الأخطاء القاتلة للبارصا ومدربه في المباراة الأخيرة
وكالات
كتب : أحمد عطا
■ مستوى برشلونة لم يختلف كثيرًا عن المباريات الماضية .. الكثير من الأخطاء في التمرير والتمركز والكثير جدًا من الرعونة وقلة التركيز.
الرعونة وقلة التركيز كلفا الفريق إضاعة أكثر من فرصة في ربع الساعة الأولى بينما تكفل فالنسيا بعد ذلك في استغلال الثغرات التي يعاني منها وسط ودفاع برشلونة منذ فترة ليست بالقليلة حتى في عز تفوق الفريق.
■ أما عن الثغرات فكانت كثيرة لكن أهمها يكمن في خط الوسط .. سيرجيو بوسكيتس اليوم كان شبح لاعب فمن الواضح أنه قد تم استنفاذه بدنيًا تمامًا. بوسكيتس كان ضيف شرف فقد راقبته أثناء سير اللعب فيظهر محاولًا توفير مجهوده بنصف ركضة تجاه الكرة وعندما يتم خطف الكرات من فالنسيا لا تجده تقريبًا كما كان يحدث. باعتقادي أن لويس إنريكي كان يحتاج لإخراج بوسكيتس وإشراك بارترا مع إدخال ماسكيرانو الجيد بدنيًا في خط الوسط حتى يستطيع الضغط أكثر على فالنسيا لكنه لم يفعل.
■ أما راكيتيتش، فإن استثنينا بدايته الجيدة هجوميًا فقد كان هو الآخر سيء دفاعيًا . ليس بدنيًا كما هو الحال مع بوسكيتس لكن في التمركز .. يكفيك مراقبة تحركه في لقطة الهدف الثاني لفالنسيا فقد جر الخفافيش البرسا للجانب الأيسر للكتلان بسلسلة تمريرات بديعة لكن هنا تكمن فطنة اللاعب ورؤيته، فقد كان على راكيتيتش أن يفطن إلى أنه اللاعب الأخير في خط الوسط وأنه يكفي تواجد بوسكيتس وإنيستا وإلا ستنكشف المساحة أمام منطقة الجزاء .. بمجرد ضغط راكيتيتش هو الآخر لعب إنزو بيريز كرته الممتازة إلى باريخو لينكشف دفاع البرسا وتصير التمريرة البينية سهلة.
■ لنعد للرعونة .. اليوم الرعونة تزامنت في بعض اللقطات مع التسرع خصوصًا من جانب لويس سواريز الذي كان يحاول التسديد من أوضاع صعبة بينما كانت الرعون بدون تسرع واضحة في محاولات ميسي ونيمار فقد كان بإمكانهم التسديد بطريقة أفضل من تلك التي سددوها خصوصًا في لقطة نيمار التي أنقذها دييجو ألفيش.
■ لا يمكن اعتبار أن تسجيل ميسي لهدف اليوم يعني انتهاء مستواه المتراجع .. رغم ذلك إلا أن حال ميسي اليوم كان أفضل من أيامه السابقة فقد قدم الكثير من التمريرات المفتاحية جدًا لهجمات البرسا، إلا أنه مازال غير قادر على استعادة ما كان يقوم به بعد عودته من الإصابة عندما كان ينطلق ولا يوقفه أحد .. الآن بمجرد تكتل بعض اللاعبين عليه يعاني بينما نيمار أكثر لاعبي الخط الأمامي ابتعادًا عن مستواهم وعليه التحرك سريعًا حتى لا يخسر الأرض التي اكتسبها في بداية الموسم وقت غياب ميسي.
■ أهم تحرك من لويس إنريكي في المباراة اليوم هو عودته لاستخدام الأظهرة من جديد .. فقد توقف عن هذا الأمر لفترة ربما لإحساسه بضعف مردود خط وسطه وخوفه من صعوبة تغطية ذلك الصعود .. اليوم كان أهم مصدر لخطورة البرسا في الشوط الثاني هو صعود جوردي ألبا وتلقيه للتمريرات البينية من ميسي والتي شكلت خطورة كبيرة على فالنسيا ومنها جاء هدف البرسا الأول حتى إن باكو آيستران فطن إلى هذا الأمر فأشرك جواو كانسيلو أمام أنتونيو باراجان ونجح نوعًا ما في تخفيف تلك الخطورة لكنه لم ينجح في إبطالها تمامًا.
■ أمر مثير للاستغراب جدًا ألا يحاول لويس إنريكي إجراء أي تبديل في المباراة! فلا أغلب اللاعبين كانوا في مستواهم ولا الفريق جاهز بدنيًا أصلًا لكل هذا المجهود .. فإذا كان داني ألفيش غير مرغوب في إشراكه لدواعي ما فعله بعد مباراة الأتليتي فلماذا لم يدفع لويس إنريكي بأدريانو مثلًا لمحاولة فتح جبهة أخرى بدلًا من سيرجي روبيرتو الذي لم يقدم الكثير في تلك الجبهة؟ وهل كان أليكس فيدال ليكون أسوأ من راكيتيتش أو إنيستا لو اشترك وهو الذي يملك صفات هجومية ودفاعية ليست بالسيئة؟ أو حتى يمكن اشتراكه بدلًا من نيمار السيء جدًا إلا في بعض اللقطات القليلة مع فتح جبهة يمنى يمكن من خلالها إرسال العرضيات للويس سواريز أو حتى بيكي المتقدم في الدقائق الأخيرة خصوصًا بعد أن ثبت وأن دفاع فالنسيا هش في العرضيات؟ تخيل معي جبهة بها لاعبان منتعشان بدنيًا كأدريانو وأليكس فيدال يساندهما راكيتيتش .. أعتقد أن الحال كان سيكون أفضل من جبهة بها سيرجي روبيرتو وراكيتيتش. إن لم تؤتي ثمارها فعلى الأقل كانت لتشتت وسط فالنسيا وتفتح ثغرات أكثر فيه.
ما أعرفه أن المدرب لا يقوم بالتبديل إلا إذا كان فريقه في حالة طيبة جدًا أو ينتظر شيءً أفضل من لاعبيه الموجودين في الملعب، لكن كيف ينتظر ذلك ولاعبوه واضح جدًا تراجعهم البدني؟ أعتقد أن عدم ثقة إنريكي في دكته بشكل عام من أسباب تراجع الفريق البدني في نهاية الموسم ويبدو وأنه تصور أنه عندما قرر أن ينحني للعاصفة في النصف الثاني من الموسم الماضي وبدأ في إشراك الأساسيين فقط يعني أنه كان بإمكانه أن يفعل ذلك لفترات طويلة في هذا الموسم.