عندما تتحول الرياضة المغربية لاستثناء على مستوى العالم
أخبارنا المغربية
أنور المسعودي
مشهد حصول دول كالكابون و بوتسوانا على مراكز متقدمة على المغرب في أولمبياد لندن الأخيرة أثار فينا مجموعة من مشاعر الحسرة و الغبن على رياضتنا و ماوصلت إليه من إنحطاط شامل , كيف لا مع ما سمعناه من صرف الملايير على رياضيين اختير لهم أسم رنان "النخبة" , لكن "نخبتنا" سارعت الزمن للإقصاء المبكر , ليس إختيارا ولكنها أجبرت على ذلك لأن " فاقد الشيئ لايعطيه" , بعد أن رأينا المستويات العالمية و ما وصلت إليه بلدان كانت لوقت قريب خلفنا في ترتيب الميداليات.
الأولمبياد الأخيرة كانت بمثابة تأكيد للفشل الذريع للسياسة المتبعة في القطاع الرياضي في المغرب والتي أدت لغياب بلدنا عن لائحة المتوجين , فالحصيلة كانت متوقعة حتى من أشد الناس تفاؤلا , للمعرفة المسبقة بغياب تخطيط رياضي سليم ينطلق من ما هو نظري ليصل لأرض الواقع و يحقق الأهداف المسطرة.
فعلى ما يبدو أن قضية التخطيط الرياضي حرفت لدى المسؤولين عن الرياضة في المغرب و ميعت و أخذت شكلا هجينا و غريبا , لأن واضعيها لم يضعو في الحسبان أن هذا المجال أصبح سلاحا حقيقيا بيد البلدان لتأكيد قوتها , فالمراهنة عليها و على التنزيل الصحيح لخطط الإقلاع الرياضي من شأنها التأثير داخليا وخارجيا , داخليا بإمكانها أن تلعب دورا فعالا في التنمية الإقتصادية و أيضا بناء ثقافة المجتمع , أما خارجيا فوظيفتها تلميع صورة بلدنا و لعب دور ديبلوماسية موازية لتلك السياسية , خصوصا و الحرب الضروس بين مختلف دول العالم شرقا و غربا لإيجاد موطئ قدم في ميدان الرياضة العالية المستوى بعد أن فطنو مبكرا للوظيفة الذي قد تمارسها كسلاح يفوق ما هو سياسي أحيانا .
العالم في وادي و نحن في وادي لتترسخ مقولة الإستثناء المغربي لكن هاته المرة في المجال الرياضي و بصيغة سلبية , رياضات قدم المغرب فيها إستقالته منذ زمن , فستبقى هواية لا أقل و لا أكثر و على سبيل المثال جل الرياضات الجماعية والتي تتمتع بشعبية كبيرة على المستوى العالمي ككرة الطائرة والسلة و اليد , رياضات أصبحنا نخجل أن نقابل بلدانا كتونس ومصر على الصعيد الإفريقي لأن النتيجة ستكون مهينة كالعادة, الرياضات الفردية والتي تجلب أكبر عدد من الميداليات , صدمنا من حجم الإخفاق فيها كألعاب القوى و التي تراجعنا فيها بشكل كبير , إلى درجة الإختفاء , و المضحك في الأمر تفوقنا في رياضات غير أولمبية و غير ذات جدوى كبعض الرياضات الحربية كالطايبوكسينغ و التي ما إن تصبح أولمبية و إن باحتمال ضعيف إلا و سننذحر فيها لأن الدول التي لها تقاليد رياضية سترفع من سرعة التحضير لتزيحنا من المنافسة.
ما لا يدركه أصحاب الحل و العقد هو أن توالي النتائج الكارثية , يخلق شحنا إضافيا لدى الجماهير ينضاف للضغوط التي تحاصره من غلاء المعيشة وقلة فرص الشغل و أشياء أخرى , فالحلول الترقيعية و التخطيط السيئ الذي يبعد الكفاءات عن مراكز القرار و التنفيذ , لن تزيد الأمر سوى سوءا , فحان الوقت لإبعاد اللوبيات المتحكمة في قطاع الرياضة و المجيئ بأهل الإختصاص , لينقذو هذا المريض من السكتة القلبية , و التقليل من الشعارات الرنانة و العمل في صمت و بواقعية حتى نرأف بهاذا الشعب الذي لا يستحق كل هاته النتائج المهينة لكرامته.
tipou42
كلمة حق
اولا اتوجه بالشكر للإخوة المغاربة على الإستقبال الجيد ،ان المشكل في كرة القدم المغربية نفسه في الجزائرية ،غياب مدارس التكوين المحلية و الإعتماد على اللاعب المغترب(المحترف) خريج المدارس الأوروبية،ضعف البطولة المحلية و الأمثلة كثيرة فمثلا إسبانيا بطل أوروبا و العالم 98 بالمائة من اللعبين من البطولة منهم نصف الفريق من برشلونة و النصف من الريال و القليل من اندية إخرى، مصر مثلا أو زامبيا نصف تعداد الفريق من نادي مازمبي و هذا على سبيل المثال لا الحصر ، اما الفخ الذي و قع فيه الإخوان المغاربة هو نتيجة 4-0 مع الجزائر و هنا لا لإيجاد ذرائع الخسارة للجزائر و لكن المغاربة ضنوا انهم كونوا فريق الإحلام و ذهبوا لكأس إفريقيا من أجل اللقب و غرتهم تلك النتيجة و حسبوا أنهم من بين الأقوياء و لم يحللوا حتى أسباب الفوز لأن اللغط كان هنا-الجزائر خسرت لما انهارت نفسيا و أخطاء المذرب بدائية في كرة القدم و قوة الجزائر في وسط ميدانها ذو النزعة الدفاعية و دفاعها المتلاحم و المدرب غير تلك الأمور و فتح اللعب على جميع الأروقة فكان الغبي الذي صدق النتيجة قيريتس المغرور هو من دمر الفريق المغربي،و مدربين محليين كبادو زكي- الذي أكن له كل التقدير و الإحترام لما له من خبرة - كان من الممكن أن يوصل الفريق الذي يضم ألمع اللاعبين في البطولات الكبرى الأوروبية إلى ما لم يخطر على بال و في الأخير نحن العرب بصفة عامة نلهث وراء الأجانب لا لشئ إلا لإستصغار أنفسنا و هذا هو السبب الرئيسي و شكرا-وجهة نضر فقط