استيراد اللحوم المجمدة بالمغرب .. بين الضرورة الاقتصادية والضوابط الدينية

بعد إقرارها لمراسيم تتعلق بتسهيل استيراد الأبقار واللحوم الطازجة والمجمدة لضبط أسعار اللحوم الحمراء التي تواصل ارتفاعها في الأسواق منذ أشهر، أكدت الحكومة المغربية، على لسان الناطق الرسمي باسمها، مصطفى بايتاس، أن "المغرب بصدد استيراد ما مجموعه 20 ألف طن من اللحوم الحمراء، ما بين طرية ومجمدة، بحلول نهاية السنة الجارية 2024".  

في هذا الإطار، قرر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) السماح باستيراد اللحوم الحمراء الطازجة (المجمدة أو المبردة) من الأغنام والماعز، من دول الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى.  

وقد أثار موضوع استيراد اللحوم المجمدة جدلاً في المغرب، إذ يثير النقاش أبعادًا دينية إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية، خصوصًا في ظل الحاجة المتزايدة لهذه اللحوم في السوق المحلي.  

وفي هذا الصدد، اعتبر الحسن الفغلومي، الباحث المتخصص في أصول الدين، في تصريحه لـ"أخبارنا"، أنه "من الناحية الدينية، يعتبر استيراد اللحوم حلالًا إذا تم التأكد من أن عملية الذبح والتجهيز تمت وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية". وأضاف أن "الشرط الأساسي يتمثل في أن يذبح الحيوان بيد شخص مسلم مع ذكر اسم الله أثناء عملية الذبح (بسم الله والله أكبر)، وقطع الحلقوم والمريء والشرايين الرئيسية، مع تصفية الدم بشكل كامل".  

من جهة أخرى، أكد مصدر من داخل "أونسا"، رفض الكشف عن هويته، أن "الدول التي سيتم استيراد اللحوم منها تتميز بوجود ممارسات معترف بها في صناعة اللحوم الحلال". وأضاف أن "السلطات المغربية تفرض رقابة صارمة على اللحوم المستوردة للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية والدينية".  

وأوضح المصدر ذاته أن "اللحوم المستوردة يجب أن تحمل شهادات حلال موثوقة من الجهات المعنية في البلدان المصدرة، بالإضافة إلى مراقبة الجودة والسلامة الغذائية من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)".  

وحسب قرار المكتب، تضم لائحة البلدان المسموح باستيراد اللحوم الحمراء منها: ألبانيا، الأرجنتين، أستراليا، كندا، تشيلي، بريطانيا، نيوزيلندا، صربيا، سنغافورة، سويسرا، الأوروغواي، وأندورا.