عطوان: الدُّول التي صَوَّتت للملف الأمريكي يجب أن تُنَكِّس أعلامها خجلاً

عطوان: الدُّول التي صَوَّتت للملف الأمريكي يجب أن تُنَكِّس أعلامها خجلاً

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية:

 

هاجم الكاتب و الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة " رأي اليوم " ، الدول العربية التي صوتت لصالح  أميركا من أجل تنظيم مونديال 2026،  على حساب المغرب .


وقال عطوان في افتتاحية صحيفته، أن هذه البلدان  "يجب أن تُنَكِّس أعلامها خجلاً، فقد ألحَقت ضَررًا غير مسبوق بالتَّضامُن العَربيّ، وقدَّمت “هديّة” لا تُقَدَّر بثَمن للجماعات العُنصريّة المُتطرِّفة المُعادِية للعرب والتَّعايُش في أقطار الاتحاد المغاربي، وعلى رأسِها المغرب".

 

و في ما يلي النص الكامل للمقال:

 

كان أمرًا صادِمًا ومُعيبًا تصويت سَبع دُوَل عربيّة لصالِح مَلف الولايات المتحدة الثُّلاثي لتَنظيم مُسابَقة نِهائيّات كأس العالم الكَرويّة عام 2026، أثناء اجتماعٍ للاتِّحاد الدَّوليّ لكُرة القَدم الذي عُقِد في موسكو يوم أمس.

 

إنّها طَعنةٌ غادِرةٌ مَسمومةٌ في الظَّهر، فعندما يكون الخيار بين المغرب، الدَّولة العربيّة المُسلِمة، وبين الولايات المتحدة الأمريكيّة، التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي للمُقدَّسات وجرائِمه في حَق الشَّعب الفِلسطيني، فإنّ الاصطفاف إلى جانب المغرب، والوقوف في خَندقِها، يجب أن يكون هو الخَيار الأمثَل والصَّحيح، ودون أيِّ نِقاش.

 

المغرب خَسِر بشَرَفٍ وكرامة أمام خَصمٍ شَرِس وغير أخلاقيّ، هَدَّد باستخدام سِلاح المُقاطَعة، ووقف المُساعدات الماليّة لكُل دولة لا تُصَوِّت لصالِحه، وكَسِبَ أصوات الأحرار في 67 دولة قالت “لا” بقُوّة لهذا الإرهاب الابتزازي الأمريكي، مِثلما كسب أيضًا مِئات الملايين من الشعوب العربيّة والإسلاميّة وفي العالم الثالث ومُعظَم الشُّرَفاء والأحرار في القارّات الخَمس.

 

من حَق الأشقاء المغارِبة أن يغضبوا لأنّ الخُذلان جاء من حكومات دول اعتقدوا أنّها شقيقة، فتحوا قلوبهم وبلدهم على مصراعيها أمام شعوبها، وساندوها وقضاياها في الأيّام الصعبة، وما زالوا، خاصَّةً تلك التي جاهرَت بخطيئتها، مثل المملكة العربيّة السعوديّة، وروَّجت للملف الثُّلاثي الأمريكي الكَندي المكسيكي، وحَشَدَت الأصوات لصالِحه.

 

يَصعُب علينا أن نفهم مَواقِف حكومات خانت المغرب، وتخَندَقت في خندق دونالد ترامب، مِثل العِراق الذي عانى شعبه من غزو، ومن ثم احتلال أمريكي، سبقه حصار ظالم أدَّى إلى استشهاد أكثر من مِليون إنسان، مُعظَمهم من الأطفال جُوعًا ومَرضًا، أو لبنان الذي يُشارِك “حزب الله” ويَرفع رايات المُقاومة ضد الاحتلال، وعانى ويُعاني من مجازِر إسرائيل المدعومة أمريكيًّا، أو حتى البحرين التي ترفع راية العُروبة وتصرخ من “مُؤامرة” إيرانيّة فارسيّة، ولا يمكن أن ننسى دولة الامارات وارث الشيخ زايد، الرَّجُل العُروبي الأصيل، الذي وقف دائمًا إلى جانب الأشقّاء العرب والوِحدة العربيّة، وأطلق صرخته المَشهورة، “النِّفط لا يُمكِن أن يكون أغلى من الدَّم العربي” أثناء حرب الكرامة والشَّرف ضِد العدو الإسرائيلي عام 1973، وبادَر فورًا بقَطع النِّفط عن أمريكا تَضامُنًا.

 

هناك من يجادل بأنّ الإمارات والسعوديّة ربّما صوّتتا ضِد المغرب لإنّها أرسلت معونات غذائيّة إلى دولة قطر بعد فرض الحِصار عليها، أو بسبب وعود قطريّة “سِريّة” بتقديم مساعدات ماليّة تُمَكِّن المغرب من تَغطِية نفقات تنظيم كأس العالم في حالِ فوزه، ولكنّه جَدلٌ مرفوض، لأنّنا لا نعتقد أن الأزمة الخليجيّة ستَستَمِر حتى عام 2026 أوّلاً، وما العَيب أن تُقدِّم دولة عربيّة مساعدات لأُخرى شقيقة جرى فرض الحِصار عليها فَجأةً.. خاصَّةً أنّها لم تُقدِّم لها طائراتٍ حربيّة أو صواريخ أو غوّاصات، وإنّما شُحنات رمزيّة من الغِلال وعُلَب السَّردين المُعلَّب، وبعض الزُّيوت.

 

يزداد طعم المرارة في حَلقِنا ونحن نُشاهِد الأُردن الذي خرج للتو من أزمةِ احتجاجاتٍ شعبيّة تُطالِب برغيف خبز مَجبولٍ بالكرامة، يُصوِّت لصالِح الولايات المتحدة التي نقلت سفارتها إلى القدس المحتلة، واعترفت بها عاصِمةٍ أبديّةٍ لدولة الاحتلال، وتُسقِط الوِصاية الهاشميٍة عن مُقدَّساتِها العربيّة والإسلاميّة، وتستعد حاليًّا لرَفع السِّتار عن صَفقة القرن التي سَتُشكِّل تَصفيةً للقضيّة العربيّة الفِلسطينيّة، لماذا يا أُردن؟

 

عَزاؤنا أنّ 13 دولة عربيّة تتزعّمها الجزائر التي تَرفَّعت عن خِلافاتِها مع المغرب، وقدَّمت مَثلاً مُشَرِّفًا في الأخلاق الإسلاميّة والعربيّة، وأواصِر حُسن الجِوار عندما أعلنت منذ اليوم الأوّل أنّها ستُعطِي صوتها للمغرب الشَّقيق دون تَردُّد.

 

نقول شُكرًا من أعماقِ قُلوبِنا، في هذا اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك، شهر التضحية والفِداء، والتَّضامُن مع المَظلومين، نقول شُكرًا لمِصر وسورية واليمن والسودان وسَلطنة عُمان والصُّومال وجيبوتي وقطر وموريتانيا وتونس وليبيا، وأخيرًا فِلسطين.. شُكرًا لها لأنّها لم تُساوِم مُطلقًا على عُروبتها وعَقيدتها الإسلاميٍة، وقالت “لا” كبيرة للابتزاز الإرهابي الأمريكي، وانحازَت لإرْثِها العظيم من الكرامة وعِزّة النفس والوَطنيٍة، وصَوّتت للمَغرب الشَّقيق، ولم تُفَكِّر مُطلَقًا بالثَّمن الذي يُمكِن أن تدفعه نتيجةً لذلِك.

 

الدُّول التي صَوَّتت للملف الأمريكي يجب أن تُنَكِّس أعلامها خجلاً، فقد ألحَقت ضَررًا غير مسبوق بالتَّضامُن العَربيّ، وقدَّمت “هديّة” لا تُقَدَّر بثَمن للجماعات العُنصريّة المُتطرِّفة المُعادِية للعرب والتَّعايُش في أقطار الاتحاد المغاربي، وعلى رأسِها المغرب.

 

لا نَعرِف كيف تَشعُر هذه الدُّوَل “العربيّة” وهي تَرى دُوَلاً مِثل جنوب أفريقيا أو البرازيل أو فرنسا أو بلجيكا، والعديد من الدُّوَل الأفريقيّة تَقِف في خندق المغرب، بينما هي تَقِف في خندق أمريكا، وماذا ستقول للشعب المغربي الطيّب الأصيل المِضياف تَبريرًا لمَوقِفها المُخْجِل هذا، بل ماذا سَتقول لشُعوبِها التي لا يُخامِرنا أدنى شك بتمَسُّكها بالثَّوابِت الوطنيّة العربيّة والإسلاميّة.

 

خِتامًا نتمنّى على الأشقاء في المغرب، أن لا يعاملوا المُرتدين المُتخاذِلين بالمِثل، وأن يترفَّعوا بأخلاقِهم، وإرثِهم الحضاريّ الإسلاميّ والعَربيّ عن الصَّغائِر، وأن يَثِقوا دائمًا بأنّ مِئات الملايين من الشُّرفاء، عربًا، وأفارقة، وآسيويين، ولاتينيين، وحتى أوروبيين، يَقِفون في خَندقِهم، ونحن في هذه الصحيفة من بَينِهم، ويكفيهم أنّ الأشقّاء المُرابِطين في القُدس والأراضي المُحتلَّة أكثر غَضبًا منهم على هؤلاء الذين يَدَّعُون العُروبَة والإسلام انتماءً وهُويّة.

 

نأمَل أن يأتي الرَّد على هذا الخُذلان من عُقول وأقدام المنتخب المغربي في دَورة موسكو الذي سنَقِف خلفه مُشجِّعين مِثل كُل الفِرق العربيّة الأُخرى الشَّقيقة السعوديّة والمِصريّة والتونسيّة.. عيدكم مُبارك، وكُل عام وأنتم جميعًا بألفِ ألفِ خَير.

 

عبد الباري عطوان


عدد التعليقات (19 تعليق)

1

الله غالب

الامر لله

هل عندهم.وجوه اهل النفاق رجال تحت الصفر هم يقتلون اخوانهم فكيف لايصوتون ضد المغرب ولكن انكشفوا انكشافا للقاصي والداني والله لااطيق رؤية هذه الوجوه تحية لقطر والذل والعار للخونة

2018/06/14 - 08:34
2

أب

عربي مسلم مغربي

الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة تحية لكل أصيل وشجاع الجزيرة العربية ارضنا وفداها على رقابنا لا يهم الان التفكير في المستديرة بل علينا أخذ المقياس على كيفه نحن اخوة وسنبقى لماذا ؟ ارض المحبوب تنادي احباءه الى يوم الدين وماهي الا مرحلة عابرة الصبر جميل والله سبحانه وتعالى يحب العبد الملحاح "الله الوطن الملك"

2018/06/14 - 08:38
3

عباس

الخيانة العظمى

السعودية خانت القضية الفلسطينية وهي تهم أمة بأكملها فكيف لا تخون في مسألة تصويت من أجل تنظيم تظاهرة رياضية وان كانت من مستوى كاس العالم فإنها لا ترقى إلى مستوى القضية الفلسطينية ولاسيما وضعية القدس الحبيبة. الحزب والعار لقريش.اللعنة الى يوم الدين

2018/06/14 - 08:41
4

A

غراب

الغراب ينعق من جديد

2018/06/14 - 10:04
5

MAGRIBI

بريطانيا

ادا علمنا ان ال سعود هم عصابة بدو دعمتهم بريطانيا الاستعمارية لتولي حكم شبه الجزيرة ونسبها الىال سعود ..وكيف لم تتغير بداوتهم وجهلهم وتعصبهم رغم المال الدي هو ملك للشعوب الاسلامية

2018/06/14 - 10:08
6

عبدالقادر

شكرا ايها الشجاع.

نتمنى ونرجو من العلي القدير ان يحفظك من كل سوء ايها الشجاع لقول الحق.اعانك الله على فضح الخاءنين.والمترددين.شكرا وشكرا ثم شكرا.

2018/06/14 - 10:46
7

محمد

وماذا عيانا ان ننتظر من ال قريش. الشكر لمن صوت للمغرب و رفض ابتزازات امريكا. لقد فازوا بتنصيم مونديال 2026 تلاتة دول و رابعهم كلبهم ....

2018/06/15 - 12:09
8

مغربي.

حصلة

على الشعوب الإسلامية ان تطالب بنصيبها من مداخيل الحج والعمرة.لاننا كلنا اصول من الجزيرة العربية.وبالدليل من الكتاب والسنة. عيد مبارك سعيد.????????????????????????

2018/06/15 - 12:10
9

الدمى

من الطبيعي أن تصوت تلك الدول عفوا الدمى العربية الى أمريكا، لانها لو لا إمريكا لا يمكن لحكامها أن يستمروا في مناصبهم أكثر من أسبوعا واحدا.

2018/06/15 - 01:21
10

كمال

الرباط

...إلى السيد عطوان....دائما تطل علينا بمواضيع....مثيرة ومبلبلة....اقول مبلبلة..... ...لماذا مقاطعة...اسرائيل لم تنجح...؟؟؟وهل لديكم....أجوبة مقنعة؟؟؟؟ ...يجب ان تنكس اعلام الدول التي باعت فلسطين....بحفة من المال....و...و...وو...

2018/06/15 - 04:47
11

اطلب من الملك المغرب ان يراجع النضر مع اخواننا الجزائريين انهم رجال واخوة لابد ان نجدو الحل لي المشاكل اللتي بيننا الجزائري ين رجال احسن من كلاب الخليجيين

2018/06/15 - 05:01
12

معربي

نحن67 دولة نقول ربنا الله اما الاخرين فربهم تىتكب.

2018/06/15 - 05:01
13

جاسم

ان غداً لناظره لقريب

المغرب "يقلب الطاولة" على الأمير علي ابن الحسين ويُصوت على بلاتر في انتخابات ، الاتحاد الدولي لكرة القدم لرئاسة ال (FIFA) بتاريخ 29 - 05 - 2015 ياالله كم الدنيا صغيره ( المعاملة بالمثل)

2018/06/15 - 05:15
14

ابن المغرب

[email protected]

السعودية و الدولة التي اعطت صوتها لأمريكا برهنو انهم عبيد الأمريكان و أنهم خاضعون لها وخائفون من تهديد ترمب و الحمد لله المغرب لم يخسر بل انتصر لأنه الآن عرف من هم حقا حلفائه و الشئ الذي يحزني حزا كوطني مغربي الشاب الذي قتل في اليمن من أجل هؤلاء الخون اظن ان على الحكومة المغربية الخروج من هذا التحالف الغاشم و بحث على حليف بديل لدول العار السعودية ومن على نهجها في الخضوع لأمريكا ...

2018/06/15 - 05:20
15

Maghribi

Maroc

Vive le maroc.

2018/06/15 - 05:43
16

Maghribi

Atewane

Merci. Mr. Atewane

2018/06/15 - 05:45
17

سلمت سلام

للحر

السعودية اهل قريش طبعهم هكدا لو كان فيهم خيرلنصرو رسول الله صلعم ولكن هم اهل التمليق ولك في قصة رسول الله الكفاية والله لهم الخزي والعارما يستهلون بيت الله الحرام ولا روضة نبية خسارة فيهم شتت الله شملهم لا يفون الصداقة لهم سن تضحك لسن والقلب فيه الخديعة ارجو من السلطات المغربية ان تفرض على هؤلاء التاشيرة

2018/06/15 - 05:48
18

سلمت سلام

للحر

السعودية اهل قريش طبعهم هكدا لو كان فيهم خيرلنصرو رسول الله صلعم ولكن هم اهل التمليق ولك في قصة رسول الله الكفاية والله لهم الخزي والعارما يستهلون بيت الله الحرام ولا روضة نبية خسارة فيهم شتت الله شملهم لا يفون الصداقة لهم سن تضحك لسن والقلب فيه الخديعة ارجو من السلطات المغربية ان تفرض على هؤلاء التاشيرة

2018/06/15 - 05:49
19

البعمراني

لا تلًموا العربية السعودية الشقيقة

لا تنسو ان العربية السعودية وقفت معنا ولا تزال تقف معنا في وجه الا عداء ضد وحدتنا الترابية . فأهل السياسة يعرفون جيدا الموقف السعودي ولا يجب ان تلومونهم في موقفهم هذا ليس ضد المغرب بل هذا الموقف يَرَوْن فيه منفعة استراتيجية أكتر لبلدهم وللمنطقة ككل . لماذا هذا الحقد الدفين ضد موقف المملكة العربية السعودية ؟ هذا الموقف يعرفون انه ليس له أهمية كبيرة بالنسبة للمغرب فهو عبارة عن تنظيم لعبة كرة القدم ليس له أهمية كبرى لكي نقلق على اشقاءنا السعوديين الذين يساندوننا داءما وأبدا في جميع المجالات ،السياسية وإلا قتصادية والمعنوية . ونتمنى لهم كل الخير والبركة . ونتمنى بمنتخبهم ان يواصل مشوارهم في المنديال ان شاء الله . فمنتخبهم يلعب جيدا لأكن الضروف لم يساعده الحظ في هذه المبارة الصعبة وتعرفون جيدا ان الروس هم من المنظمين لهذا المنديال وكل من اجرى معه المبارة فانه سيخسر حثما لأنهم في بلدهم ولهم كل الجمهور . وأقول لا خواننا السعوديون ان منتخبكم جيد وسوف يود في اللقاءات القادمة انشاء الله . والسلام عليكم اخوكم المغربي محمود وعيدكم سعيد على جميع المسلمين

2018/06/15 - 05:57
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات