جريدة «الأحداث المغربية» تحرض على التحرش بالمنتقبات

جريدة «الأحداث المغربية» تحرض على التحرش بالمنتقبات

أخبارنا المغربية

إعداد : نبيل غزال 

بعد تقريرها السابق الذي حمل عنوان «متطرفون يؤطرون حياة أبنائهم بالحرام والمنع والاضطهاد» خصصت يومية «الأحداث» تقريرها الجديد لما أسمته «عاملات جنس يستبدلن مظهرهن وملابسهم المثيرة بالنقاب»!!

 فتقارير «الأحداث» صارت قاصرة فقط على المتدينين والمتدينات والإسلاميين والإسلاميات؛ وإن كان الخط التحريري لليومية المذكورة لا يكاد يخفى على متابع للمشهد الإعلامي الوطني؛ إلا أن المستجد الخطير في هذا التقرير الذي كتب من وحي الخيال طبعا؛ هو قيام «الأحداث» بالتحريض ضد فئة من أبناء الوطن، وتعريض المنتقبات للخطر، وتشجيع السفهاء والمنحرفين على التحرش بهن، بدعوى أن بعض المنتقبات يمارسن الدعارة ويختفين وراء هذا اللباس.  

 لماذا يتعين الوقوف مع هذا التقرير؟ 

تداولت هذا التقرير العديد من المنابر الإعلامية، وأشهرته من خلال إعادة نشره بنقلها لأبرز أخبار الصحف، ما أتاح للعديد من المتتبعين للأخبار إمكانية الاطلاع عليه وعلى مضمونه وخطاب الكراهية الذي تضمنه. 

فالرمزية التي يتميز بها النقاب؛ والاحترام الكبير الذي تحظى به جل المنتقبات؛ لم تجد «الأحداث» طريقة لتفجر به عن كبتها، وتنفس به عن غيظها، سوى أكثر الطرق خسة وحقارة؛ وذلك بتحريض المنحرفين بطريقة مباشرة وغير مباشرة على التجرؤ على المنتقبات، وبأن كل ممنوع عن الرجال مرغوب فيه، وأن وراء النقاب توجد امرأة أخرى غير التي تخطر لك على البال.

 ومما صدِّر به التقرير/الوهم: «قد يتجنب البعض النظر لامرأة منقبة، نظرا لما يمثله النقاب من التزام (ديني) عند البعض، لكن الاقتراب من بعضهن والغوص في أسرارهن يشير إلى أن السواد الذي يغطيهن من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن، يتحول إلى إثارة ووسيلة مثيرة تجذب إليها الزبون.. زبون يطبق مقولة «كل ما هو ممنوع مرغوب فيه»، هي حكاية فتيات ونساء ارتدين النقاب للتمويه عن ممارستهن لأقدم مهنة في التاريخ».  

 منقبات الحي السني 

«الحي السني» هي التسمية التي أطلقتها اليسارية معدة التقرير على الحي الذي تقطن به «العاهرات المنتقبات بالمدينة الحمراء»؛ ولم تذكر لنا على الإطلاق أين يقع هذا الحي، ولا وثقت ما أسمته تقريرها -والذي لا يعدو أن يكون أوهاما وخيالات ترجمت إلى حروف من داخل أروقة «الأحداث»- بصور لهؤلاء العاهرات، وطريقة اصطيادهن للباحثين عن المتعة كما زعمت. 

ولم تذكر سوى أن هذا الحي «حي سكني جديد يدخل ضمن السكن الاجتماعي»؛ وفي نفس الوقت قالت أن «شقق متعددة -بهذا الحي- تضم «زيجات» تدخل في إطار ما يسمى بـ «زوجتك نفسي»؛ شقق تضم كل واحدة أربع «زوجات» و«زوج» واحد وأطفال». 

فبسرعة البرق ومكر علمت صحفية «الأحداث» أن داخل هاته الشقق، التي لا تتعدى مساحة الواحدة منها 60 مترا، يقطن أربع «زوجات» و«زوج» واحد وأطفال ،ولأنها قد حضرت من قبل لحفل زواجهن! فقد كشفت لنا أن هؤلاء النسوة المنتقبات تزوجن عن طريق ما يسمى بـ«زوجتك نفسي»، وأن منهن من قادتها ظروف عائلتها إلى امتهان الدعارة رغم أنها ولدت وترعرعت في جو سلفي! ومنهن من كان زوجها سلفيا؛ زوَّجه إياها «والدُها بعد صلاة العشاء»! وأنها هربت من قبضته لأنه كان يحرمها من «الاستمتاع الجنسي»، على اعتبار أن السلفي المتطرف يعد «الاستمتاع من طرف المرأة حراما في حرام»، كما أن بنتها كانت «محرومة من اللعب مع الأطفال في مثل سنها، إلى جانب حرمانها من وجود جهاز تلفاز ومذياع  تستمع من خلاله لنشرات الأخبار والبرامج والموسيقى...»، وأن النقاب كان وسيلتها للتخفي عن أنظار زوجها الذي حتما يبحث عنها في هذه الأثناء!! 

ومن هؤلاء المنتقبات من اختارت لجلب الباحثين عن المتعة «لباسا فضفاضا وطويلا، وغير شفاف، ولا يشبه ملابس الرجال، ولا يشبه لباس الكافرات، وليس بلباس شهرة، حسب ما يروج له المتطرفون والمتطرفات». 

ومنهن من أجبرها والدها على ارتداء النقاب قبل أن تصل لمرحلة البلوغ، فالسلفيون لا يعترفون إلا بالمرأة التي ترتدي النقاب ويعتبرون أن الوجه عورة من الضروري إخفاؤه عن العيون، ولا يعترفون إلا بالمرأة المطيعة التي تنام تحت قدمي زوجها وتقبل الأرض قبل وبعد أن يباركها بخطوته، فالمرأة في «عقيدتهم» خلقت من أجل البيت وتربية الأطفال.. وخروجها يعني انتشار الانحلال والفساد. بل بعضهن -وفق الخيال الجنسي الواسع لصاحبة «تقرير» الأحداث- يرفضن خلع النقاب رغم ممارستهن للجنس..، فالنقاب من وجهة نظرهن لا يعيق «عملهن» في الدعارة بل يسهل عليهن ذلك. وأن «سهام» التي احترفت الدعارة تقول إن زميلاتها الثلاث هن كذلك عانين الكثير قبل أن يلتقين بها، وقررن ارتداء النقاب والاقتداء بها بعد أن لمسن اصطيادها لعدد كبير من الزبناء بهذا «اللوك». 

  العاهرة تتعرى ولا تنتقب

 فالجهل الكبير لليسارية معدة «التقرير» -هداها الله- دفعها كي تقع في خطأ جسيم؛ إذ أن السلفيين لا يسمون بناتهم إطلاقا باسم «سهام»؛ لأنه من الأسماء المكروهة شرعا؛ وهذا أمر مشتهر معلوم؛ لكن الجهل يعمي ويصم؛ وليس هناك جريمة كاملة.

 كما أن «المحققة» المغمورة قد أطلقت العنان مجددا لخيالها الواسع، وفتحت الباب على مصراعيه للشيطان ليوسوس لها؛ ويوحي إليها زخرف القول غرورا.

 ففي الزمن الماضي يوم كانت القيم الدينية راسخة في المجتمع، كان من الصعب على البغيِّ أن ترتدي لباسا عاريا يدل عليها، وكانت ترتدي الحايك والنقاب على عادة لباس نساء زمانها، أما اليوم وبعد أن عُرّيت المرأة المغربية من لباس الفضيلة، صارت الزانية ترتدي في الشارع العام أكثر اللباس إثارة وجاذبية، دون أن تخشى متابعة طرف أو لوم جهة ما، وصار العري وطريقة اللباس والمشي والحركات دليلا واضحا على الانحراف. 

فكيف لامرأة اليوم تمارس البغاء أن تتستر بالكامل عن الرجل، وترتدي النقاب والقفازين والجوارب، وتخرج في حر شمس مدينة مراكش لتبحث عن زان، بدعوى أن هذه الطريقة أكثر جذبا للزناة؟! هذا أمر سيق تعبيرا عن الخيال الجنسي الواسع لـ«الأحداث»، وهو انحراف مردت عليه هيئة تحريرها؛ وتجلى في العديد من صفحاتها؛ أبرزها: «من القلب إلى القلب» و«الساخنة».

 فالهدف الأساسي للتقرير/الوهم، والرسالة التي يراد إيصالها أن المنتقبات لسن عفيفات ولا طاهرات كما يُدّعى، وأن منهن أيضا منحرفات ومن يحترفن الدعارة، وما على الرجال سوى الاقتراب منهن ليكتشفوا ذلك بأنفسهم.

 كثير من العاهرات؛ اللائي أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب عليهن ويهديهن؛ اخترن هذا الطريق المنحرف نتيجة ضعف الإيمان والبعد عن الله تعالى؛ ونتيجة الفقر ومشاكل اجتماعية وأسرية قاهرة، وفي سبيل الوصول إلى المال وضمان لقمة العيش وإن بالوسيلة الحرام، تسعى هؤلاء النسوة إلى استعمال أقوى أدوات الإغراء وهو العري الذي تسوق له جل المنابر الإعلامية ودور الأزياء والموضة.

 أما المرأة المنتقبة فهي امرأة كغيرها من النسوة، تختلف طباعها وأخلاقها ودرجات تدينها، لكنها بفعل التطرف اللاديني، الذي يخوض أهله حربا إيديولوجية مقدسة ضد كل مظاهر التدين، تعيش في غربة، وتفرض عليها العزلة في شتى مناحي الحياة، ولا حظ لها إطلاقا في «حقوق المرأة» و«المساواة»...، وتكون المرأة المنتقبة محظوظة وسعيدة إن تم تجاهلها ولم يتعرض لها بحملات تشويه متتالية ومقصودة.  

 تاريخ «الأحداث» في الحرب على الحجاب والنقاب منذ بروزها على الساحة الإعلامية 

لم تأل «الأحداث» جهدا في محاربة الحجاب والنقاب على حد سواء؛ ونشر المقالات والتقارير التي تشكك في وجوب تغطية المرأة جسدها بأي شكل من الأشكال من منطلق ديني؛ واصفة النقاب باللباس الأفغاني، والحجاب باللباس الإيراني؛ وأن هذا اللباس لا يمثل سوى «ظاهرة مرتبطة بعوامل اجتماعية وثقافية، وتمظهُر سلوكي نسبي يتغير باختلاف الفضاءات والأمكنة»؛ وأن المتدثرات بهذا اللباس مستغَلات من طرف الفهم الذكوري وسلطة المجتمع الأبوي. وفي هذا الصدد نشرت الجريدة مقالات كثيرة؛ منها مقال «اخلعي حجابك» للعلمانية إلهام مانع، التي تبيح الصلاة للحائض والمتبرجة، وتطالب بصلاة المرأة مع الرجل جنبا إلى جنب في صف واحد؛ ومقال لعماد حبيب تحت عنوان «الإرهاب والحجاب وحفرة طالبان»، ومقال لنضال نعيسة بعنوان «مثلث برمودا الفكري: نقاب، وحجاب، وجلباب»...فتاريخ «الأحداث» حافل بالحرب على الحجاب والنقاب، وشعيرة الله في تغطية جسد المرأة.   

في الختام 

جريدة «الأحداث» لم تفهم بعد الدرس الذي كان عليها أن تعيه منذ زمن بعيد، وهو أن انخفاض نسبة مبيعاتها سببه الرئيس تناقض مواقفها بخصوص قضايا عديدة أهمها، «الحرية»، والتهجم السافر على شعائر الإسلام وأحكامه، والتنقص من أعلامه ورموزه، والتنكر لقضايا الأمة المصيرية، ومخاطبتها لمكامن الشهوة عند القراء بدل عقولهم.


عدد التعليقات (13 تعليق)

1

hmd

sahafa

binatkoum a bidawa

2014/03/17 - 04:12
2

moslim

جزاك الله خيرا

جزاك الله خيرا

2014/03/17 - 04:37
3

moslim

11

جزاك الله خيرا

2014/03/17 - 04:38
4

simo

و الله لم و لن يطول نباح الكلاب علو السحاب

2014/03/17 - 05:01
5

مسلم

اللهم احفض العفيفات

لا اله الا الله محمد رسول الله الله يخد فيكوم لحق يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ربــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2014/03/17 - 05:10
6

مغربي ملتزم

(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة والله يعلم أنتم لا تعلمون) النور الآية 19

2014/03/17 - 06:03
7

محمد محمد محمد

الشمس لا يخفيها الغربال

يقول المثل المغربي: حوتة تتخنز شواري نعم صحيح عدة مومسات تتنكرن باستعمال النقاب لكي لا تثرن الانتباه عندما تقصدن زبونا يقطن في حي محترم. انها الحقيقة و لا داع لانكار ما يعلمه الكثيرون. فكم من باغية تنكرت بالنقاب و هي راكبة في سيارة زبون لتخدع الناس و يظنون انها زوجته ...( الفساد دار حالة فلبلاد.)

2014/03/17 - 06:28
8

tihami

دعوة

نرجو من الله ان يعامل هذه المنحرفة وجريدتها ان يعاملهما الله بعدله اللهم انتقم ممن يريد بالاسلام سوء

2014/03/17 - 07:12
9

brahimusa

Non à une laïque

هذه هي الحرية الصحافة التي يطالبونها و هي حرية التكلم عن الجنس الحرية الفردية دون رقابة، هؤلاء العلمانيون مجرد حشرات ضارة غير نافعة هدفهم هو نشر الفساد و الإنحلال الأخلاقي و تشتيت الأسر بدل محاربتها. لا أحد يتجرأ من العلمانيين أن يتكلم عن الفساد و الرشوة لأنه سيعرف مصيره هو السجن أو النفي. ليست الحضارة و التقدم في حرية المرأة و الجنس و إنما في محاربة الفساد و الرشوة ..... مع تشجيع العلم و البحث العلمي إضافة إلى الحفاظ على التقاليد البلد و خير نموذج اليابان و الصين.... المغرب ليس هو الغرب و المس بمعتقاداته هي جريمة و خيانة للوطن. لهذا أقول للعلمانيين المرضى النفسانيون بالجنس و المرأة إما ن يحترمو المغرب عاداته و تقاليده و إما أن يغادروه و يرجعوا إلى ماماهم فرنسا.

2014/03/17 - 07:35
10

maghryby

lghzioui dey

oulad ::ils ont profite de liberte pour dire les betises ces gens d ahdate ou akhbate merient allaana les marocains doivent abandonner cette jaryda lhraymya aada ALLAH ZWA?EL

2014/03/17 - 08:24
11

غادي نتكلم من وحي تجربتي الشخصية في إطار عملي كنت تنلتقي بنساء كثار فيهم المزيان وفيهم لا سواء لي متحجب ولا لي مقزب وهنا غادي نعطي غير مثال بسيط واحد الشابة محجبة وما تختار من لبنات غير هي ودارهم ناس مزيانين إكتشفت أنها دايرا الصاحب وتتمشي عندو بشكل يومي لدارو باش يتمتعو بجوج وهادا غير مثال وبحالها كتارو فالقرية بمدينة سلا واحد السيدة منقبة كانت تتجي عندها صاحبتها الراجل باش يخليهم على راحتهم تيخرج واحد النهار نسى شي حاجة رجع يجيبها طالع فالدروج وقبل ما يستأدن سمع صوت راجل دخل بشوية لقا صاحبة مرتو فالحقيقة صاحبها!!! سد عليهم واتصل بالبوليس ومؤخرا قريت موضوع فهاد الموقع على منقبة أرملة ضبطوها فشقة مع متزوج وبلحيتو هادو غير أمثلة بسيطة من عالم النفاق ورياء الناس لي حنا عايشين فيه و أنا هنا ما تندافع على حد ولكن بغيت نقول كاينين هاد النمادج فمجتمعنا ومن الغلط أننا نسدو ودنينا وعينينا ونديرو بحال يلا ما كاين والو نتكلمو بالعقل وبكل موضوعية لحقاش تحت داك النقاب ما تتعرفش آشنو مخبي واش راجل ولا مرأة إنسانة عادية ومسلمة وسليمة النية ولا شي ولد لحرام ولا بنت لحرام لي مستغلين داك اللباس لغاية في نفس يعقوب هادشي فاش خصنا نفكرو وحنا عارفين بلي حوتة وحدة تتخنز الشواري. نبردو النفس فينا ونفكرو ونوضعو جميع الإحتمالات قبل ما نحكمو لحقاش ولاد لحرام ماخلاو لولاد لحلال فين يعيشو وبغينا ولا كرهنا كاينين هاد النمادج فمجتمعنا.

2014/03/17 - 09:37
12

يوسف البهجاوي

هل من الممكن متابعة الجريدة قضائتا بتهمة التحريض على الفساء الاخلاقي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا رسول بعده وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين ولا عدوان الا على الظالمين وبعد اخواني اخواتي متابعي الجريدة الاليكترونية :(اخبارنا المغربية ) السلام عليكم ورحمة الله اود ان استفسر من خلال مداخلتي هذه واسال ناس القانون من محامون وقضاة ورجا لالتعليم وكل من له المام بالقانون هل من الممكن متابعة الجريدالاحداث المغربية قضائتا بتهمة التحريض على الفساء الاخلاقي ؟ ارجو ان اجد جوابا لسؤالي او ان اجد من يتبنى هذه القضية نصرةُ لدين الله تعالى وفي الختام ارجوا من كل الغيورين على الدين الاسلامي والقيام التي يدعو اليها مقاطعة هذه الجريد بالكامل حتى ترجع عن عدوانهاوعدائها الصريح والمباشر لدين الله وسنة نبيه صل الله عليه وسلم ارجو التفاعل مع الموضوع من خلال :(اخبـــــــــــارنا المغربية

2014/03/18 - 02:09
13

chatir Chahid

جزاك الله خيرا

2017/07/19 - 06:53
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات