آباء وأمهات يقاضون أبناءهم طلبا للنفقة
شادية وغزو - أخبارنا المغربية
وهبوا حياتهم لرعاية أبنائهم وقدموا كل التضحيات لإيصالهم إلى بر الأمان، آملين أن يكونوا لهم سندا في المستقبل عندما يصبحون في أمس الحاجة إليهم، غير أن مكافأة الأبناء لهم ستكون بالتملص من واجبهم في الإنفاق عليهم، ليجد هؤلاء الآباء والأمهات أنفسهم مرغمين في نهاية المطاف على نقل معاناتهم من الإهمال والجحود إلى ردهات المحاكم من خلال رفع دعاوى نفقة ضد أبنائهم.ظل الحاج علي وزوجته يامنة يتساءلان لأشهر طويلة حول السبب الذي جعل ابنهما يتخلى عن واجبه في رعايتهما والإنفاق عليهما، وصاغت مخيلة كل منهما جميع المبررات والفرضيات الممكنة، بين تدهور الوضع المادي للإبن، وعدم تقبل الزوجة لفكرة إنفاقه على والديه.
جحود ونكران
«كلها يقول راسي يا راسي فهاد الوقت» بهاته العبارة لخص الحاج علي سبب معاناته وزوجته من إهمال ابنهما، متحدثا بنبرة يعتصرها الألم والحسرة عن الحقيقة المرة التي أدركها كل منهما متأخرا، بعد أن عجزا عن إيجاد سبب مقنع يدفع ابنهما إلى التخلي عنهما والتنكر للدم الذي يجري في عروقه، ويحول قلبه إلى حجر بعد أن كان ينبض بالحنان تجاه الأب والأم اللذين وهبا عمرهما من أجل رعايته.
بالرغم من ضعف إمكانياته المادية بسبب الراتب الهزيل الذي يتقاضاه، حرص الحاج علي على تعليم ابنه في أفضل المدارس، لأنه كان يعقد عليه آمالا كبيرة، باعتباره الولد الوحيد ضمن خمس فتيات، ويراهن عليه ليكون سندا له، خاصة بعد أن تبوأ منصبا مهما في إحدى الشركات.
تمنى الوالدان أن تكون مبادرة الإنفاق عليهما نابعة من إحساس ابنهما بالمسؤولية اتجاههما بعد أن تزوجت شقيقاته وتفرغن للاهتمام بأسرهن، ومن رغبته في رد جزء بسيط من التضحيات التي قدماها في سبيل تربيتهم وإيصالهم إلى بر الأمان. لكن سرعان ما سيتبين لهما بأن أمنيتهما تلك ستكون صعبة الإدراك في ظل تعنت الإبن، الذي صار يكتفي بإرسال مبلغ شهري لا تتجاوز قيمته 150 درهم، قبل أن تنقطع المساعدة التي لا تسمن ولاتغني من جوع، بمجرد أن انتقل للعيش رفقة أسرته بمدينة بعيدة عن مقر سكن والديه.
حاول عدد من أفراد العائلة الكبيرة بشتى الطرق إقناع الإبن بالقيام بدوره في إعالة والديه على أكمل وجه، لكن دون جدوى، ليقرر الوالدان في نهاية المطاف بعد أن ضاقت بهما السبل رفع دعوى نفقة ضد ابنهما.
كان القانون كفيلا بأن يضمن للوالدين الحصول على حقوقهما المادية، لكنه لم يستطع إعادة الود والمحبة إلى علاقتهما بإبنها الذي لم يعد يربطهما به سوى ظرف المال الذي تتلقاه الأسرة شهريا، بعد أن انقطعت زياراته بشكل نهائي.
غدر الأيام
كرست رحمة حياتها لتربية أبنائها ورعايتهم إلى أن كبروا وتزوجوا، ولم يتوقف دورها كأم، بل لعبت إلى جانبه لسنوات طويلة دور الجدة التي تهتم بأحفادها وترعاهم في محاولة لتقديم يد العون لأبنائها والتخفيف من أعبائهم. والأمر نفسه ينطبق على زوجها محمد الذي لم يدخر المال والجهد لإسعاد أفراد أسرته وأبنائه بالتحديد، في ثقة تامة بكونهم لن يخذلوه عندما يشيخ ويصير في أمس الحاجة إليهم.
تخلت رحمة عن عزة النفس التي تطغى على شخصيتها، وقررت الاتصال بأبنائها لتطلب منهم مساعدتها على تحمل أعباء الحياة، بعد أن تضاعفت مصاريفها ومصاريف زوجها نتيجة تدهور حالتهما الصحية وأصبحا في حاجة دائمة إلى تناول الأدوية وزيارة الطبيب بشكل منتظم.
استمدت الأم الشعور بالطمأنينة من خلال كلام أبنائها الذين وعدها كل واحد منهم بأنه سيفعل ما بوسعه لإرسال مبلغ من المال بداية كل شهر، للمساهمة في مصروف البيت وتأمين متطلباتها وزوجها من المأكل والأدوية.
توالت الأيام والشهور على رحمة ومحمد وهما ينتظران تنفيذ الوعد، يترقبان مكالمة من أبنائهما يخبرونهما فيها بإرسالهم مبلغا من المال، لكن ذلك لن يحدث، بحيث ظل الأبناء يتصلون بهما في المناسبات لتهنئتهما وتفقد أحوالهما دون الحديث عن «المانضا» الموعودة.
عيل صبر الوالدين من تجاهل أبنائهما، ليقررا بعد أن استنفدا كل وسائل الإقناع اللجوء إلى القضاء، الذي ستكون له كلمة الحسم، بحيث ستحكم المحكمة لصالح رحمة ومحمد، وتقضي بتوزيع النفقة بين الأبناء الذين سيقومون أخيرا بدورهم في إعالة والديهما، بعد أن أغلقت في وجههم كل المجالات للتملص من تلك المسؤولية.
طريق مسدود
وجدت الزاهية نفسها في وضع لا تحسد عليه، فبعد أن تدهورت حالة زوجها الصحية، أصبح المعاش الهزيل الذي يتقضاه الأخير غير كاف لتأمين احتياجات الزوجين من أكل وأدوية، لتقرر الأم طلب مساعدة أبنائها الذين تزوجوا واستقروا بحياتهم بعيدا عن بيت الأسرة.
«نتوما عايشين غير بجوج ولانتريت ديال الواليد قاداكم»، رد جاء على لسان أحد أبنائها، وشكل الرأي الذي أجمع عليه باقي الأبناء في ذلك اليوم الذي اعتادوا القدوم فيه لزيارة والديهما وتفقد أحوالهما، قبل أن يبدأ كل واحد منهم في التحجج بأي أعذار أو مبررات تعفيه من مهمة الإنفاق على والديه.
برر بعض الأبناء عدم قدرته على إعالة والديه بمصاريف الأبناء المتزايدة، بينما تحجج الآخرون بكثرة الديون وبعض الالتزامات المادية التي تجعلهم عاجزين حتى عن توفير ضروريات العيش لزوجاتهم وأبنائهم.
وجدت الزاهية صعوبة كبيرة في الاقتناع بالمبررات التي قدمها أبناؤها، وهي تعاين بكل وضوح مظاهر البذخ البادية عليهم وعلى أسرهم، فهم لا يرتدون سوى الملابس «السينيي»، بينما لا يمر على اقتنائهم لسيارة سوى بضعة أشهر حتى يستبدلونها بأخرى تفوقها حداثة وتطورا.
بعد أن وصلت محاولاتها في إقناع أبنائها بضرورة إنفاقهم عليها ومساهمتهم في مصاريف علاج والدهم إلى طريق مسدود، لم يعد أمامها من حل سوى رفع دعوى قضائية ضد أبنائها، بحيث ستتغلب الزاهية على مشاعر الأمومة و«لكبدة»، وتقرر السيدة السبعينية نقل معاناتها ومعاناة زوجها إلى ردهات المحاكم.
سمر
خاب او خسر من ادرك والديه او احدهما و لم يدخلاه الجنة.اي من كان له اب او ام و لم يعلهما.والله اني لارسل اليهما شهريا 3000 او 3500 درهم شهريا وما ابقي لنفسي الا القليل رغم اني من اصحاب الزنزانة 9 و الراتب4200 درهم لا ارجو من الدنيا الا رضاهما ورضا الله عز و جل لاني اعلم علم اليقين ان الله تعالى يربي تلك الصدقة اضعافا مضاعفة.وذلك ما ستجده نفسي يوم القيامة.واقسم بالله العظيم ان الرزق ليفيض علي و على بناتي من حيث لا احتسب .حقيقة ان زوجي يتكفل بالمصاريف الاسرية الا انه لا يصرف علي كعقاب على اعانة والدي.وهذه هي الضريبة التي ادفعها.لكن كل شيء يهون حينما اسمع كلمة اله يرضى عليك في الدنيا و الاخرة
مسخوط الوالدين
بعض الاباء جعل من انجاب الاولاد وتقديمهم للسخرة (ذكور واناث ) تجارة مربحة حتى اذا بارت اتهمهم بنهم مساخيط ، كل الذي فلح فيه انه انجبهم،يرسل البنات للخدمة في المدينة مقابل 100 درهم مئة درهم للشهر ويعطي الاولاد للرعي والعمل في الحقول .وحين يكبروا يفتحوا عيونهم على العالم (البرابول ) ويروا كيف يعيش الناش وكيف يعيشوا هم مثل البهائم ويصير الاب يبتز ابناءهم والا ادعوا انهم مساخيط ويوظفوا الدين .تجد الرجل لم يصلي قط في حياته حتى اذا كبر الابن قال له انت ومالك الابيك.... على الاباء قبل ان يطالبوا بحقوقهم يقوموا بواجباتهم....اغلب الناس يجعلوا من الانجاب تجارة ....وهذا يخالف صريح الدين....
نور
إلى الأخت سمر
إلى سمر: جازاك الله كل خير على برك بوالديه، و لا تقلقي بشأن عدم إنفاق زوجك عليك، إذا كان يعتقد أنه يعاقبك فهو يعاقب نفسه، إن الله مطلع على كل شيء و هو بذلك يعتبر مهملا لواجب النفقة على زوجته، هاته النفقة التي لا تسقط عليه حتى لو كنت أكثر منه مالا، فلم إذا أعطاه الله القوامة و جعل زوجته و أبناءه أمانة في عنقه و جعل للرجال على النساء درجة "بما أنفقوا". يوم الحق ستقفين بين يدي المولى عز و جل و سيدفع لك كل مستحقاتك كاملة، و هيهات حينئذ ما الثمن، إنها حسناته. و النفقة على الوالدين واجبة على الذكر و الأنثى، و لا تخص الرجل وحده دون المرأة، و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. أما نفقه الزوجة وو الأبناء فهي مسؤولية الزوج المطلقة. هذا شرع الله أحب من أحب و كره من كره. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"كعى بالمرء إثما أن يضيع من يعيل"
hhhhhhhh
اللهم اجعلنا و اياكم من البارين بابئهم ان ماسرده كاتب المقال لاتنفطر له الانفس كما يدل على الانحطاط الاخلاقي و التفكك الاسري الدي وصل اليه المجتمع المغربي, الا ان هده المعاملة السيئة تجاه الاباء فهي نتيجة تربية الابناء خارج القلب الديني لكن كما تدين تدان فمن عق والديه عاقوه ابنائه ولهدا ادكركم اخواني القراء بقول الله تعالى:وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.