الحوالات جاهزة وأصحابها يعانون
جواد فهمي
في الوقت الذي يعاني فيه جل خريجي مراكز التكوين من صعوبة في تدبير ما تبقى في حوزتهم من دريهمات اقترضوها من هنا وهناك، في انتظار توصلهم بحوالاتهم التي تم اتخاذ إجراء من شأنه أن ييسر هذه العملية حيث تم تزويد الجهات المعنية برقم لحساب بنكي للمعنيين بالأمر ترسل إليه أجورهم ... أيها السادة : لقد كانت المفاجأة كبيرة ونحن نطرق باب مكتب صرف الحوالات بإحدى النيابات فتم إخبارنا أنها جاهزة لتصرف إلى أصحابها !! ما كان مني إلا أن نظرت لصاحبي ولسان حالنا يقول " لا زالت دار لقمان على حالها " ، وحينها تبادرت لذهني أسئلة عديدة : هل تحن في عصر غابت فيه قنوات الاتصال والتواصل ؟ ألم يحن الوقت بعد للقطيعة مع العشوائية في التسيير والتدبير ؟ هل إعلام السادة الأساتذة بتسوية وضعيتهم المادية كان سيكلف الدولة ما لا يطاق ؟ إلى متى سيتم الإعلان عن تدابير والتخلي عن أجرأتها ؟ ...
إنه لا صلاح ولا نماء دون أن يستشعر الجميع مسؤوليته فتؤدى الأمانات إلى أهلها بحق، ومن حقها أن تؤدى في أوقاتها، حينها سنكون حقا قد وضعنا الخطى في منحاها الصحيح ، وإلا ظهر الفساد في الأرض. وهل هناك فساد أكبر من أن يقدم ما حقه التأخير ويؤخر ما حقه التقديم ...
إنه كان من الأليق أن يعتنى بالمربي أولا فيكفى جهد التفكير في اللقمة وحينها تتجه جهوده وتتحد في تحويل المادة العلمية إلى لقمة تربوية تعليمية يسهل على المتربي ابتلاعها وهضمها أما خلاف ذلك فمن شأنه صناعة أفكار تحتاج للدقة أنذاك يعسر استيعابها فتكون النتيجة غياب الجودة حينها نكون قد أصبنا الغاية بجرح في لبها ... أيها السادة : إنها أمور بسيطة لكن غيابها يجعل الحياة تعيسة .