القمار يغزو المغرب وشهادات صادمة لمقامرين راهنوا ببناتهم وزوجاتهم...
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية:ياسر أروين
أضحى القمار ضربا من ضروب الجنون والهوس، الذي تغلغل في صفوف المجتمع المغربي، وتحول إلى سم صامت ينخر ثقافة المغاربة وجيوبهم، رغم أن الظاهرة محرمة دينيا تحريما كليا.
والخطير في الآفة (القمار) أنها لا تستثني طبقة مجتمعية دون أخرى أو سن معين أو جنس دون آخر، حيث الجميع يمارسه حسب إمكانياته المادية والطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها.
في هذا الملف، تلامس "أخبارنا" ظاهرة القمار وتكشف عن أنواعه بالمغرب، وطبيعة متعاطيه، وتستقي شهادات صادمة لمقامرين قامروا بزيجاتهم وبناتهم وممتلكاتهم...
أنواع القمار بالمغرب
لن نجازف إذا جزمنا أن القمار بالمغرب ينقسم إلى 4 أنواع، نوع متعلق أساسا بمجموعة من الأنواع الرياضية، ونوع متعلق بلعبة الورق (الكارطة)، ونوع ثالث متعلق بالأماكن الراقية والكازينوهات، ونوع آخر يكون فيه الرهان مبنيا على أرقام:
النوع الأول:قمار الألعاب الرياضية
يضم هذا النوع من القمار، كرة القدم التي يقامر فيها المغاربة عبر "طوطوفوت" وألعاب أخرى، سباق الخيل حيث يقبل المغاربة بشكل كبير على "التيرسي" و"الكوارتي" و"الكوينتي"، سباق الكلاب الذي يشبه كثيرا سباق الخيل.
للإشارة، فالمغرب يتوفر على أربع حلبات لسباق الخيل بمدن الدار البيضاء، الرباط، الجديدة، سطات، وحلبة لسباق الكلاب بالدار البيضاء.
النوع الثاني:لعبة الورق
يضم هذا النوع، "العيطة" و"الرامي" و"البوكير"، لكن تبقى "العيطة" هي الأكثر انتشارا وتفشيا في صفوف المغاربة، متبوعة بـ"الرامي" حيث أصبحت مجموعة من المقاهي متخصصة في هذا النوع من القمار الذي يعاقب عليه القانون المغربي بخلاف الأنواع الأخرى، التي تحظى بالشرعية القانونية بالمغرب، وهو ما يعتبر مفارقة غير مفهومة.
النوع الثالث:قمار الأماكن الراقية والكازينوهات
يمكن وصف هذا النوع بقمار الخمسة نجوم، نظرا لطبيعة الأماكن التي يمارس فيها وطبيعة المقامرين، ويتوفر المغرب على كازينوهات تضاهي أعظم الاماكن والكازينوهات المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإنجلترا، حيث يتواجد كازينو بنواحي الصويرة يقصده أثرى أثرياء العالم، وأخر بمراكش وطنجة ومجموعة من المدن المغربية الأخرى.
النوع الرابع:قمار الأرقام
هذا النوع من القمار يعرف انتشارا واسعا بالمغرب، حيث يمارسه ملايين المغاربة حسب إحصائيات رسمية نشرتها "الشركة المغربية للألعاب"، التي تستحوذ على الجزء الأكبر من معاملات القمار بالمغرب، عبر "اللوطو"، "الكينو"، "ماندا"، "بينغو"...
المغاربة الذين يتعاطون القمار
جميع فئات المجتمع المغربي وطبقاته يقامرون ويراهنون، فبإلقاء نظرة سريعة على مقاهي القمار أو وكالات بيع التذاكر يظهر جليا أن المتواجدين ينحدرون من جميع الطبقات والأعمار والمهن والأجناس، حيث تجد الشاب والفتاة والكهل والشيخ، وتجد أنواع السيارات الفارهة والمتوسطة والدراجات الهوائية والنارية، وتجد الطبيب والأمني والعسكري والأستاذ والعاطل والعامل البسيط والفقير المعدم...
شهادات صادمة لمغاربة قامروا بزوجاتهم وبناتهم...
في هذا الإطار التقت "أخبارنا" بأناس تكلموا بحسرة وندم، واعتبروا القمار إدمانا يصعب الإقلاع عنه...متيقنون من خطورة القمار ونتائجه الإجتماعية والمادية الخطيرة، كل مرة يعدون بأنها الأخيرة...لكن في اليوم الموالي تجدهم ضمن الأوائل الطامحين للربح...
خالد تاجر من مدينة القصر الكبير شمال المغرب، كان يمتلك "قيسارية" ومتاجر لبيع الذهب، يحكي كيف أنه خسر جميع ممتلكاته في "العيطة"، حيث قامر في مرة بزوجته وخسر الجولة وكان من المفترض أن يطلق زوجته ليتزوج بها الرابح الذي رفض التنازل عن غنيمته، قبل أن يضطر خالد إلى منح آخر متجر لبيع الذهب كان يمتلكه للرابح من أجل التنازل عن الزوجة...حكاية يحكيها المتحدث وهو على طاولة لـ"العيطة" بإحدى المقاهي بمدينة الرباط، حيث يشتغل بائعا لدى أحد تجار الذهب الكبار بالعاصمة...
بجوار طاولة خالد، أرشدنا النادل إلى طاولة أخرى حيث حكى لنا عبد الله كيف قامر في إحدى المرات بابنته، وبحسرة قال بأنه كان يقامر (يعيط) رفقة أصدقائه بأحد المنازل وخسر مبلغا كبيرا قبل أن يضطر لـ"التعياط" بابنته...لكنه ربح واستعاد جزءل من مبلغه وغادر .
قبل مغادرتنا للمقهى، أكد النادل على ضرورة سماع حكاية محمد الرجل الكهل، الذي كان يشتغل موظفا ساميا قبل أن يفقد عمله وأسرته بسبب القمار، ورغم ذلك لم يستطع الإقلاع عنه يقول النادل...مباشرة بعد اطمئنان محمد لنا بدأت الدموع تنهمر من عينيه ندما، وبدأ يحكي تجربته وإدمانه على القمار منذ كان موظفا حيث تعرف على صديقة له بالعمل، كانت مدمنة على القمار في الكازينوهات الفارهة وقاعات الفنادق الكبيرة، ليدمن اللعب معها يوميا واضطر إلى اقتراض مبالغ كبيرة من الأبناك وبشكل مستمر بضمان راتبه، وكان اللعب(القمار) يستهويه فيضطر للتغيب عن عمله...ليجد نفسه في الأخير دون وظيفة ودون أسرة، فمباشرة بعد بيعه للفيلا التي كان يقطن بها رفقة زوجته وولديه، وإنفاقها على القمار تم افتضاح أمره واضطرت الزوجة أن تطلب الطلاق حفاظا على مستقبل ولديها، يحكي محمد وهو مربك قبل أن يطلب العودة إلى طاولة اللعب...
في الختام، وحسب "الشركة المغربية للألعاب" فقد أنفق المقامرون المغاربة، ما قيمته مليارين درهم و600 مليون درهم السنة الماضية على القمار، ولا يشمل هذا المبلغ سوى سباق الخيول و"اللوطو"...؟
قلة الايمان وعدم القناعة لواحد منا ماخاصوش يشوف لي فوق منو وانما لي تحت منو باش يعرف النعمة لي عايش فيها