عندما تعد الداخلية معطلي خنيفرة ب \" الماستر \"
محمد باجي – خنيفرة تشهد مدينة خنيفرة على غرار مجموعة من المدن المغربية حراكا شعبيا واحتجاجات على الأوضاع المزرية على كافة الأصعدة منذ ما يقارب السنة ، وقد شكل المعطلون نسبة من عناصر هذه الإحتجاجات لكن الملاحظ أن التجاوب مع مطالبهم مغيب تماما داخل أروقة العمالات والمؤسسات المعنية ، - أتحدث هنا عن المعطلين حاملي شهادتي الإجازة والسلك الأول من الإجازة - ، وتعود أسباب هذا الإهمال بالأساس إلى انعدام التنظيم الموحد داخل إطار واحد يقوي التكتل على هدف واحد هو التشغيل ولا شيء غير التشغيل ، فالتجربة التي مرت أكدت بالفعل وبالملموس فشل نظام المجموعات وهذا وقع في جميع مدن المغرب عامة وفي مدينة خنيفرة خاصة وبحدة أكبر وذلك نتيجة للنواميس والعوامل الآتية : 1 - الحوار الذي تتبناه السلطات غير مسؤول . للحديث بخصوص هذا المشكل لا بد من الإشارة إلى أن كم الحوارات لا يعكس بالضرورة نجاحها وأن السبيل الوحيد لنجاح أي حوار يتمثل في دعوة السلطات للمحاورين عن طريق مراسلة إدارية تزكي قطعا توثيق الحوار في محاضر لا يمكن التراجع على نقاطها في حالة الإتفاق ، وهذه الميزة لا تتوفر سوى في التنظيمات المهيكلة وفق قوانين داخلية وقوانين معلومة ومن هذه التنظيمات الجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين بالمغرب . وعليه فإن من سيئات الحوار الذي تم تبنيه من قبل السلطات أنه سيء بالجملة ، ويهدف إلى الإختراق وتفريق الصفوف وإحباط كل أشكال التصعيد المشروعة وخلق مجموعات متطاحنة وبوليس بداخلها يضرب سرية النضال عرض الحائط ، وقد لوحظ أيضا أن السلطات تحاول طمس معالم البطالة المتفشية داخل أكذوبة إسمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . 2 - ضعف المعطلين وانسياقهم وراء أكذوبات خارج النص . في خنيفرة وللأسف الشديد تفاجأت عندما وصلني خبر مفاده أن الكاتب العام لعمالة الإقليم وعد مجموعة من المعطلين بمساندة ترشيحاتهم بخصوص إنتقائهم لإتمام الدراسة في " الماستر " ، ويقع هذا - ولم يكن لدي ولدى ذوي الضمائر الحية شك -بعد مهزلة الدستور ، فأين هي معايير تكافؤ الفرص ؟ بل أين هي مقولة الدستور بخصوص حياد الداخلية والقطع مع سرطان التعليمات !؟ ... جنازة الديمقراطية بعينها . أما بخصوص المعطلين أنفسهم فالملاحظ أن الغالبية العظمى ينساقون وراء لعب السلطة ويجعلون بذلك حقهم امتيازا ليُفتحَ الباب أمام المساومين والطاعنين وراء الظهور ، فقبح الله الفقر وكثرة البلاوي التي تجعل من المعطل دمية يتلاعب بها حتى المقدمون . وعلاقة بالموضوع دائما أريد أن أشير إلى كون برامج التنمية البشرية ليست سوى ذرا للرماد في العيون لأن الحديث عن مشاريعها الفيزيقية يحيلنا قطعا إلى ضعف التجهيزات والبنيات المؤثثة لنجاحها فصلُح بذلك أن نقول أن التنمية البشرية أشبه بتلك العملية العلاجية لأوراق أشجار تتساقط ذات خريف ، سقوطها حاصل لا محالة لكن الفلاح مصر على رشها بالمبيدات .