حيثيات سحب رخصة محل الخمور بجرف الملحة

حيثيات سحب رخصة محل الخمور بجرف الملحة

كللت احتجاجات ساكنة مدينة جرف الملحة بالنجاح، حين صدر يومه الأربعاء الواحد والعشرين من شهر دجنبر قرار إغلاق محل بيع الخمور وسحب رخصته بشكل نهائي لا رجعة فيه، استجابة لإلحاح ساكنة المدينة، الذين توجوا احتجاجهم بقرار الاغلاق النهائي بعد أن استمروا في أشكال نضالية مختلفة وتصعيدية، منذ النصف الثاني من الشهر الماضي نونبر، ليصلوا الى قرار الاعتصام ونصب مخيم أمام المحل المعني، وعقد العزم على عدم فك الاعتصام الا بعد وقف كل نشاط لبيع الخمور بالمحل، ونزع رخصته، وقد تم ذلك فانفض الاعتصام في نفس اليوم الذي أُخْبِر المعتصمون بالقرار، وبعد أن قدم صاحب المحل اعتذاره للساكنة المحتجة بالمعتصم.
يستوعب المتتبعون جيدا أن القضية أخذت أكثر من حجمها الطبيعي، مادام الأمر يتعلق برخصة لمحل بيع الخمور قدمت مثيلاتها بالآلاف في مدن مغربية كثيرة ومنها ما يقل عدد ساكنته عن مدينة جرف الملحة، بل محافظة أكثر.
الأكيد أنها مشكلة استغلت انتخابويا بشكل بشع، فتم توظيف الاشاعات المغرضة والأخبار الملفقة، لترجيح كفة الحرفي وجلد الصادق  ( الميريكاني  ) بدعوى أنه من رخص لمحل بيع الخمور موضوع النزاع والاحتجاج المبالغ في حدته.
هناك أفواه مأجورة مستعدة للنفخ في جمار الأتافي الهامدة، ووقد النار من الرماد الرطب، وهناك دائما من يصطاد في الماء العكر ولن يفوت هذه الفرصة لكسب جولة انتخابية ستكون حاسمة في المحطة الانتخابية التي تحجبها عنا مسافة شهرين من الزمن.
هوجم رئيس المجلس البلدي كما لو أنه يدعو للزندقة والكفر والفجور، أو كأنه عميل لاحدى الكاتدرائيات الموجودة بالولايات المتحدة الأمريكية التي كان يقطن فيها مسخر من أجل تنصير المسلمين. السكارى موجودون بجرف الملحة حتى قبل أن يولد الرئيس، ومروجوا الخمور  ( كرابة  ) موجودون بوجودهم، ولن يتوقف ترويج الخمور بشكل سري رغم قرار الاغلاق هذا الذي فيه حيف كبير، ولن يتغير معه شيء في جرف الملحة سوى ضياع أموال طائلة تدفع للضرائب وستساهم بالتأكيد في تنمية المنطقة، فالنقوذ ليست لها رائحة والبطن الجائعة لا تميز بين مذاق اللقمة الحلال من غيرها، وأكبر مسجد في المغرب لا أحد يضمن كون مال كل المساهمين فيه مصدره حلال.
كما أن من بين شروط منح ترخيص محل بيع الخمور، هو وجود مواطنين أجانب مقيمين بالمدينة بشكل دائم أو لمدة طويلة الأمد، إذن ما دام الخمر يباع للأجانب فقط، فلا داعي لأن يحتج المسلمون مادام الأمر لا يعنيهم. بل المتجر مفتوح لمن يعتبرونهم كفارا من المدمنين على الخمر سواء كانوا مغاربة أو أجانب.
الملاهي والمواخير مفتوحة والمساجد مفتوحة أيضا، وهذا هو احترام الحريات في دولة الحق والقانون، والاسلام كان نموذجا يحتدى به في احترام طقوس وشعائر اليهود والمسيحيين، فأحرى بنا أن نعامل بليونة المسلمين العصاة منا.
لكن ما يثلج الصدر في هذا كله، هو أن ساكنة جرف الملحة إتّحدت على رأي ووقفة بكل أطيافها وقفة رجل واحد، وناضلت بشكل حضاري ومستميت عن رأيها حتى لو اعتبره البعض مجانبا للصواب وفيه كثير من الغلو والمبالغة.
فهل سيستمر الساكنة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا في كل القضايا التي تهمهم وتؤثر على مستوى عيشهم بشكل مباشر، وأبرزها الخروقات بالجملة في تسيير الشأن المحلي والفساد المستشري في كل الهياكل والأجهزة، وهل يستمر الرأي العام المحلي في جرف الملحة ينشذ نفس السمفونية بشكل متناغم، أم أن النشاز سيكون سائدا كلما تعلق الأمر بفكرة الاحتجاج على المفسدين الحقيقيين ولصوص المال العام، حتى لا تكون هذه المعركة المربوحة مجرد سحابة صيف عابرة.


  بوستى عبد السلام


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

ابو ايمن

عند بداية قرائة مقالك قررت ان ارد عليك لكن وبكل صراحة عندما انتهيت من قرائة المقال تبين لي انه لا يستحق الرد لانه فيه مجموعة من التناقد والقارئ لايستطسع ان يحدد توجهك مثلا مرة تريد الدفاع عن الرئيس ومرة اخرى تريد الدفاع عن الخمر وصاحب الخمر مرة اخرى تشيد بشباب جرف الملحة هده هي التناقضات التي نقت من قيمة الموضوع ولكي تكون الامور واضحة لك في الايام القادمة المشكل في جرف الملحة مشكل سياسي محض وانت لمحت له في مقالك بين الحرفي والصادق . وتاكد يا اخي ان الايام القادمة ستكون فيها الفراجة بين هدين الفريقين الغريمين ولا احد يستطيع ان يتكهن بالنتيجة لانه من نوع الكلاسيكو

2011/12/24 - 03:46
2

ابو ايمن

ردا على صاحب المقال رقم 1 اقول له : يا اخي اسلوبكم رفضه الشعب المغربي ونتائج الانتخابات كانت واضحة .لان الشعب المغربي مسلم . وانتم تريدون ان تعلمنوه بالزز ولكن نبشركم بالربيع العربي الاسلامي .اما تلك الشعارات الفارغة تشيكيفارا وترتسكي وماركس وهؤلاء الغربيين مشروعهم اتبت فشله في الاتحاد السوفياتي وامانيا الشرقية وانتم اليسار اعداء الاسلام مازلتم متشبتون به وترفضون كلام خالق ماركس وترتسكي سبحانه وتعالى .

2011/12/24 - 04:14
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة