آباء يرفعون شعار«خطب لبنتك ماتخطب لولدك»

آباء يرفعون شعار«خطب لبنتك ماتخطب لولدك»


إبراهيم ومحمد نموذج لمجموعة من الآباء المغاربة الذين لم يعودوا يتحرجون من اختيار عريس لبناتهم من أجل إنقاذهن من العنوسة وتحقيق أمنياتهن في الاستقرار في بيت الزوجية. آباء يجدون في أشخاص يحيطون بهم الزوج الذي يتمنونه لبناتهم ولا يترددون في عرض الزواج من ابنتهم عليه غير عابئين بما يقال عنهم في المجتمع.


ابراهيم رجل الستيني حصل على تقاعده فآثر العودة إلى مسقط رأسه حيث يمتلك أراض فلاحية شاسعة، من أجل الاهتمام بها وزراعتها، تاركا بيته بالمدينة لبناته العازبات اللواتي تشتغل كل واحدة منهن في ميدان اختارته بعد أن تعذر عليهن الزواج، وإيجاد شريك العمر الذي تتمناه كل واحدة منهن.


لا يتحرج من الخطبة لبناته

لابراهيم ست بنات لم تتزوج منهن إلا واحدة، لكن تقدمهن في السن وخوف والدهن عليهن من العنوسة دفعه للتفكير في تزويجهن واحدة تلو الأخرى، دون التفكير في مستوى العريس أو مكانته الاجتماعية، فكل ما كان يشغل باله هو أن تتزوج بناته.


ابراهيم الذي أصبح يقطن بالبادية كان يتألم وهو يرى زوجته تتحسر على حظ بناتها العاثر، حيث تقدمن في السن دون أن تتمكن من الحصول على شريك الحياة، إذ كانت أمنية زوجته الوحيدة هي الاطمئنان على بناتها وتزويجهن ورؤية أطفالهن قبل أن توافيها المنية.


بالرغم من حصول بنات إبراهيم على شهادات جامعية، واشتغالهن في وظائف محترمة تضمن لكل واحدة منهن وسائل العيش الكريم، دون الحاجة إلى الغير، إلا أن الاستقرار الأسري والزواج بالنسبة لوالدهن كان الأمر الأهم من كل الإنجازات التي حققنها.


تبادل المصالح التي كانت تجمع بين ابراهيم وأحد أصدقائه، والتي توطدت وتوسعت لتشمل العائلتين، جعلت ابراهيم يفكر في تزويج إحدى بناته لابن صديقه الذي وجد أنه يتوفر على كل مواصفات الزوج المثالي لابنته، ليقرر مفاتحة صديقه في أمر الموضوع.


لم يكن ابراهيم يجد حرجا في التحدث إلى صديقه في موضوع الزواج، بالرغم من علمه أن هذا الأمر يمكن أن ينقص من قيمته خاصة في الوسط القروي الذي يعيش فيه، لكنه كان يرى أبعد من ذلك، ولا يفكر إلا في تزويج إحدى بناته.

لم يجد صديق إبراهيم من بد سوى مباركة الموضوع شريطة موافقة ابنه «اللي محطوطة عليه العين» واقتناعه بإحدى بناته، فابراهيم لم يختر بشكل عشوائي الرجل الذي سيكون صهره في يوم من الأيام، لكنه رأى فيه الشخص الذي يمكن أن يعتمد عليه في صون كرامة ابنته والإحسان إليها بالإضافة إلى كونه يشغل وظيفة محترمة في إحدى شركات القطاع الخاص.


لذلك قرر ابراهيم استضافة أسرة صديقه في بيته الموجود بالمدينة حيث يشتغل الإبن مع الحرص على حضور بناته

حتى يتمكن العريس من رؤيتهن قبل أن يفاتحه والده في موضوع الزواج.


تم الأمر كما أراد إبراهيم وتمكن الإبن الذي لم يكن يعلم شيئا مما خطط له صديق والده، من رؤية البنات، لكنه سرعان ما فطن للأمر خاصة بعد تركيز ابراهيم على الحديث على أخلاق بناته ومستوياتهن التعليمية، وإصراره الحديث على الراتب الشهري المرتفع الذي تحصل عليه إحداهن.


نجحت خطة إبراهيم في إقناع ابن صديقه بالزواج من إحدى بناته، خاصة بعد أن ضغط عليه والده من أجل تحقيق ذلك، طمعا في تحقيق المزيد من المكتسبات والمصالح من وراء هذا الزواج، وطمعا في أن تساعده هذه الزوجة في بناء مستقبله.


عرض على عامله الزواج من ابنته

ابراهيم ليس الأب الوحيد الذي اختار أن يخطب لابنته رجلا رأى فيه مواصفات الزوج الذي يتمنى أن يكون صهره، وإنما هناك العديد من الآباء الذين صاروا يرفعون هذا الشعار ولا يتحرجون من مفاتحة شبان في أمر تزويجهم من بناتهم، ومساعدتهم على ذلك كما هو الشأن بالنسبة لمحمد.

محمد رجل مقتدر يعيش حياة هادئة مع أسرته وأبنائه الذين استطاع من خلالهم تحقيق أحلامه، حيث أكمل كل واحد منهم تعليمه وتمكن من تحقيق ذاته والاستقرار بعيدا عن والده، إلا ابنته الصغرى التي لم تكمل تعليمها لأنها وحيدة أمها ومدللتها.


كان محمد يتمنى أن يرى ابنته في بيت زوجها سعيدة بحياتها، إلا أن عدم تمتعها بنسبة من الجمال جعلها بعيدة عن أن تكون محط أنظار الشبان، ولم يكن أحد يتقدم لخطبتها، إلى أن تقدمت في العمر وبدأت تطرق أبواب العنوسة، مما جعل الأب يفكر في تزويج ابنته لأول طارق لبابه.


كان محمد يعتمد في عمله على شاب وثق به وجعله مشرفا على جميع أعماله، لأنه وجد فيه الشخص الذي يستحق الثقة، وكان يتمنى أن يزوجه من ابنته، لذلك قرر تقريبه أكثر منه، ومن أهل بيته حيث أصبح يستقبله في منزله بين الحين والآخر.

أدب الشاب وحسن خلقه واعتزازه بنفسه وشخصيته القوية، كلها أمور دفعت محمد إلى التفكير فيه كزوج لابنته بالرغم من كونه معدما ويشتغل ليساعد عائلته الفقيرة.


لم يكن الشاب يفكر في الزواج من ابنة مشغله التي لم تكن جميلة، وتتمتع بجسد بدين، لكن والدها بدأ يلمح له بالأمر بين الفينة والأخرى، محاولا التأثير عليه باستغلال وضعه المادي الفقير من أجل تحفيزه على الارتباط بابنته.

استغل محمد ذات يوم جلوسه رفقة الشاب لوحدهما ليقترح عليه الزواج من ابنته قائلا «انت راجل معقول وانا بغيت نزوجك لبنتي واللي غادي يديه واحد آخر اللهم فيك انت»، لم يفاجأ الشاب بالموضوع إلا أنه طلب مهلة للتفكير والتشاور مع أهله قبل الموافقة أو الرفض.

فكر الشاب في المنافع التي يمكن أن يستفيد منها من وراء هذا الزواج، ليقرر القبول خاصة أن صهره وعده بإهدائه منزلا خاصا، والزيادة في أجره، بالإضافة إلى تحمله لكل مصاريف العرس وهو الأمر الذي سيجعله يعيش حياة مستقرة ليتمكن من مساعدة عائلته الفقيرة التي تعيش بالبادية.


تمكن محمد أخيرا من إزاحة حمل ابنته الذي طالما أثقل كاهله، حيث كان يفكر في مصيرها بعد وفاته، خاصة بعد اهتمام كل واحد من إخوتها بحياته الشخصية.


مجيدة أبوالخيرات


عدد التعليقات (14 تعليق)

1

عبدالله

ما فيها باس لواحد اخطب لبنتو

2012/05/09 - 09:02
2

samy

nti mazwaja wala baki sabibat ma9al

2012/05/09 - 09:12
3

3azib

ana bghit natzawaj : [email protected]

2012/05/09 - 10:36
4

AZUL

SALAM KAN9ALAB 3LA CHI BNT NAS TK  DRIEFA TKHAFA LLAH MATKHAL9A OBAGHA TKAWAN OSRA TK  MN AGADIR HADA EMIAL Diali [email protected] LAH IWAFFA9 LJAMI3

2012/05/09 - 11:12
5

TANA

MAIS TKOUN ZWINA : [email protected]

2012/05/09 - 11:18
6

the man

انا شاب عمري 23 سنة من تطوان افكر في الزواج هذا هو ايميلي [email protected] لمن ترغب في الزواج شرط ان تكون متدينة و شكرا

2012/05/09 - 02:47
7

المغربية

اطلب من الدولة ان تعمل لنا التاسهيلات لكي نتزوج من الاجانب لان شبان المغرب يبحثون عن دات المال ولهدا لااحد يريدني ووصلت الى سن العنوسة وهناك شخص اجنبي يريد الزواج بي ولكن القوانين صعبة في مسالة الزواج بالاجنبي لقد سالت عن هدا الامر وقالوا لي لايمكن ان تخرج لكي الموافقة الا بعد 15 يوم على الاقل .لهدا نريد التسهيلات

2012/05/09 - 04:08
8

الزعلي أحمد

هذا ليس جديد ياعمي الأب فسيدنا شعيب عرض بناته على عابر سبيل فكان له منه الفضل الكبير ، فلا تيأس ياعم فالله سبحانه كفيل برزقهن عريسا كريما طيبا ، وهذه هي الفئة التي يبحث عنهخا للزواج ، زوجة متعلمة وأسرة طيبة ،لكن أعتقد أن اهتمامهن بعملهن أكثر من اللازم هو سبب تأخر زواجهن .

2012/05/09 - 04:24
9

zirkov

سبحان مبدل الاحوال.كان في السابق الاب يتقل كاهل كل من تقدم لخدمة ابتنه بشتى المطالب المادية.فكان يتزوج الطالح لانه غني المال فقير النفس.ويترك ويهمش الصالح من ترضونه دينه وخلقه.امااليوم فقداصبح الحصول على الزوج اصعب من الحصول على الفيزا.واكرر دائما ان المراة مشكلة صنعتهانظرة الرجل اليها سواء كان هدا الرجل اباها او اخاها او زوجها.

2012/05/09 - 04:24
10

امازيغي سوسي

عن أنسرضي الله عنه –قال:  ( (لأحدِّثنكم حديثاً سمعتُهُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحدٌ غيري، سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ من أشراطِ الساعةِ أن يُرفَعَ العلم، ويَكثرَ الجهل، ويكثُرَ الزِّنا، ويَكثُرَ شُربُ الخمر، ويَقلَّ الرجال، ويكثرَ النساء، حتى يكونَ لخمسينَ امرأةً القيِّمُ الواحد ) ) قال النووي : إن سبب ذلك كثرة الفتن ، فيكثر القتل في الرجال لأنهم أهل الحرب دون النساء. وقيل : إن سبب ذلك كثرة الفتوح فتكثر السبايا ، فيتخذ الرجل عدة موطوءات. وقال ابن حجر : أنها علامة محضة لالسبب آخر ، بل يقدر الله في آخر الزمان أن يقل من يولد من الذكور ، ويكثر من يولد من الإناث ، وكون كثرة النساء من العلامات مناسبة لظهور الجهل ورفع العلم. وليس المراد هنا حقيقة العدد  (خمسين ) فقد جاء في حديث أبي موسى عن الرسول صلى الله عليه وسلم :  ( (ويرى الرجل يتبعه أربعون امرأة يلُذن به ) ) فيكون ذلك مجازاً عن الكثرة. .&nbsp+

2012/05/09 - 04:49
11

لحو

موضوع حساس و قد يثير غيرة النساء

2012/05/09 - 05:12
12

kass

انا شاب افكر في الزواج هذا هو ايميلي [email protected] لمن ترغب في الزواج شرط ان تكون متدينة و شكرا

2012/05/09 - 05:27
13

محمد

الزواج ليس هو الامتيازات ياصاحبة المقال قال عليه الصلاة والسلام (اذا اتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )وقد اخبرنا القرءان ان موسى عليه السلام خطبه صهره وكما اخبرتنا السنة النبوية ان عمر ابن الخطاب خطب لابنته ابابكر وعثمان وعلي فابوا لعلمهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها للزواج وبهذه الطريقة يكون الاختيار لذوي المراة ويكون صائبا اذا لم يلهثوا وراء المال والجاه وانا شخصيا خطبت صديقي لاختي وكانا فقيرين فاغناهما الله ورزقا ب3اطفال ذكور ويعيشان في سعادة فما العيب في ذلك واذا كانت الفتاة صالحة ورفضها لابد ينتقم الله منه بطالحة ومن رفضت صالحاوتبعت المال والجاه يعذبها الله بطالح

2012/05/09 - 05:41
14

لمهيولي

سنة حسنة أن يبحث الآباء عن أزواج لبناتهن وأن يقدموا للزوجين المساعدات المادية والمعنوية، لكن المشكل هنا هو أن لاأحد يريدأن يأخذ المبادرة ويكون هو البادئ فالناس تعودوا التقليد، وهنا يبرز دور الجمعيات لاسيما منها النسوية لتشجع هذه البادرة، والتي إن تحققت لابد أن تحد من الدعارة وجرائم الاغتصاب والهجرة السرية والبطالة كما ستعالج المشكل الخطير الذي يهدد مجمعنا ألى وهو العنوسة التي صارت تؤرق الآباء والأمهات قبل النات.

2012/05/10 - 03:40
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة