أما لحصار النساء والأطفال المحتجزين في تندوف من نهاية!؟
أخبارنا المغربية
بقلم: الصادق بنعلال
ما من شك في أن الأزمة الجزائرية المغربية الحادة والاستثنائية، متعددة الأوجه والأبعاد، وتعد العلاقة الغرائبية بين البلدين المغاربيين الكبيرين، حسب المراقبين والمعنيين بالشأن الإقليمي والدولي فريدة من نوعها دوليا، حيث أبى النظام العسكري في الجزائر إلا أن يؤجج لهيبها عبر غلق الحدود البرية والجوية وقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد الساكنة المغربية التي وجدت نفسها في "الحدود"، في أكثر من مناسبة وتحميل المملكة "مسؤولية" ما يحدث من مساوئ في أرض "المليون شهيد".. إلا أن محتجزي تندوف من النساء والأطفال على وجه الخصوص تعرضوا وباستمرار طيلة عقود من السنين إلى أبشع مظاهر المعاناة والبؤس والحرمان، مما يستدعي التوقف عند هذا الموضوع الإنساني بالغ الخطورة، ودق ناقوس الخطر بشكل متواصل عسى أن يأتي اليوم الذي لا نراه بعيدا لمحاسبة زعماء الشر وبائعي الأوهام والمقامرين بماضي وحاضر ومستقبل الأبرياء.
وفي هذا المسعى لا تتوانى المنظمات والجمعيات العالمية والوطنية عن "دق جدران الخزان" لوضع حد لمأساة هؤلاء المعذبين في الأرض، وهذا ما تبلور على أرض الواقع في مدينة الدار البيضاء المغربية مؤخرا، حيث اتخذت جمعية "الائتلاف الوطني للمناصفة" التي تترأسها السيد خديجة المنفلوطي من "المطالبة بفك الحصار على النساء والأطفال المحتجزين في تندوف" موضوعا لها في الملتقى الثاني عشر لهذه الجمعية المجتهدة والهادفة، يوم 26 فبراير 2023 بالمركز الثقافي سيدي بليوط. والواقع أن هذا اللقاء التوعوي التحسيسي كان مناسبة سانحة لفضح المسلكيات المشينة والمقززة التي يقدم عليها دهاقنة حركة البوليساريو الانفصالية وبتعليمات النظام الجزائري المارق، من قبيل انتهاك حقوق الأطفال عبر التهجير القسري، والتجنيد والتعذيب، وشحنهم بنزعات الحقد والكراهية والعداء إزاء المملكة المغربية، أما النساء المحتجزات فهن غارقات في ظروف غير إنسانية بعيدا عن أي رصد حقوقي الدولي مسؤول، خاصة وأن الدولة الجزائرية تقف في وجه دخول الفاعلين الحقوقيين الدوليين و الإقليميين إلى مخيمات العار.
ونحن إذ نشيد بهذه المبادرة الوطنية الرفيعة، ندعو إلى مزيد من التعبئة ورص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية، لنظل كيانا واحدا قويا منظما في وجه من يسعى إلى الدفع بالمنطقة المغاربية والأوروبية والمصالح الاستراتيجية الدولية، إلى الصراعات الدبلوماسية والعسكرية المدمرة والمقامرة بأحلام الشعوب، وتطلعاتها نحو الأمن والسلام والاستقرار.