"قفة التشهير" : الجريمة التي يجهل تبعاتها القانونية "محسنو شوفوني"
أخبارنا المغربية
بقلم: ذ. مروان اغرباوي - محام
ظهرت خلال الآونة الاخيرة بعض مظاهر توزيع قُــفَــف المساعدات الغذائية وبعض الأوراق النقدية من طرف مجموعة من "المُحسنين" على بعض الفئات الهشة والفقيرة داخل المجتمع، سواء في الأيام الاولى لدخول مرسوم إعلان حالة الطوارئ الصحية حيز التنفيذ أو بعد دخول شهر رمضان.
لـــكـــن الملاحظ هو أن البعض من هؤلاء "المحسنين" يعمدون إلى التقاط صور لهم مع الفقراء المستفيدين وهم يسلمونهم القفة أو الأوراق النقدية، ثم بعد ذلك ينشرون هذه الصور في صفحاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي تخليدا وتمجيدا "لِـقُـفة الـتـشـهيـر" التي يتكبدون عناء شرائها وتوزيعها محققين بذلك ما يسمى ب : "إِحسان شوفوني".
هؤلاء المحسنون من فئة "محسنو شوفوني" تحكمهم دواعي قد تكون انتخابية تحضيرا لاستحقاقات العام المقبل، وقد تكون دواعي نفسية مرضية "زعما شوفوني تانتصدق" وكأن جزاء الصدقات وأجرها يعطيه الناس وليس الخالق سبحانه وتعالى، الذي أمر في كتابه العزيز أن تكون الصدقات في السر لقوله تعالى : " إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم" سورة البقرة الآية 271.
كذلك، أثبتت ظاهرة "مُحسنو شوفوني" جهل هؤلاء بالتدابير الوقائية من عدوى فيروس كورونا حيث ظهروا في صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يوزعون المواد الغذائية على الأسر المعوزة دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى الفيروس، وبالتالي فقد يتسببون في تقديم قفة الدقيق والزيت بالإضافة لفيروس كورونا كـتعـبـيـر عن كَرَمِهِم الكبير تجاه الفئات الهشة و المعوزة داخل هذا المجتمع.
ويبدو أن "محسني شوفوني" لم يكتفوا بجهلهم بمبدأ سرية الصدقات و التدابير الوقائية من فيروس كورونا، بل إنهم أثبتوا جهلهم بالقانون أيضا وبكون الأفعال التي يقومون بها هي جرائم في نظر القانون، ذلك أن الفصل 2 ـ 447 من القانون الجنائي كما تم تعديله بالقانون 103.13 ينص على ما يلي : " يُعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات وغرامة من 2000 إلى 20.000 درهم، كل من قام بأي وسيلة بما في ذلك الأنظمة المعلوماتية، ببث أو وتوزيع تركيبة مكونة من أقوال شخص أو صورته، دون موافقته، أو قام ببث أو توزيع ادعاءات أو وقائع كاذبة، بقصد المس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم"، و بطبيعة الحال فإنه من المستبعد جدا أن يكون "محسنو شوفوني" قد انتقلوا مع كل مستفيد من المستفيدين من القفة للمصادقة على توقيع هؤلاء على الإذن بنشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه لو كان الأمر كذلك لما قاموا بتوزيع "قفة التشهير".
كما أنه ومن الناحية الإنسانية البحتة، فإن تقديم "القفة" لا يجب أن يسلب الإنسان كرامته ويجعله مطية لتحقيق أهداف انتخابية ضيقة أو تصريف مرض نفسي مزمن يحمل اسم "مرض شوفوني" المتفشي داخل هذا المجتمع بشكل مهول ومتعدد التجليات.
محمد
انما الأعمال بالنيات
زعما نتوما عارفين ما هي نية المتصدقين. انتم هم الله، تعلمون الغيب وتعلمون السرائر وما تخفي الصدور. انا أتصدق جهرا وأمام الملإ والله يعلم نيتي كي ادفع غيري لمنافستي هذا الخير وحتى يتغلب على شح نفسه. قال الله تعالى : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. وامر اخر: انا فييا العياقة وباغي نتصدق ونبان وفييا الرياء بزاف ونتا مالك شغلك فييا ديها فجيهة داراك.
حنان
النية
يستحب في الصدقة الستر لتفادي الرياء،و الستر لحفظ كرامة المستفيدين. لكن اذا كنت مجرد وسيط.اقوم بجمع التبرعات من المحسنين،ثم ايصالها للمستفيدين.ففي هذه الحالة،اعتقد،من الواجب توثيق هذه العملية بالصوت و الصورة.لطمانة المحسنين على اموالهم،وتشجيعهم على المزيد من العطاء. والنية الحقيقية لكل واحد منا لايعلمها الا اللّٰه.
تايكة غرماد
التشهير
لا غرابة في هذه الافعال لان خدام الدولة يستعرضون البؤساء في كل مناسبة وياخذون صورًا مع الفقراء وبيدوات الزيت وكيلوات الطحين والسكر وهذه العادة تستمر وتكرس منذ سنين في صور فلكلورية بيءسة يتم فيها التشهير بالمعوزين واحتقارهم ! فلا غرابة في حدوث هذه الافعال من طرف الخواص عملا بما يقوم المسوولون
شكرا على هذا المقال ان تبدوا الصدقات فنعما هي...الاية هنا معنى قاطع بجواز اظهار الصدقات ختى يعم هذا السلوك فالمجتمع و يبادر مل غافل الى الانفاق في سبيل الله عز ة جل.... و ان تخفها و اوتوها فهو خير لكم....الاية هنا نلمس تفضيل اخفاءها لعدم احراج ذوي الحاجة... اذن يمكن ة العمل بالسبيلين مادامدمت الغاية واحدة انما الاعمال بالنيات.....
فؤاد
الرياء
ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:إن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأُتيَ به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال هو جريء، فقد قيل، ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرَّفه نعمَه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه حتى ألقي في النار، ورجلٌ وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل ثم أمر به فسُحبَ على وجهه ثم ألقي في النار ) رواه مسلم.