خبير يشرح أسباب التغيرات المناخية العنيفة التي يشهدها المغرب ويدعو لإقامة مآوي للمغاربة المهددين بها

خبير يشرح أسباب التغيرات المناخية العنيفة التي يشهدها المغرب ويدعو لإقامة مآوي للمغاربة المهددين بها

أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي

تشهد المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة تغيرات مناخية متطرفة تثير تساؤلات عديدة حول أسبابها وآثارها المستقبلية، حيث أوضح سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هذه الظواهر ترتبط بشكل أساسي بارتفاع الميزانية الطاقية للأرض، أي أن كمية الطاقة التي تدخل إلى كوكبنا أصبحت تفوق تلك التي تخرج منه، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على المستوى العالمي.

ويفسر قروق هذه الظاهرة بقوله إن هذه الميزانية الطاقية المتزايدة تؤثر مباشرة على دينامية الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تطرف في الظواهر المناخية، سواء من حيث الحرارة أو الرطوبة، معتبرا أن المشكلة الأكثر تعقيدا تكمن في عدم استقرار درجات الحرارة، وهو ما يمثل تحديا حقيقيا للبشرية، حيث يتطلب استقرار الميزانية الطاقية للأرض جهودا معقدة تتجاوز مجرد تقليل الانبعاثات الغازية.

ويشير الخبير المناخي إلى أن العالم اليوم يواجه صعوبة كبيرة في الحد من تأثير هذه الظواهر بسبب التراكم الطاقي الحاصل بين الغلاف الجوي وسطح الأرض والمحيطات، وهو ما بدأ يبرز بشكل أوضح منذ سنة 2003، حين سجلت المحيطات درجات حرارة غير مسبوقة، حيث أكد أن هذه الطاقة المختزنة تؤدي إلى اضطرابات مناخية حادة تشمل موجات حرارة غير اعتيادية، عواصف قوية، وفيضانات مفاجئة.

أما بالنسبة للمغرب، فيوضح قروق أن موقعه الجغرافي في العروض الوسطى يجعله عرضة لحالة ما يسميه "التطرف المزدوج"، حيث يعاني من تقلبات حادة تشمل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة الدنيا والعليا، إضافة إلى فترات من الجفاف الحاد تتخللها تساقطات مطرية غزيرة تتسبب في فيضانات كارثية، كما حدث مؤخرا في ورزازات وطاطا، حيث أدت الأمطار الموسمية إلى سيول جارفة في مناطق جافة تفتقر إلى البنية التحتية الملائمة.

أما على مستوى التأقلم مع هذه التغيرات المناخية، فيؤكد قروق أن الأمر ليس بسيطا، ويتطلب أولا فهم المخاطر المحتملة من خلال دراسات علمية معمقة، مع ضرورة تعزيز التعاون بين العلماء ومتخذي القرار والمهندسين والسياسيين والمستثمرين لإيجاد حلول ناجعة، كما يشير إلى أن المغرب يفتقر حاليا إلى هيئة متخصصة تجمع هذه الأطراف من أجل التخطيط الاستباقي لمواجهة المخاطر المناخية، مما يجعل التعامل مع الظواهر المناخية المفاجئة أمرا بالغ الصعوبة.

ويضيف قروق أن الدولة مطالبة بتوسيع دائرة الاستشارة والتخطيط لمخاطر مستقبلية قد تكون غير مسبوقة، مع ضرورة وضع استراتيجيات واضحة لمواجهتها، وأحد أهم الإجراءات العاجلة التي ينبغي اتخاذها هو إنشاء مآوي مجهزة لحماية السكان المعرضين لخطر الفيضانات أو البرد القارس أو غيرها من الظواهر المناخية العنيفة، حيث يرى أن هذه الخطوة أصبحت أمرا ملحا في ظل تصاعد حدة الظواهر الجوية غير المتوقعة التي يشهدها المغرب والعالم.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة