الفقراء بمراكش يخطفون الأضواء من المشاهير

الفقراء بمراكش يخطفون الأضواء من المشاهير

وكالة أنباء آسيا

كادت الإحتجاجات والمواجهات التي شهدتها مدينة مراكش المغربية في اليومين الأخيرين أن تجهض الإستعدادات لإحتفال عدد كبير من مشاهير العالم برأس السنة الميلادية في المدينة السياحية لولا تراجع السلطات الأمنية عن الإستمرار في تعنيف المحتجين.

وخطفت الإحتجاجات والمواجهات العنيفة التي جرت الجمعة والسبت، بين سكان مدينة مراكش المغربية وقوات الأمن على خلفية غلاء أسعار الماء والكهرباء والأضواء من عدد كبير من مشاهير العالم الذين حلوا في الأيام الأخيرة، بالمدينة السياحية لقضاء عطلة نهاية السنة.

وسجلت المدينة الأكثر جاذبية للسياح الأجانب في شمال أفريقيا، حضوراً كبيراً في الإعلام المغربي والدولي قبيل انطلاق احتفالات رأس السنة بسبب انتفاضة سكان الأحياء الفقيرة ضد ارتفاع أسعار الماء والكهرباء، وتطور ذلك إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن عشرات الإصابات واعتقال عدد من المحتجين.

ويبدو أن السلطات كانت قد استعدت أمنياً لمواجهة أي طارئ خاصة فيما يتعلق بالإرهاب أو بتطور الإحتجاجات على غلاء الماء والكهرباء في أحياء مراكش الفقيرة إلى مواجهات عنيفة.

وهذا ما دفع السلطات إلى استباق الإحتفالات بتدخلها الأمني في محاولة لإسكات الإحتجاجات وتفادياً لتعكير صفو إحتفالات رأس السنة في المدينة السياحية، غير أن مقاومة المحتجين وتطور المواجهات وبدء انتقالها إلى احياء أخرى بالمدينة، دفع السلطات إلى مهادنة الأهالي إذ أطلقت الشرطة أمس السبت، سراح عشرات من المعتقلين على خلفية أحداث الجمعة.

وذكرت بعض المصادر أن عدداً من مشاهير السياسية والرياضة والفن العالميين، مثل أمير قطر واللاعب زين الدين زيدان، قد حلوا بالمدينة الحمراء لقضاء رأس السنة في مراكش فيما أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في آخر لحظة تغيير وجهته من مراكش إلى جنوب فرنسا بينما سيحتفل شقيقه في المدينة الحمراء.

كما حل بالمدينة مدير الصندوق الدولي السابق دومينيك ستراوس، وعدد من النجوم الرياضيين والممثلين مثل أندريس أنيستا وكزافيي فرنانديس نجمي فريق برشلونة، ونجم المنتخب الفرنسي السابق زين الدين زيدان ونجم ريال مدريد كريم بن زيمة وزميله السابق في نفس الفريق لسانا ديارا، والممثل الكوميدي المغربي الفرنسي جمال الدبوز وعائلة الفنان الراحل سلفادور دالي، فضلاً عن ممثلي السلك الدبلوماسي بالمغرب.

وتعاني مدينة المهرجانات والنجوم العالميين من نظام تسيير لإستهلاك الماء والكهرباء يتساوى فيه السعر بين الأحياء الفقيرة والغنية، ما جعل الأهالي خاصة في الأحياء الفقيرة غير قادرين على تحمل الإرتفاع المهول في فاتورات الماء والكهرباء.

وبدأ سكان الأحياء الفقيرة، الذين يشكون من الغبن جراء البذخ الذي تقدمه السلطات للنجوم والشخصيات العالمية، احتجاجاتهم منذ بضعة شهور ممتنعين عن أداء فاتورات الماء والكهرباء ومطالبين بتخفيض أسعارها إلى مستوى قدراتهم الشرائية.

ويستمر الإحتقان والتوتر في المدينة السياحية منذ مواجهات الجمعة، غير أن مصادر من المدينة قالت:" إن الإجراءات الأمنية خفت مرجحة أن يكون ذلك محاولة من قبل السلطات لتجنب الإحتكاك بالمواطنين الغاضبين بينما يؤكد سكان الأحياء الهامشية على أنهم سيستمرون في الإحتجاج حتى تراجع الدولة موقفها وتخفض قيمة الفواتير".


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

لمهيولي

في مراكش أفقر الفقراء

المراكشيون معروفون بالانضباط والبعد عن الشغب والفوضى كما أنهم معروفون بأن طبقة عريضة منهم يعيشون الفقر المدقع ويعانون الحرمان في صمت، وما احتجاجاتهم هذه إلا دليل على أن صبرهم قد نفد وأن الذي يكدح للحصول بالكاد على عشاء يومه يقف عاجزا على أداء فاتورة الماء والكهرباء هذه الفاتورة التي صارت عبارة عن ذعيرة تسجل شهرا بعد شهر. ارحموا فقراء الشعب، خاصة هذا الحي من المدينة الحمراء، ولو بتخفيض نسبة خمسين في المائة من الفاتورة ، إنهم يستحقون أكثر من ذلك.

2012/12/31 - 04:39
2

mohamed

chorafaa

المراكشيون شرفاء لايحتاجون الى مثل هده الاحدات لاتبات حاجة المغاربة الى التعبير عن ضرورة الاتفات الى دولة العدالة الاجتماعية التي يجب ان تتمظهر افعالا ملموسة عوض الشعارات........

2012/12/31 - 07:47
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة