ظاهرة الرشوة ودور المجتمع المدني

ظاهرة الرشوة ودور المجتمع المدني

 

محمد لزغاري/فاس

                الرشوة تبقى رشوة مهما تعددت مظاهرها ، وما يطلق عليها من مصطلحات شعبية مثل 'الحلاوة'،'التدويرة'،'دهن السير يسير'...تبقى آفة كبيرة تنخر في جسد أي مجتمع كان ، وفي صلب الموضوع نظمت مساء يوم الجمعة 17 حزيران/يونيو 2011 ، بفندق -رمادا- فاس ، مائدة مستديرة جمعت مجموعة من الفاعليات الجمعوية المدنية المهتمة بهذه الظاهرة ، وسهر على أطوار هذه الطاولة المستديرة شبكة ملتقى مبادرات التواصل والإعلام والتوثيق ، وفي حديث للسيد'محمد شهاب' رئيس الشبكة حول إطار هذه المائدة قال :هي تدخل ضمن تفعيل مراكز محاربة الرشوة الذي تأسس منذ ثلاثة سنوات وبدعم من منظمة الصندوق الوطني الأمريكي ،والهدف منه التحسيس والتوعية ثم الإستماع ، وفي سؤاله حول الغاية من هذه المائدة أضاف : وضع استراتيجية سيتم العمل بها مستقبلا وتحويل مركز الإستماع إلى العالم القروي بعدما كان مقتصرا فقط داخل المؤسسات التعليمية ، ثم وضع آليات من أجل المرافعة ووضع مذكرة مطلبية وتقديمها للمعنيين بذلك ، وفي جديد للشبكة قال : سيجري التهييء لمشروع مقبل سيوسع من دائرة مراكز الإستماع بالعالم القروي لتصل إلى 11 مركز ، كما ستنظم الشبكة لقاء قريبا سيضم قرابة 300 جمعية سيكون الهدف منه التحدث عن الشبكة .

وبالعودة إلى المائدة المستديرة التي انطلقت بأرضية للنقاش من خلال مداخلتين الأولى كانت للسيد 'يوسف التيبس' وهو أستاذ جامعي ومدرب دولي في حقوق الإنسان وفاعل جمعوي ، فمن خلال وضع تعريف بسيط للرشوة بأنها شراء حق فهي تأخذ مرتبة شخص آخر ، ويمكن الحديث عنها في إطار مقاربتين الأولى تخص التوعية (دور النسيج المدني) ، والثانية تتعلق بمقاربة أمنية وتتدخل فيها مستويات عدة نفسية اجتماعية وقانونية وسياسية ...وختم مداخلته في أن محاربة الرشوة هي مسألة تغيير أفكار من أجل تغيير السلوكات.وانصبت المداخلة الثانية للسيد 'كمال الصباحي' أستاذ جامعي و عضو في الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة/ترانسبرنسي ، الذي عرض بعض الأنشطة التي قامت وما تزال تقوم بها جمعية ترانسبرنسي فخطورة الرشوة حسب قوله، تكمن في شراء حق الغير والرشوة نخرت الجسد المغربي كثيرا والمشكلة الكبيرة تكمن في كلفة الرشوة ،وفي حديثة عن الأدوار التي يمكن للمجتمع المدني أن يضطلع بها ،فقبل محاربة هذه الظاهرة أو التعاطي لها ينبغي القيام بمستوى البحث الجيد يعني الدراية بالظاهرة من جوانب مختلفة .

          وبالإنتقال إلى التوصيات التي انتهت بها المائدة المستديرة حيث كان أبرزها الوعي بخطورة الظاهرة فقد أصبحت آفة ، ثم ضرورة أن تتحرر المعلومة فمن يتحكم في المعلومة يتحكم في القرار ، وربط المسؤولية بالمحاسبة ، و على المجتمع المدني أن يقوم بدوره من خلال الإقتراح والمتابعة والدراسة والرصد ...

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة