تداعيات انتحار مؤذن ضواحي مراكش.. الموضوع يصل لقبة البرلمان
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
يبدو أن انتحار مؤذن مسجد بضواحي مراكش، وبالضبط على الطريق المتجهة نحو ايت أورير، قد آثار الرأي العام المحلي و الوطني، وربما نبه لهذه الظاهرة التي باتت تتكرر بوتيرة أكبر وسط فئة القيمين الدينيين.
وهكذا ساءل المستشار البرلماني عبد الرحمان الوافا، عن فريق حزب الأصالة والمعاصرة بالغرفة الثانية، أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في سؤال كتابي حول دوافع تسجيل بعض حالات انتحار وسط القيمين الدينيين.
الوافا أكد أن "القيمين الدينيين يلعبون دورا حيويا في الحفاظ على الهوية الدينية والقيم الإجتماعية في المجتمع المغربي، ويحتل الإمام والمؤذن مكانة خاصة ومهمة وسط المغاربة، حيث يقومون بأداء وظائف دينية واجتماعية تلعب دورا حيويا في تشكيل الحياة اليومية للمواطنين"، وأن "الإمام والمؤذن في المغرب ليسا فقط من الرموز الدينية، بل هما أيضا جزء لا يتجزأ من البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع و يتمتعان بسلطة دينية وتأثير كبير على المجتمع، ويشغلان مكانة مرموقة في القلوب والعقول"، قبل أن يضيف أن "القيمين الدينيين، وبشكل خاص الأئمة، يقومون بمهمة عظيمة تتمثل في الحفاظ على السلام الروحي للمواطنين المغاربة، و يعتبر أداؤهم الجيد لهذه المهمة واجتهادهم فيها أمرا يتطلب العناية بهم ماديا ومعنويا، ومراعاة ظروفهم النفسية والاجتماعية حرصا على الصورة الاعتبارية التي يحظون بها وسط المجتمع، وتفادي كل ما من شأنه أن يؤثر عليها خصوصا بعدما تم تسجيل حالتي انتحار وسط هذه الفئة، الأولى كانت لإمام بمدينة مراكش والثانية لمؤذن بإحدى الجماعات التابعة لتراب عمالة مراكش، مما شكل حدثا مأساويا يؤثر على المجتمع بشكل عام ويثير مشاعر الشك والاستفهام، وهو ما يدعو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى الانتباه إلى هذه الظاهرة و القيام بكل ما يلزم بخصوصها …" مسائلا الوزير التوفيق عن الإجراءات و التدابير التي ستتخذها الوزارة بهذا الشأن؟
للإشارة فقد تم اكتشاف جثة مؤذن يبلغ من العمر 81 سنة، صباح الإثنين الماضي، والذي وضع حدا لحياته بالانتحار شنقا مباشرة بعد انتهائه من رفع آذان صلاة الصبح، حيث انتبه إمام المسجد الواقع على مستوى الطريق الرابطة بين الشويطر وأيت أورير بضواحي مراكش وبعض المصلين، لتأخر المؤذن المنتحر عن إقامة الصلاة ليتبين بعد الإنتقال إلى غرفة الآذان أن المعني بالأمر قام بالانتحار. وقد تم إيداع جثة المؤذن الهالك بمستودع الأموات بمراكش رهن التشريح الطبي، بالتزامن مع فتح مصالح الدرك الملكي لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية.. والذي أظهر بشكل اولي لاحقا ان المعني عانى في الآونة الأخيرة من اكتئاب حاد مرتبط بأزمة مادية خانقة عاشها مؤخرا.