مهرجان الهرماكة مستمر بالعاصمة

 

بطالي معطل

اليوم الأربعاء 25 ماي عرف مسلسل العنف أو بالأحرى مهرجان الهرماكة الموازي بمهرجان "موازيين" مشاهد أخرى قديمة جديدة، قديمة من حيث أن لغة العصا والهرماكة كانت سيدة الموقف بامتياز، وجديدة حيث عرفت فصولا جديدة من التعنيف والتنكيل في حق كل من سولت له نفسه التظاهر بشوارع العاصمة، كان افتتاح مهرجان الهرماكة من نصيب أجساد الأطباء الداخليين والمقيمين ، نعم الأطباء وما أدراك ما الأطباء، فقد رُشِمَتْ أجسادهم بهرماكة المخزن رشما، وسمعوا من السباب والقذف ما يندى الجبين لسماعه، ويستحي كل ذي مروءة من ذكره بينه وبين نفسه فبالأحرى أن يذكره أمام الملأ، وحسرتاه عليك من وطن يهان فيك مواطنوك، وعلى العموم بعد هذه الحصة المضاعفة من الهرماكة الكرة الآن في ملعب الأطباء ، الذين هددوا من قبل بتقديم "استقالة جماعية" للوزارة الوصية في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.

وبعد الأطباء الذين نالهم من الهرماكة (اللي قسم الله)، كان الدور في مسلسل الهرماكة ومهرجانها على المجازين، خاصة بعد الظهر بقليل، فبعد أن أوهمتهم الهرماكة أنها قد عفت عنهم اليوم ولن تنكل بأجسادهم المنهوكة طوال شهور، إذ تحركت مسيرة المجازين منطلقة من ساحة البريد حيث كسبوا جرعات من الثقة، ولكن ما إن بلغوا البرلمان مرددين شعار (بيعو البرلمان فالمزاد العلني عباس كلا الفلوس خلا المجاز كيعاني)، حتى تفاجئوا بآلة القمع وقد ملأت المكان، وأحاطت بالمتظاهرين سواء أولئك الذين بالمسيرة، أو أولئك المرابضين أمام البرلمان، وهم كلهم مجازين المعاناة واحدة والهم واحد والمطلب هو الآخر واحد، إلا أن غياب التنسيق والوحدة جعل لكل أشكاله النضالية على الساحة، رغم أنهم نالوا جميعا من نفس الهرماكة وذاقوا حلاوتها بمختلف أطيافهم، لينطلق الجمعان غير ملوين ولا مدبرين من حر الهرماكة على الأجساد، لم يعد أي شخص منهم يتذكر صديقه أو حتى أخاه، من هول التدخل وشدته ومن "عذوبة" مغازلة الهرماكة للأجساد اللينة الطرية، الكل يركض نحو المجهول، فقط إلى الأمام لأن الهرماكة خلف الجميع لا ترحم ولا تفرق بين الأجساد ولا بين ذكر أوأنثى، الكل يركض فلا مجال للصمود أمام هرماكة أعلنت التصعيد صراحة (وطلع ليها الدم)، وفتحت الأبواب على مصراعيها (للضوبلاج وللتريبلاج) ، (اللي مدا من الكثير يدي من القليل)، فر المتظاهرون إلى ساحة البريد ظنا منهم أن الهرماكة ستعلن الهدنة وتتركهم لحال سبيلهم، إلا أنها أبت إلا أن تستمر في ملاحقة المجازين لتطردهم من الساحة شر طردة، ويحتل رجال الهرماكة الساحة بل ومطاردة المجازين حتى " باب الحد" وداخل "السويقة" و "الكزا"، في عمليات كر وفر متوالية كانت الهرماكة الغالب الأوحد في جل أطوارها......



المقالات الأكثر مشاهدة