مشردو اليوسفية يتنفسون الصعداء تحت سقف المراكز الخيرية بدل العراء

مشردو اليوسفية يتنفسون الصعداء تحت سقف المراكز الخيرية بدل العراء

أخبارنا المغربية

 

ي. الإدريسي - ن.الطويليع

 

علم موقع اأخبارنا من مصدر داخل مندوبية التعاون الوطني بإقليم اليوسفية أن الرجل المسن المسمى "سي البدراوي" الذي كان يفترش إحدى جنبات "بئر إنزران" الشارع الرئيسي بمدينة اليوسفية، تم إيداعه بالمستشفى الإقليمي باليوسفية لتلقي العلاجات الضرورية تفاديا لمضاعفات النزلات البردية التي أصابته جراء مكوثه الطويل بالعراء، بعد ذلك  نُقل يوم 7 فبراير 2014 إلى دار البر و اﻹحسان بمدينة آسفي قصد الإستقرار بالمركز الخيري رفقة أشخاص يشاركونه نفس الظروف.

 

وكان موقع أخبارنا قد تطرق إلى ظاهرة التسول وتداعياتها الاجتماعية في تقرير عُنون ب "متسولو اليوسفية بين مطرقة صمت المسؤولين وسندان الظروف الاجتماعية القاسية" بعد زيارة قام بها طاقم الموقع إلى مكان المسنين المتخلى عنهم، لتسليط الضوء على معاناتهم ومآسيهم اليومية والتي اتضح من خلال الاستطلاع الميداني أن هذه الفئة المجتمعية النوعية تعاني في صمت رهيب وبأنين مدوّ لا يسمعه سوى آذان الجدران المحتضنة لهؤلاء المتشردين.

 

ويهدف هذا المشروع الإنساني حسب مصدر من مندوبية التعاون الوطني إلى إنقاذ المشردين فى الشوارع بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني بإعداد كشوف بأسماء المسنين واستمارات خاصة بهم  ودراسة حالة كل واحد منهم للوقوف على ظروفه الأسرية والمعيشية، ثم توزيعهم بعد ذلك على دور رعاية المسنين والمراكز الخيرية.

 

وفي سياق متصل، أفاد أحد المسؤولين بالمجلس البلدي أن اللجنة المختصة في الأمر تولي اهتماما كبيرا بظاهرة المتسولين، ما جعلها  تراسل وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بشأن المتسولين المختلين عقليا الذين يضايقون المواطنين ويهددون أمنهم، مؤكّدا على ضرورة تضافر جهود مختلف فعاليات المجتمع المدني من أجل مقاربة اجتماعية تحول دون تفاقم الظاهرة.

 

وارتباطا بالموضوع، أشاد أحد الفاعلين الجمعويين بالعمل الإنساني النبيل الذي قام به المجتمع المدني وبعض المنابر الإعلامية المحلية من أجل هذه الشريحة المجتمعية ومن ثم بعث رسائل غير مشفرة إلى الجهات المعنية للتحرك في اتجاه إيجاد حل عملي لهذه الظاهرة، واعتبر المتحدث التقاط محتوى هذه الرسائل بشكل إيجابي وعاجل من طرف مسؤولي مندوبية التعاون الوطني أمرا إيجابيا ومشجعا للمضي قدما نحو خدمة الصالح العام من خلال العمل التشاركي الهادف، ولم يُخف الناشط الجمعوي تخوفه من أن يندرج هذا الإجراء في إطار الحملات الموسمية أوالإعدادات القبلية لزيارات من أعلى مستوى.

 

من جانب آخر شدّد أحد الحقوقيين على ضرورة التفكير في صيغة عملية  قصد حماية هذه الشريحة المجتمعية من العنف والاستغلال والظلم الطبقي في نطاق الأسرة والشارع والمدرسة أو نطاق المجتمع بشكل عام .لأن مثل هذه الظواهر-حسب الإطار الحقوقي- تساهم بشكل كبير إما في تفشى العنف أو في اختلال توازن المجتمع.

 

 

يُشار إلى أن مدينة اليوسفية أضحت قبلة للمتسولين والمختلين عقليا الوافدين عليها من المداشر القريبة وكذا من بعض المدن المجاورة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات