ميسي في سنة 2020 .. رحيل مرتقب وموسم بصفر لقب

ميسي في سنة 2020 .. رحيل مرتقب وموسم بصفر لقب

أخبارنا المغربية ـ وكالات

بعد سنوات طويلة ساد فيها الاعتقاد بأن نجم كرة القدم الأرجنتيني الدولي ليونيل ميسي سينهي مسيرته الكروية في صفوف نادي برشلونة ليكون أحد أبرز نجوم نادي "النادي الواحد" ، أكد عام 2020 أن ميسي قد يبدأ طريقه إلى أحد المنافسين على أطلال هذه التوقعات.

وكشفت الشهور القليلة الماضية الغطاء عن أزمة حقيقية بين ميسي وناديه لم تكن وليدة الصدفة وإنما هي نتاج العلاقة غير الطيبة بين ميسي وجوسيب ماريا بارتوميو ، الذي استقال مؤخرا من رئاسة النادي وسط الضغوط المتراكمة عليه نتيجة أزمة ميسي.

ولطالما استحوذ ميسي على الاهتمام الإعلامي الجماهيري ، ليس في إسبانيا أو الأرجنتين فحسب وإنما في كل أنحاء العالم ، من خلال أدائه الراقي الذي جعله أحد أبرز نجوم الكرة على مدار سنوات طويلة بل إنه كان الأفضل على الإطلاق في عدد من السنوات الماضية كما حجز لنفسه مكانا بارزا بين أساطير الساحرة المستديرة على مدار التاريخ.

وقبل شهور قليلة ، استحوذ ميسي أيضا على عناوين الأنباء وكان في بؤرة الضوء بشدة ولكن هذه المرة لم تكن من خلال عروضه القوية في الملعب وأهدافه الراقية والغزيرة ، وإنما كانت بسبب أزمته مع برشلونة والتي جعلته الهدف الأبرز لعدد من الأندية الأوروبية الكبيرة في فترة الانتقالات الصيفية الماضية (الميركاتو الصيفي) .

وبعد أسابيع من الجدل حول وجهة اللاعب والنادي الذي يستطيع احتواء نجم بهذا الحجم وتوفير عناصر النجاح من حوله ، توقف الحديث عن هذه الصفقة ولو بشكل مؤقت ليصبح "ميركاتو" ميسي بمثابة ضجيج بلا طحين. والحقيقة أن أزمة ميسي لم تبدأ في هذه الفترة وإنما بدأت منذ فترة طويلة في ظل العلاقة المتوترة بين النجم الأرجنتيني وبارتوميو.

وكادت وسائل الإعلام تفجر الأزمة مبكرا عندما ذكر تقرير إعلامي في فبراير الماضي أن إدارة برشلونة برئاسة بارتوميو اتفقت مع شركة "آي 3 فنتشرز" لإدارة حسابات إلكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت لتحسين صورة مجلس الإدارة برئاسة بارتوميو من ناحية ، والإساءة لسمعة عدد من نجوم وأساطير النادي مثل ميسي وزميله المدافع جيرارد بيكيه والنجم السابق للفريق تشافي هيرنانديز والمدرب جوسيب غوارديولا المدير الفني الأسبق للفريق وبعض المرشحين المحتملين لرئاسة النادي في الانتخابات المقررة خلال 2021 .

وبعد شهور من الجدل بشأن هذه الأزمة ، أعلن نادي برشلونة في يوليو الماضي أن نتائج التحقيقات التي أجرتها شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" للمحاسبة، بهذا شأن ، برأته من إدعاءات تنظيم حملة تشويه بحق رموز مهمة للنادي.

وذكر نادي برشلونة أن شركة المحاسبة خلصت إلى أنه : "في التعاقد المتعلق بمتابعة وتحليل حسابات التواصل الاجتماعي ، لم يوجه برشلونة بشن أي حملة تشهير بحق أي شخص." كذلك كشفت عملية التدقيق أن برشلونة لم يدفع ما يزيد عن أسعار السوق مقابل الحصول على خدمات شركة "آي 3 فنتشرز".

ولكن هذا لم يستطع إخفاء حقيقة الأزمة بين ميسي وإدارة بارتوميو خاصة مع تفاقم أزمة النادي في ظل المشاكل المالية نتيجة تبعات أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد من ناحية ثم السقوط المدوي في دوري أبطال أوروبا بالهزيمة الثقيلة 2 - 8 أمام بايرن ميونخ الألماني في دور الثمانية للبطولة.

وفي الوقت الذي سادت فيه التوقعات بإجراء تغييرات جذرية في النادي الكتالوني قد يكون منها رحيل بارتوميو نفسه من منصب رئيس النادي ضمن ثورة تصحيح شاملة ، أشعل بارتوميو فتيل أزمة أكبر بشكل ليس هناك ما يؤكد أنه كان متعمدا. وبالتزامن مع بداية مسيرة المدرب الهولندي رونالد كومان المدير الفني الجديد للفريق ، أطاح بارتوميو وكومان بعدد من نجوم الفريق في إطار خطة إعادة بناء الفريق.

وكان من بين هؤلاء النجوم الكرواتي إيفان راكيتيتش والتشيلي أرتورو فيدال والأوروغوياني لويس سواريز.

وكان رحيل سواريز بمثابة شرارة الأزمة الجديدة بين ميسي وإدارة بارتوميو لاسيما وأن المهاجم الأوروغوياني الدولي سواريز هو الصديق المقرب إلى ميسي كما أن مستوى سواريز لم يكن بالشكل الذي يدفع برشلونة إلى الإطاحة به بهذه السرعة مع قدوم كومان إلى القيادة الفنية للفريق ، ويظهر الدليل على هذا من المستوى الجيد الذي يقدمه اللاعب حاليا مع فريق أتلتيكو مدريد الإسباني. وتردد أن سواريز علم بالاستغناء عنه من خلال مكالمة هاتفية لم تستغرق سوى 30 ثانية.

وربما شعر ميسي بأن الاستغناء عن سواريز هو بمثابة ضربة موجهة إليه من خلال التخلص تدريجيا من بعض اللاعبين المرتبطين به بهدف إضعاف مستوى هيمنته على الفريق.

ولهذا ، طالب ميسي إدارة النادي بعدها مباشرة بالسماح له بالرحيل عن صفوف الفريق خلال صيف 2020 وقبل بداية الموسم الأخير في عقده الحالي مع النادي.

وأشار ميسي إلى أن عقده مع النادي يتضمن بندا يتيح له الرحيل عن برشلونة عقب نهاية كل موسم بشرط إبلاغ إدارة النادي بهذه الرغبة في غضون أيام قليلة عقب انتهاء فعاليات الموسم.

ولكن إدارة النادي أكدت أن الوضع الاستثنائي للموسم الماضي 2019 - 2020 وانتهائه مؤخرا لا يعني تغيير موعد تفعيل هذا البند الاستثنائي وأكدت أن هذا البند يسري فقط حتى نهاية مايو الماضي فيما انتهى الموسم فعليا في أغسطس الماضي كما أبلغ ميسي إدارة النادي في أغسطس برغبته في الرحيل.

وتمسكت إدارة النادي بالحصول على قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب إذا أراد الرحيل عن صفوف برشلونة قبل انتهاء عقده علما بأن قيمة هذا الشرط الجزائي تبلغ 700 مليون يورو (نحو 825 مليون دولار) ما يعني صعوبة انتقال اللاعب لأي ناد آخر.

وكان مانشستر سيتي الإنجليزي ، الذي يدربه جوسيب غوارديولا المدير الفني الأسبق لبرشلونة وصاحب العلاقة الوطيدة بميسي ، وباريس سان جيرمان الفرنسي المدعوم بأموال مالكيه القطريين وانتر ميلان الإيطالي صاحب المشروع الجديد في إعادة بناء فريقه لاستعادة أمجاد الماضي ، في مقدمة الأندية الأوروبية المرشحة لخطف ميسي بخلاف بعض التكهنات التي ربطت ميسي بإمكانية الرحيل إلى الدوري الصيني أو نظيره الأمريكي في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الأندية الأوروبية من تبعات جائحة كورونا.

ولكن شيئا من هذا لم يتم في ظل تمسك برشلونة بالحصول على قيمة الشرط الجزائي الخرافي في عقد اللاعب ودعم رابطة الدوري الإسباني (لا ليجا) للنادي في تفسيره القانوني الخاص بأن فترة تفعيل بند الرحيل لميسي انتهت بالفعل. ولهذا ، ظل ميسي في برشلونة وأصبح الجدل بشأن رحيله في فترة الانتقالات الصيفية بمثابة "ضجيج بلا طحين" .

ولكن ، وعلى الرغم من استقالة بارتوميو في أكتوبر الماضي تخوفا من طرده من خلال التصويت الذي كان مزمعا إجراؤه في الفترة الماضية على سحب الثقة منه ، لا يزال الوضع بين ميسي وبرشلونة على المحك لاسيما في ظل قناعة بعض المرشحين لرئاسة النادي أو المتابعين له بأنه كان من الضروري ترك ميسي يرحل في الميركماتو الصيفي مع تخفيض قيمة الشرط الجزائي للاستفادة من المقابل المالي بدلا من تركه يرحل عن صفوف الفريق بعد نهاية الموسم الحالي بلا أي استفادة مالية.

ويستطيع ميسي التوقيع لأي ناد آخر في يناير المقبل دون موافقة برشلونة للانتقال من النادي الكتالوني إلى الوجهة التي يريدها في صفقة انتقال حر عقب نهاية الموسم. ومن ثم ، ربما أصبح مستقبل ميسي مع برشلونة مرهونا بهوية الرئيس الجديد للنادي الكتالوني ، والذي ستسفر عنه الانتخابات المزمع إجراؤها في يناير المقبل.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات