مافيات الكوكايين البرازيلية تستقطب فتيات مغربيات
كمية مهمة من الكوكايين البرازيلي «العالي الجودة» تصطاده مرة أخرى عيون أمن وجمارك مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء.
الساعة كانت تزحف نحو الساعة الواحدة والنصف من بعد زوال الأربعاء الماضي عندما حطت طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية في المدرج الثاني بمطار محمد الخامس الدولي قادمة من مدينة ريو دي جانيرو. إحدى المسافرات على نفس الرحلة كانت «بهية». الشابة المنحدرة من حي يعقوب المنصورر بالرباط التي ما إن وطأت قدماها أرضية المطار حتى ظهر عليها ارتباك وقلق كانا باديا على ملامحها لم تتمكن كل المحاولات من قبلها لإخفائه.. قلق الشابة التي لم تتجاوز 22 ربيعا سرعان ما التقطه أكثر من عنصر أمن كانوا ضمن القائمين على مراقبة كل المسافرين على نفس الرحلة القادمة من البرازيل بعد تشديد التوجيهات من المديرية العامة للأمن الوطني بفتح العيون عشرة على عشرة على كل المسافرين القادمين من البرازيل اثر تعدد محاولات تهريب كوكايين من هذا البلد الأمريكي اللاتيني في اتجاه المملكة في الأسابيع القليلة القادمة.
لحظة حلول دور التفتيش في أمتعة الشابة «بهية» أخضعت الأخيرة لتفتيش دقيق نتج عنه اكتشاف عناصر «الديوانة» وأمن المطار كمية كبيرة من مادة بيضاء مخبأة بعناية في أمتعتها. بالسرعة الازمة اتخذ القرار بالتحفظ على الشابة وإرسال عينة من المادة المحجوزة إلى المختبر العلمي للأمن الوطني للتأكد من ماهية المادة البيضاء. نتائج الخبرة العلمية لم تستغرق وقتا طويلا وكانت إيجابية أكدت شكوك الأمن والجمارك أن المادة البيضاء ماهي إلا كوكايين من جودة عالية تبلغ كيلوغرامان.
ببضعة أسئلة و«العين الحمرا» لعناصر من مكافحة تهريب المخدرات التابعة للفرقة الجنائية بولاية أمن البيضاء التي أنيط بها التحقيق في القضية انهارت الشابة وبدأت في سرد حكايتها والتي كشفت أنها تنتمي إلى شبكة تهرب الكوكايين من البرازيل في اتجاه المغرب وتتخذ من الرباط مقرا لها. عناصر من الأمن رافقت الشابة إلى الرباط وبنصب كمين تم توقيف زعيم الشبكة وهو سينغالي الجنسية يقيم في المغرب بطريقة غير شرعية ويتحرك بجواز سفر مزور صادر عن اللجنة العليا لشؤون الاجئين التابعة للأمم المتحدة كما تم اعتقال نيجيريان آخران وشاباتان مغربياتان تنحدران من نفس الحي الرباطي كاناتا تتأهبان للسفر بدورهما إلى البرازيل لجلب كوكايين مقابل مليوني سنتيم عن كل حمولة.
توقيف المغربيات الثلاث وقبله أخرى منذ أسبوعين كشف أن مافيات تهريب الكوكايين الأمريكي اللاتيني والبرازيلي خاصة أصبحت تعتمد في عملياتها على مغربيات يتم استقطابهن من أحياء فقيرة مهمشة أويعانين الهشاشة كالمطلقات أصبحن يحللن محل أفارقة من جنسيات مالية وغينية تخصصن في هذا النوع من التهريب.
مصدر أمني أكد أن التخوف الذي أبداه أكثر من جهاز أمني في المملكة وأجهزة أخرى في أوروبا وجهاز الأنتربول في الأسابيع القليلة القادمة من أن يصبح المغرب وبالضبط بوابته الجوية مطار محمد الخامس منفذا رئيسيا لإدخال الكوكايين البرازيلي إلى المغرب ومنه إلى باقي البلدان بدا أنه لم يكن مجرد تخوف بل أصبح حقيقة بعد المحاولة الأخيرة لإدخال كيلوغرامين من الكوكايين إلى المغرب انضافت إلى ماتم حجزه في الأسابيع القليلة الماضية
للاشارة أن المصالح الأمنية المغربية حجزت منذ أسبوعين في مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء حوالي 11 كيلو غرام من الكوكايين كلها كانت قادمة من البرازيل.
في بداية الأسبوع الثاني من شهر دجنبر الماضي تم توقيف شابة مغربية قادمة من «ريودي جانيرو» في البرازيل وفي حوزتها مجموعة من البوستيرات للاعبين برازيليين كانت ضمن أمتعتها والتي أثناء التفتيش أثارت انتباه الأمن لوزنها غير العادي مما أدى إلى اخضاعها إلى تفتيش يدوي حيث وجدت محشوة بكوكايين يزن حوالي كيلو ونصف. بعدها ببضعة أيام تمكنت نفس المصالح الأمنية من توقيف ثلاثة مواطنين نيجريين وبعد شكوك بتواجدأجسام غريبة في بطونهم أخضعوا إلى فحص بجهاز السكانير، الأمر الذي قضى باحالتهم على مصحة المطار حيث تمكن الجهاز الطبي من اخراج كمية كبيرة من الكوكايين على شكل كبسولات تزن حوالي2 كيلو ونصف فيما تم اكتشاف نصف آخر في جهاز حاسوب محمول كان ضمن أمتعة النيجريين الثلاثة .
24 ساعة من توقيف النيجيريين الثلاثة تمكنت نفس مصالح أمن وجمارك مطار محمد الخامس من توقيف أربعة نيجريين آخرين بعد وصولهم إلى المطار عبر رحلة جوية من من ريو دجانيرو البرازليلية. نفس السيناريو الأول الذي حدث مع النيجريين الثلاثة تكرر مع النيجريين الأربعة الذي تمت احالتهم على مصحة المطار بعد شكوك في تواجد مخدرات في بطونهم حيث تم بعد تدخل طبي من اخراج مجموعة كبسولات محشوة بكوكايين عالي الجودة بلغ وزنها حوالى5 كيلو غرام .
بايوسف عبد الغني - الأحداث المغربية