برمجة "المحاباة" تعبث بانطلاقة "أغرب" بطولة في العالم!
رئيس الجامعة فوزي لقجع ورئيس الوداد والعصبة الإحترافية سعيد الناصيري
أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـ عادل الوزاني
تعرف انطلاقة الموسم الكروي في بلادنا سيناريو غريب للغاية، اذ اختلط الأمر على الجماهير المغربية التي لم تعد تفرق بين مباريات كأس العرش والبطولة بسبب إجرائها في وقت متزامن، كما أن الدورات الثلاثة الأولى من البطولة الاحترافية التي لا تحمل من تسميتها إلى الإسم، شهدت تأجيلات متكررة لعدد كبير من المباريات، بسبب مشاركة خمسة فرق مغربية دفعة واحدة في المنافسات الافريقية والعربية، وهي الوداد والرجاء ونهضة بركان وحسنية أكادير وأولمبيك آسفي، وكذا التزام المنتخب المحلي بخوض تصفيات "الشان".
وبالاطلاع على جدول ترتيب البطولة نجد أن أربعة فرق فقط خاضت الدورات الثلاث الملعوبة لحد الآن، في حين أن فريقي الوداد والرجاء لم يخوضا أي مباراة، كما أنه من غرائب بطولتنا، خوض المتصدر المغرب التطواني 3 مباريات في ظرف 7 أيام ما بين البطولة وكأس العرش، قبل أن تفرض عليه البرمجة فترة عطلة إجبارية لثلاثة أسابيع بسبب إجراء المؤجلات والتوقف المرتبط بأجندة الفيفا، وهو ما يعني أن الفريق مطالب بإجراء فترة إعداد جديدة .
ويتفق عدد من المتتبعين على أن مشكل البرمجة في المشهد الكروي المغربي ليس مرتبطا بغياب الاحترافية أوالكفاءة لدى من يتقلدون مناصب تسيير الشأن الكروي، بقدر ما هو مشكل عقليات دأبت على منطق المحاباة وجبر الخواطر عوض الاعتماد على المذكرات المنظمة والالتزام بأجندة محددة وتواريخ مضبوطة مصادق عليها قبل بداية الموسم، فلا يعقل أن يتم منح فرق أصرت على التباري في جميع الواجهات الممكنة (عربيا وأفريقيا)، امتيازات استثنائية وعرقلة بطولة بأكملها تضم 16 فريقا.
وتظهر العشوائية في طريقة تسيير الكرة المغربية جلية اذا استعرضنا فقط أمثلة من دول عربية، دون أن نتحدث عن الاحتراف الأوروبي، ففي مصر، قرر اتحاد الكرة عدم مشاركة اي فريق مصري في أكثر من بطولة خارجية هذا الموسم، حيث ألزم الأندية بالمفاضلة بين المشاركة في بطولتي دوري أبطال أفريقيا والكونفيدرالية، أو المشاركة بالبطولة العربية للأندية.
وفي السعودية، غاب العملاقين النصر والهلال عن النسخة الحالية من كأس العرب بسبب التزامهما بكأس أبطال آسيا، حيث تشكل البطولات القارية أولوية للفرق الكبرى مقارنة بالبطولات الاقليمية، وهو ما يدفع عدد من المتتبعين لانتقاد تأجيل مباريات الوداد والرجاء وعدم تحميلهما تبعات مسؤولية قرار اللعب في جميع المنافسات كناديين كبيرين المفروض توفرهما على تركيبة بشرية موسعة للعب منتصف الأسبوع وآخره.
ومن ناحية أخرى، يستغرب المتابع للشأن الكروي بالمغرب، الاصرار على إجراء مباريات مسابقة كأس العرش بشكل لا يليق بقيمة هذه الكأس الغالية، وذلك بإقامة مباريات نسخة الموسم الفارط بداية الموسم الموالي، حيث تبرمج أدوارها بشكل متسارع وسط الأسبوع أو أيام إقامة مباريات البطولة، بغرض إجراء النهائي يوم 18 نونبر تزامنا مع ذكرى عيد الإستقلال، رغم أنه بإمكان مسؤولينا بقليل من الابداع في التفكير، أن يحولوا هذا اليوم مثلا لموعد سنوي تجرى فيه مباراة كأس السوبر بين الفائزين بالبطولة والكأس، ويطلق عليها إسم "كأس الاستقلال" أو "كأس المغرب".
وللقطع مع المشهد العابث الذي تعيشه الكرة الوطنية بداية الموسم، يرى متتبعون أيضا أنه يجب مراجعة جدوى مشاركة المنتخب المغربي في كأس أفريقيا للمحليين التي تعد بطولة أحدثتها "الكاف" قصد تحقيق أرباح مادية من عائدات الاشهار والنقل التلفزي، وذلك تحت مبرر إتاحة الفرصة للاعبين المحليين، رغم أن قيمتها التقنية طيلة النسخ الماضية ضعيفة جدا، لأن أجود لاعبي الفرز الأول وحتى الثاني ينتقلون في سن مبكرة لأوروبا، وهناك منتخبات لا تهتم كثيرا بالمشاركة فيها كمصر على اعتبار أن كسب الخبرة والاحتكاك على المستوى الأفريقي توفره مشاركة لاعبي فرق الأهلي والزمالك وغيرها في البطولات الأفريقية وليس عبر تجميع لاعبين محليين في بطولة هزيلة المستوى كالشان، التي بالمناسبة قد تتسبب في توقيف البطولة المغربية طيلة شهر كامل في حال تأهل المنتخب المحلي للبطولة المقررة مطلع السنة المقبلة بالكاميرون.