هل احتفل المغاربة كعادتهم بالعيد "الكبير" في ظل أجواء كورونا؟

هل احتفل المغاربة كعادتهم بالعيد "الكبير" في ظل أجواء كورونا؟

أخبارنا المغربية

أخبارنا المغربية - محمد اسليم

"إحتفل" المغاربة بعيد الأضحى أو "العيد الكبير" كما يسمونه، في ظروف جد استثنائية هذه السنة، ظروف طبعها الحذر والترقب، والخوف وألأزمة وأحيانا الغضب كذلك.

عبد الأضحى في ظل كورونا لم يكن كما تعودنا، فأغلب المغاربة والمغربيات عاشوا في الفترة السابقة للعيد أوضاعا مالية صعبة، جعلت الولوج إلى أسواق الأضاحي أمرا صعبا ومحرجا في ظل محدودية الميزانيات الأسرية، وهو ما انعكس على الأسعار التي اشتكى المُربُّون والكسابة من جهتهم من انخفاضها في الأيام الأولى، معتبرين أن الكساب الصغير متضرر من الوضع... قبل أن تعمد حكومة العثماني لقلب الموازين، فبعد أن كانت الأضاحي "موجودة" وبكميات كافية بلغة وزارة الفلاحة، والأسعار في متناول عدد كبير وليس الجميع، تسبب قرار "آخر ساعة" في فوضى كبرى.. فمنع السفر والتنقل من وإلى المدن الثمانية الكبرى بالمغرب ما تسبب في انفجار لأسعار الأضاحي وتوجهها نحو الإرتفاع وإلى مشاهد لنفاذ وندرة العرض بالأسواق كتلك التي سجلت بطنجة، ومشاهد غير مسبوقة لسرقة جماعية لأضاحي العيد بالدار البيضاء.. إلى جانب حالة نزوح جماعي ليلة الأحد الإثنين من البيضاء وفي اتجاه مدن مغربية أخرى... رافقتها فوضى وحوادث واكتظاظ على الطرقات وتضاعف في أسعار تذاكر السفر وصلت لأكثر من 500 بالمائة... ما دفع عديدين للتنقل على الأقدام أو باستعمال الدراجات النارية في اتجاه مدن نائية ولأكثر أحيانا من 500 كلم.

كثيرون وجدوا أنفسهم محاصرين في مدن ومناطق عملهم أو دراستهم بعيدا عن أسرهم وعائلاتهم حيث اعتادوا الإحتفال بالعيد "الكبير"، فلا عيد بالنسبة لهم بعيدا عن العائلة... ما جعل عديدين يعتبرون "أضحى" هذا العام عيدا دون نكهة...

محمد بوازرو الصحفي بأسبوعية الوطن الآن، علق على كل ما سبق بالقول في تصريح لأخبارنا المغربية بالقول: "اجواء العيد هذه السنة كما هو معلوم تمر في ظروف استثنائية بكل المقاييس فرضتها هذه الجائحة، بل إن ما يجري في كل المدن والمداشر المغربية، بتمسك المواطنين بكل الطقوس والعادات منها الزيارات العائلية، يبين أن السواد الأعظم من المغاربة مازالوا يعتبرون عيد الأضحى مقدسا يصعب التخلي عنه مهما كانت الظروف، بل يدخل في الثقافة الشعبية والديني المرتبطة بالتمسك بالشعيرة لدى شريحة واسعة من المواطنين، وفي حال انتشر الوباء بشكل لافت، وفق الظروف الحالية، وهو ما يحدث بالفعل، ومدى الاستعدادات التي رافقت الاحتفال بالعيد، فالحكومة مسؤولة مسؤولية تامة - يؤكد بوازرو - على انتشار الفيروس ، فعليها أن تكف عن لوم المواطنين، بمناسبة العيد او غيره لأنها لم تكن حريصة على سلامتهم بالشكل السليم، وفي اعتقادنا نرى أن الحفاظ على حياة المواطنين يجب أن يفكر فيه قبل الشعيرة؛ ومن الواجب على الحكومة أن تتخذ إجراءات وتدابير قد تساهم في الحد من هذا الوباء عوض تحميل الناس المسؤولية ولومهم" يقول محمد بوازرو.

أما طارق باشلام الصحفي الإذاعي، فعلق على ظروف عيد الأضحى لهذه السنة لأخبارنا بالقول: "نعيش ظرفية استثنائية، بسبب وباء كورونا، (كوفيد 19)، كما هو الحال بالنسبة لمختلف دول العالم، ومن الطبيعي أن يكون لهذا الوضع "الجديد علينا"، تأثير مباشر على أجواء عيد الأضحى المبارك، وأضاف باشلام: تدابير الوقاية التي تنصحنا بها السلطات الأمنية والصحية في بلادنا، تفرض علينا الالتزام بالتباعد الجسدي والتفكير ألف مرة في العواقب المحتملة لعادات كانت لصيقة بنا منذ الصغر، كتبادل التحايا بالعناق والقبل، تحولت بين عشية وضحاها إلى ممارسات خطيرة تزيد من احتمالية الإصابة بعدوى الوباء، خصوصا في المناسبات والأعياد التي تكثر فيها التجمعات، والأسواق، كما هو الحال بالنسبة لعيد الأضحى... وشخصيا - يؤكد طارق - أتابع التطورات الوبائية من منطلق مهني كصحافي، وكمواطن مغربي أتمنى من العلي القدير أن تزول هذه الأزمة الصحية في أقرب وقت ممكن، وأعيش كل يوم ذلك السؤال البديهي "كيف أحمي نفسي وأسرتي ووطني من الوباء، وكيف سأعيش جحيم الإصابة والتسبب في الأذى لأقرب المقربين؟"، هذا الأمر ليس سهلا على الإطلاق... فصحيح - حسب المتحدث - أن للفيروس تأثير على حياتنا، لكنني كأب وزوج أحاول ما أمكن أن لا أدخل أسرتي الصغيرة ووالدتي في دوامة القلق هذه... مرت ولله الحمد أجواء العيد في أحسن الظروف من صلاة للعيد في المنزل دون خطبة، تنفيذا لتوجيهات وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وأحيي من منبركم جلالة الملك محمد السادس، الذي أبى إلا أن يؤدي صلاة العيد دون خطبة كسائر أفراد الشعب، احتراما للتدابير الصحية، من جانب آخر، أوصي نفسي وجميع المغاربة بالتقيد بتدابير الوقاية من كوفيد 19، فالوضع مقلق بسبب تزايد حالات الإصابة كل يوم، حتى أننا تخطينا عتبة الألف إصابة في أكثر من مرة خلال 24 ساعة فقط، كما لوحظ بحسب المعطيات الرسمبة لوزارة الصحة ارتفاع في عدد الحالات الحرجة والوفيات، وكل هذا يتطلب منا المزيد من الحيطة والحذر، وتجنب السفر إلا للضرورة" يؤكد طارق باشلام.

 

 


عدد التعليقات (7 تعليق)

1

متتبع

متتبع

متى نقطع مع الإحتفال بهذه الطقوس المتهورة والمتخلفة.لنا اسوة بدول إسلامية تشرف صورة الإسلام وتحتفل بطرق حضارية كاندنسيا وماليزيا وتركيا وسنغفورة

2020/08/01 - 02:32
2

مواطن

مسخرة

الصورة معبرة عن ناس يريدون العودة بالمغرب للقرون الوسطى...بشاعة وتخلف وغياب النظافة و فوضى على كل المستويات. لاعلاقة لهذه المظاهر العبثية باهداف الأضحية ومغازيها . هل هذه الصورة التي تريد ان نسوقها لديننا وبلادنا...؟؟

2020/08/01 - 02:53
3

يونس

معلق

احتفلت بالعيد احسن احتفال

2020/08/01 - 02:56
4

محمد

بروكلين

غابت الفرحة وغابت طقوس العيد التي عهدناها ايام زمان

2020/08/01 - 04:13
5

البيضاوي

فأي عيد عدت بنا ياعيد

الدولة تتحمل مسؤليتها هذا العام فيما حصل لا دخل للمواطن في ذلك كان يجب على المسؤولين أن يلغوا هذا العام عيد الأضحى مباشرة بعد عيد الفطر بشهر حينما رأوا أن الفيروس ساري في الانتشار كان يجب لهم أن يتصدوا لصحاب الشكارة ويعلموهوم بكري بأن العيد ماكاينش راه شهر قبل من العيد والناش كاتوجد ومابقا لتباعد لاوالو وهاحنا وصلنا فين وصلنا التجارة من شهر مارس وهي واقفة وغادي تزيد الأزمة والمصيبة هي لا سياحة لاسفر اللي غادي يحرك الإقتصاد لا والو والمستقبل مازال ماباين فيه والو خاصة راها كاتفرقنا شهر على الدراسة

2020/08/01 - 04:36
6

عاشق اخبارنا

احتفال العيد

شخصيا نحن في اروبا احتفلنا کما ينبغي من صلات العيد و ذبح الاضحية بايدينا بکل حرية والحمد لله اللهم ارفع عنا الوباء امين عيدکم مبارک سعيد وکل عام وانتم بالف خير.....

2020/08/01 - 04:46
7

إلى المعلق 6

هههه يبدوا انك في أوروبا أخرى العيد في أوروبا حتى في الضروف العادية لا يكون العيد متل الدول العربية هده السنة يرسلون لك الخروف مذبوح مسلوخ بدون راس و دوارة كانك اشتريت اللحم من عند الجزار فكفاكم بالتباهي بأوروبا نحن في أوروبا راه مشينا وشفنا كلشي بعينينا كن بغينا كن بقينا فيها

2020/08/02 - 04:44
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة