الصحافةالجزائرية تنتقد بشدة بن شيخة و تحمله مسؤولية الخسارة
عاش الجمهور الرياضي الجزائري ليلة حالكة بعد خسارة المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي برباعية نظيفة قلصت كثيرا من حظوظه في بلوغ نهائيات كاس أمم أفريقيا العام القادم ليلة شبيبة بتلك التي عاشها عقب الهزيمة من المنتخب المصري بذات النتيجة في نصف نهائي أمم أفريقيا مطلع العام 2010 في انغولا.
وعبر محبو الخضر عن حسرتهم و دهشتهم للأداء الهزيل الذي قدمه منتخب مونديالي كان الممثل الوحيد للكرة العربية في كأس العالم الأخيرة في مباراة كان يفترض أن يخوضوها بروح قتالية عالية لتحقيق نتيجة طيبة ومما زاد من دهشتهم هو التناقض الواضح بين تصريحات المدرب عبد الحق بن شيخة وأشباله بعد نهاية معسكر اسبانيا الذي راهن عليه لتجهيز أشباله وبين ظهورهم فوق ملعب مراكش حيث كانوا مجرد ظلال لبعضهم البعض وكأنهم يلعبون الكرة لأول مرة .
وما حز في نفوس المحبين أكثر هو أن الانتصارات التي يحققها الخضر تكون بأضعف نتيجة وعندما يخسرون تكون النتيجة ثقيلة جدا و بأداء ضعيف خاصة بعدما وفر الاتحاد كل الظروف المريحة للخضر من إقامة و منح و غيرها خاصة أن المنافس منتخب المغرب مر بأسوأ الظروف قبل المباراة بأيام بعد تعرض عدد من لاعبيه الركائز للاعطاب و مغادرة عادل تعرابت لمعسكر الأسود الذين اضطروا إلى إشراك عدة عناصر بديلة.
وطالب الجزائريون المسئولين عن الكرة بإستيعاب الدرس المغربي جيدا تفاديا لتكراره مستقبلا والتفكير جيدا في الإعداد للاستحقاقات المقبلة حيث يرون انه لا عزاء للخضر بعد هذه الهزيمة سوى التأهل إلى مونديال البرازيل 2014.
من جهتها الصحافة الجزائرية لم تكن رحيمة بالمدرب عبد الحق بن شيخة و لا أشباله و تحول الثناء والمدح الذي كان قبل مباراة مراكش إلى توبيخ و نقذ لاذع بعد نهايتها وحملت المسؤولية الكاملة لهذه الخسارة التي أجمعت على أنها كانت فضيحة في حق الشعب والكرة الجزائرية للناخب الوطني الذي فشل حسبها في تجهيز لاعبيه وشككت حتى في تصريحاته حول نجاح معسكر اسبانيا واعتبرتها مجرد كلام للاستهلاك و لتنويم محبي الخضر وجعلهم يطمعون أكثر في العودة بالنقاط الثلاث.
كما انتقدت الخطة الهجومية التي اختارها لمواجهة أسود الأطلس رغم إفتقاره لمهاجمين في المستوى و فشله الذريع في التغييرات التي أجراها في الشوط الثاني .
و طالبت جل الصحف الصادرة اليوم الأحد بإحداث ثورة في صفوف المنتخب وإبعاد الجميع سواء أعضاء الطاقم الفني أو اللاعبين الذين تسببوا في إهانة شعب بأكمله لم يدخر جهدا في تشجيعهم أينما حلوا وارتحلوا رغم الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها.
وتفننت الصحف الجزائرية في توبيخ بن شيخة ولاعبيه بعناوين بالبنط العريض حيث كتبت صحيفة الخبر الرياضي تحت عنوان "بن شيخة يهين 40 مليون جزائري".
و أضافت صحيفة الخبر بالقول الجنرال يقود الكتيبة الخضراء إلى هزيمة نكراء وواصلت بكتابة "ارحلوا جميعا" أما الشروق فكتبت في صفحتها الأولى "الشعب يريد إسقاط الجنرال" و لاعبي الملايير في إشارة إلى السخاء الذي تميز به الاتحاد الجزائري مع زملاء مجيد بوقرة و طالبت بمعاقبة و محاسبة كل من كان له ضلعا في هذه الفضيحة التي لا تغتفر.
أما صحيفة الخبر و تحت عنوان لامع فكتبت تقول لا جنرال ولا محاربون و لا هم يحزنون أما الفجر فكتبت الأسود يفترسون الافناك.
وبالمقابل تحلت الصحافة الجزائرية بالروح الرياضية و أشادت بالأداء الجيد الذي قدمه اسود الأطلس و قدرة مدربهم البلجيكي إيريك غيريتس على قراءة المباراة بشكل صحيح و اختيار الخطة المناسبة لقهر المحاربين.
من جانب آخر أقر مدرب ولاعبو المنتخب الجزائري بالخسارة أمام المغرب حيث اعترف المدرب المستقيل بن شيخة بمسؤوليته عن الخسارة غير المتوقعة من حيث النتيجة و قال عقب المباراة أن الهدف الأول اخلط أوراقي التكتيكية وأعفى اللاعبين من أي مسؤولية في هذه الهزيمة و قدم اعتذاره للجمهور الجزائري.
أما المدافع مجيد بوقرة فقال بالحرف الواحد لم افهم ما حدث لنا في مراكش خاصة بعد البداية الموفقة لكنه احتفظ ببصيص من الأمل حول التأهل حيث قال بأنه حسابيا لا تزال الأمور قابلة للتصحيح من الناحية الحسابية.
من جهته قال الظهير الأيسر جمال مصباح الذي كان أفضل عنصر في تشكيلة الخضر انه يصعب تصديق ما حدث في مراكش و أردف قائلا أن الإحباط يسيطر على نفسية جميع البعثة الجزائرية.
و بدوره خالد لموشية متوسط الميدان الذي لم يظهر بنفس الوجه الذي ظهر به في عنابة اعترف بقوة المنافس خاصة من حيث الانسجام و وصف الهزيمة بالمشؤومة.
ديدا ميلود
الجزائر