفاتورة هو الشعب. التحكم وشل المؤسسات -رغم وجودها- نتج عنهما غياب تام للمسائلة والمحاسبة.و"المال السايب تيعلم السرقة".

2017/06/02 - 01:02
11

ganounnnnn

سيتغير لوحده

مع احترامي لأخوتي المغاربة ليس هذا هو الحل الصواب.حتميا هاته الإنتفاضة لها عواقب وخيمة على الجميع. الحل والله ثم والله في تغيير أنفسنا وعقليتنا وآنذاك ستتغير أمورنا. عندما سيتحمل كل منا مسؤوليته سيأتي حل حالنا . عندما لا نلوم الآخ سننجح والله. نتحدث عن مسؤولة الحكومة و.....؛وأين نحن من ذلك. من صوت من أجل هذه الحكومة وهذا البرلماني و هذا العضو ...كلنا يعلم كيف تشتترى أصواتنا و... حينما نتغير نحن وليس هو وهي وهم والله كل ما بحولنا سيتغير لوحده ...

2017/06/02 - 04:56
12

ganounnnn

سيتغير لوحده

مع احترامي لأخوتي المغاربة ليس هذا هو الحل الصواب.حتميا هاته الإنتفاضة لها عواقب وخيمة على الجميع. الحل والله ثم والله في تغيير أنفسنا وعقليتنا وآنذاك ستتغير أمورنا. عندما سيتحمل كل منا مسؤوليته سيأتي حل حالنا . عندما لا نلوم الآخ سننجح والله. نتحدث عن مسؤولة الحكومة و.....؛وأين نحن من ذلك. من صوت من أجل هذه الحكومة وهذا البرلماني و هذا العضو ...كلنا يعلم كيف تشتترى أصواتنا و... حينما نتغير نحن وليس هو وهي وهم والله كل ما بحولنا سيتغير لوحده ...

2017/06/02 - 04:57
13

انور

المشكل الدي يواجهه جل المغاربة يتجلى في الطريقة التي تتم بها الانتخابات حيث يفاجؤون بالنتائج من خلال احتكار نفس الوجوه للمناصب السياسية مما يصعب التغيير لقد أصبحت لعبة في أيدي أصحاب النفوذ وأصحاب النقود . عدم سن قوانين جديدة تتصدى لهذا الاحتكار صعب المشكل خصوصا ان القانون المغربي أعطى هدا الحق للمستفيدين منه. لذا فالمواطن المغربي يجد نفسه دائما أمام نفس المخلوقات و الفئة التي تشارك في الانتخابات هي نفس الفئة. الشباب يجد صعوبة كبيرة في المشاركة خصوصا عندما يجد المشاركين في الحملات أناس يسترزقون منها فقط و لا توجد لديهم أدنى فكرة عن ألمستقبل. إضافة إلى الخلل الكبير في اللوائح الانتخابية وعدم مسايرتها للتكنلوجيا الحديثة: تعذر الكثير من المغاربة في المشاركة بسبب العمل أو. ..............

2017/06/02 - 10:03
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات