الدئب المنفرد التكتيك الجديد للإرهابيين

الدئب المنفرد التكتيك الجديد للإرهابيين


«عملية الدئب المنفرد» تكتيك جديدة لجأ إليه الإرهابيون لإعداد وتنفيذ عملياتهم الإجرامية. خبراء التنظيم الإرهابي  المتخصصين في الأمنيات أصبجوا يوصون بالتخطيط لعمليات إرهابية وتنفيذها بشكل منفرد بعيدا عن أعين رجال الأمن. تلك نصيحة يقدمونها لمن تشبع بفكرهم المتطرف تفاديا للوقوع في أيدي أجهزة الأمن.
تكتيك الدئب المنفرد يفترض  يطلق من مبدأ أساسي وهو أن «الرجل المتكامل من حيث التدريب و المهارات و الخبرات و يتحرك لوحده و بسهولة، عليه خطر أقل من أن يكون ضمن مجموعة … وأن الخطأ من أحد أفراد المجموعة قد يؤدي لسقوط المجموعة كاملة …و أخطاء الفرد العامل لوحده تنعكس عليه لوحده …».
وكلما كان الدئب المنفرد «متدربا تدريبا على مستوى عالي من حيث كشف أساليب الرقابة و التخفي و الإندماج في المجتمع و تدريبات عالية من حيث طرق الإغتيال و التعامل مع الأسلحة و بنادق القنص و أساليبه والعبوات التي تزرع في السيارات وخلاف ذلك مما يحتاجه الفرد الضالع في العمليات الخاصة والشخص المتخصص في الإغتيالات، فإنه سيكون سلاحا فتاكا و قنبلة موقوتة».


تلك رسالة تلقفها العديد من الإرهابيين في العالم سواء في الولايات المتحدة وغيرها والمغرب أيضا، فالقاسم المشترك بين هذه البلدان هو استحالة نجاح الخلايا الإرهابية في تننفيذ عملياتها نظرا ليقظة أجهزة الأمن واستباق الخلايا واعتقال أفرادها قبل تنفيذ مخططاتهم الدموية، لذلك يتم اللجوء عادة لتكتيك الدئب المنفرد.
تقنية الدئاب المنفردة تؤرق الأمن الداخلي الأمريكي منذ سنوات، حيث تولدت لديه قناعة باحتمال تدريب و إرسال القاعدة لعناصر إرهابية و خصوصا من «يعيشون أصلا» في الولايات المتحدة منذ سنين طويلة و على درجة عالية من الذكاء و الإلمام بالمجتمع و الأرض و من ثم إطلاقهم على شكل «ذئاب منفردة» تعمل بشكل مستقل و يتم تمويلهم من الخارج بطرق أمنة. تلك الءاب عادة ما تكون على  شكل خلايا نائمة  ومتخفين تحت أسماء غير مشبوهة لدى أجهزة الأمن أو غيره، لكنهم على أهبة الأستعداد للتحرك ضمن ترتيبات معينة حين تصدر إليهم الأوامر.


ومن صفاته أن  مظهره عادة لا يوحي بتشبعه بالفكر السلفي الجهادي، وعلى قدر عالي من اللياقة البدنية و متقن لبعض فنون قتال الشوارع بدون أسلحة  من أجل الحماية الشخصية، وأيضا على قدر عالي من العلم في مجال الكمبيوتر و الإنترنت و أمنياتها، و على علم واسع باٍساليب الرقابة و التتبع و كسر الرقابة و ملاحظتها و ما شابه، ثم  البراعة بإستعمال المسدس الهجومي الخاص بالإغتيالات و المزود بكاتم صوت والقدرة الفائقة على إعداد الأحزمة الناسفة و العبوات الناسفة التي تنسف بها السيارات الصغيرة و خلافه لإغراض الإغتيالات.


تلك تقنية لجأ إليها عدد من الإرهابيين ومنهم المشتبه به الأخير الذي اعتقلته المصالح الأمنية السبت المنصرم، والذي تتهمه المصالح الأمنية بالتخطيط لاستهداف مؤسسات عمومية كمقر المندوبية السامية للسجون وشخصيات عمومية ومسؤولين أمنيين بتفجير سياراتهم الخاصة عن طريق عبوات ناسفة يتم التحكم فيها عن بعد.
كان يراقب الشخصيات التي ينوي استهدافها لوحده ويخطط أيضا بمفرده دون أن تنتبه إليه الأنظار، لكن أعين خبراء المعلوميات بإدارة مراقبة التراب الوطني قد رصدت كل تحركاته على الشبكة العنكبوتية، فتقرر إيقافه، فانتقلت  فرقة أمنية إلى حيث يقيم بضواحي الدار البيضاء، وهناك تم اعتقاله من طرف عناصر الديستي والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وتقول المصالح الأمنية إنه  تم حجز حاسوبه الشخصي وأيضا مواد أساسية تستعمل في صناعة المتفجرات.


آخرون يمكن اعتبارهم دئاب منفردة كالأخوين عمر ومحمد مها الذين فجرا نفسيهما بشارع مولاي يوسف بالقرب من القنصلية الأمريكية والمركز اللغوي الأمريكي منذ سنوات وأيضا عادل العثماني، كما أن ذات الموصفات تتوفر في مشتبه بهم في خلية «سرية البتار» وأيضا خلية «فنان »، والقاسم المشترك بين كل أولئك هو نشاطهم في إطار ما يسمى الإرهاب السبرنتيكي. وقد تسقط دئاب أخرى قبل أن تنفذ مخططاتها الدموية.

أوسي موح لحسن


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات