البطولة الوطنية لكرة القدم : سنة ثانية إحتراف !

البطولة الوطنية لكرة القدم : سنة ثانية إحتراف !

أخبارنا المغربية

 

 

 

 

أنور المسعودي

ينطلق دوري المحترفين في موسمه الثاني بمجموعة من الممارسات الثابتة و التقاليد والأعراف التي تعشش في أذهان مكونات كرتنا الوطنية , بعد أن فرضت الفيفا إحترافا صدم الأغلبية بسبب معاييره "المجحفة" في حق كرة ألفت الهواية حتى أخمس قدميها .

 

أندية بدون ملاعب , خلافات بين المسيرين , عوز مادي , صراعات معلنة و أخرى خفية , هذا سيل من من فيض المشاكل التي تنطلق بها ضربة بداية الموسم الإحترافي الثاني , بعد أن إستلمت أغلبية الفرق لتقاليد الهواية . ومع التغيرات الشاملة التي تفاجئنا بها بين موسم و آخر , من شراء لجيوش من اللاعبين و تسريح آخرين , فلا شيئ يوحي بإرتفاع مستوى البطولة , و لا تشعر بوجود أندية قوية حسب "قاموس الإحتراف" الذي أصبح يعرفه الكبير و الصغير , اللهم بضعة أندية منفوخة جيوب مسيريها بشيئ من المال يصرف لدى أغلبهم يمينا و شمالا دونما تخطيط على المدى البعيد .

 

تبقى هناك إستثناءات قليلة قد تنقص من حدة تشائمنا , لكنها تبدو محدودة و لايعرف هل ستستمر في حماسها أم سيخبو وسط مناخ الإرتجال الجاري به العمل , فالعمل القاعدي الصحيح غائب عن فكر المسؤلين فما بالك عن اللاعبين , حيث ضل إيقاع بطولتنا ضعيفا كما عهدناه منذ عقود , تظهر عيوبه لدى مواجهة أندية دول قريبة منا, لكنها أفضل منا على مستوى تطبيق الإحتراف , أما أغلب المسيرين يرون في  كرة القدم وسيلة للإسترزاق أكثر من خدمة أنديتهم , و البنية التحتية فهي مهترئة بملاعب بشعة لا تسر أعين الناظرين إليها فما بالك بمن أخذته أقدامه لها.

 

اللاعب رقم 12 وهو الجمهور, فتلك حكاية أخرى , مزاجيتها لا تساعد أنديتها على التطور , لإفتقاد أغلبها لثقافة تشجيع لا ترتبط فقط بالنتائج , فهي بين منزلتين , إما الغياب و ترك النادي وحيدا يلاقي مصيره دونما مؤازرة و إما دعم مشروط بتحقيق نتائج و إلا سيجازى بشغب أخذ له مقعدا في الملاعب .

 

أخيرا فلا خير يرجى في "سنة ثانية إحتراف"  لأن الممارسات الهاوية مازالت هي هي , بينما نقط الضوء ما إن تظهر حتى تختفي , فقط هو إدمان كرة القدم الذي يسكن وجداننا يجعلنا نقبل على مضض تتبع بطولتنا .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة