أزمة كليات الطب والصيدلة بالمغرب.. هل نشهد اليوم بداية انفراج الأزمة بعد 10 أشهر من الاحتجاجات؟

من المنتظر أن يحسم طلبة الطب في المغرب، موقفهم بشأن ملف أزمة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، والذي امتد لأكثر من 10 أشهر. 

ويأتي هذا من خلال تصويت جماعي على العرض الحكومي الأول الذي تقدم به وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الجديد، في خطوة قد تكون الحاسمة نحو إنهاء النزاع المستمر.

اجتماع مصيري مرتقب

بحسب مصدر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، فإن جمعًا عامًا وُصف بـ"المصيري" سيُعقد اليوم الثلاثاء 5 نونبر 2024 على الساعة الثالثة بعد الظهر، بمشاركة طلبة الطب من مختلف الجامعات الطبية في المغرب. 

سيتم في هذا الاجتماع عرض المقترح الحكومي النهائي، الذي وصل إلى الطلبة عبر وساطة وسيط المملكة، محمد بنعليلو، ومن المتوقع أن يتم التصويت على هذا المقترح حضوريًا يوم الأربعاء 6 نونبر 2024.

تجميد الاحتجاجات وإفساح المجال للنقاش

في تطور جديد، قرر طلبة الطب تعليق جميع خطواتهم الاحتجاجية من وقفات واعتصامات، وذلك "لإتاحة المجال للنقاش الموسع مع الطلبة عقب التوصل بالعرض الكامل" من الجهات الحكومية المعنية. وجاء هذا القرار بعد اجتماع بين اللجنة الوطنية ووسيط المملكة الأسبوع الماضي، لبحث تطورات الملف بعد إعادة فتح الحوار المباشر مع الوزارتين الوصيتين.

وقد أكدت اللجنة الوطنية لطلبة الطب أن تعليق البرنامج النضالي جاء احتراماً لمبدأ المشاركة الجدية في جميع مراحل الحوار، خاصة وأن الخطاب الحكومي الحالي يبعث بإشارات إيجابية نحو تسوية الملف.

أجواء إيجابية وتفاؤل بانفراج الأزمة

في اجتماع يوم الأحد 27 أكتوبر 2024 بالرباط، عبّر كل من وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي ووزير الصحة أمين التهراوي عن تفهمهم لمطالب الطلبة، وأكدوا على أهمية الحوار كسبيل لحل الأزمة. ووعد وزير التعليم العالي بعقد لقاءات مع عمداء وأساتذة كليات الطب والصيدلة لبحث آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وتمت مناقشة معظم النقاط العالقة في الملف، والتي تشمل عدد سنوات التكوين، مواعيد الامتحانات، وتخصيص مكاتب للطلبة، إضافة إلى النظر في العقوبات التأديبية المفروضة على بعض الطلبة. وأكد وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي أن إجراءات إلغاء العقوبات التأديبية ستنطلق قريباً.

مع هذا التحرك الجاد والوعود الحكومية الجديدة، تتجه الأنظار نحو اجتماع الغد الذي قد يكون الخطوة الأولى نحو إنهاء أزمة طال أمدها، في انتظار نتائج التصويت المرتقب على المقترح الحكومي الذي قد يكون نهاية فصل احتجاجي دام طويلاً في أروقة كليات الطب المغربية.